علاقات راسخة بين روسيا والكويت

أكد سعادة سفير روسيا الاتحادية لدى دولة الكويت، فلاديمير جيلتوف، أن العلاقات بين روسيا والكويت تمتد لعقود من الثقة والتعاون، مشيدًا بالسياسة المتزنة والحكيمة للقيادة الكويتية، التي تركز على تعزيز المصالح الوطنية والحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية.

وأوضح أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي عام 1963، وأن هذه العلاقات صمدت أمام تقلبات المناخ السياسي العالمي. كما أشار إلى الموقف الروسي الثابت إلى جانب الكويت خلال الغزو العراقي في 1990–1991، حيث ساندت موسكو الكويت سياسيًا ودبلوماسيًا، واحتضنت متحف الإرميتاج في سانت بطرسبورغ كنوز الفن الإسلامي الكويتية للحفاظ عليها من الأذى.

🤝 حوار سياسي نشط وتعاون خليجي

أوضح جيلتوف أن الحوار السياسي بين البلدين يشهد نشاطًا ملحوظًا، فقد التقى وزراء خارجية البلدين مرتين في عام 2024، ومن المقرر استمرار هذا التنسيق في لقاءات مقبلة، منها جولة الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي المقررة في سوتشي، والتي تترأسها الكويت حاليًا.

كما أشار إلى القمة الروسية-العربية الأولى، المرتقبة في أكتوبر المقبل بالعاصمة موسكو، كخطوة هامة في تعزيز الحوار والتعاون المشترك بين روسيا والعالم العربي.

🛢️ تعاون اقتصادي مستمر

في الجانب الاقتصادي، لفت السفير إلى التنسيق القائم بين روسيا والكويت في إطار تحالف “أوبك+”، للمحافظة على استقرار أسواق النفط العالمية. كما نوّه إلى نمو صادرات المنتجات الزراعية الروسية إلى الكويت، بما في ذلك الحبوب والمنتجات الغذائية عالية الجودة، في ظل اهتمام متزايد من الأسواق الخليجية بالمنتج الروسي.

✈️ السياحة جسر جديد للتقارب

أشار السفير إلى أن السياحة أصبحت أحد المجالات البارزة في التعاون بين البلدين. ففي عام 2024، زار روسيا أكثر من 15 ألف سائح كويتي، بزيادة قدرها الضعف مقارنة بالعام السابق. ويعود ذلك إلى عوامل عديدة، أبرزها الطبيعة الروسية الساحرة، والموروث الثقافي الغني، وسهولة الحصول على التأشيرة الإلكترونية، والبنية التحتية المتطورة، ومستوى الأمن العالي.

وأوضح أن “طيران الجزيرة” يشغل رحلات مباشرة من الكويت إلى موسكو، وسيضيف هذا الشهر وجهة جديدة إلى مدينة سوتشي، المنتجع الشهير على البحر الأسود.

🎭 تعاون ثقافي وإنساني متبادل

أكد جيلتوف أن التعاون الثقافي والإنساني يُكمل مسيرة العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي حققه “أسبوع الثقافة الكويتية” في موسكو العام الماضي، ومعلناً عن تنظيم فعالية ثقافية روسية في الكويت خلال خريف هذا العام.

🎉 اليوم الوطني لروسيا: أكثر من ألف عام من التاريخ

في سياق احتفالات روسيا بالعيد الوطني في 12 يونيو، أوضح جيلتوف أن هذا اليوم يرمز لاعتماد إعلان سيادة الدولة قبل 35 عامًا، مشيرًا إلى أن روسيا الحديثة هي الوريثة التاريخية لكييفان روس القديمة، وقيصرية موسكو، والإمبراطورية الروسية، والاتحاد السوفيتي.

وأضاف أن روسيا تمثل حضارة تمتد من بحر البلطيق إلى المحيط الهادئ، وتتمتع بتقاليدها الثقافية والفكرية الغنية التي أثّرت في العالم أجمع، من أعمال تولستوي ودوستويفسكي إلى موسيقى تشايكوفسكي وشوستاكوفيتش.

🛡️ روسيا والتحديات الجيوسياسية

أكد السفير أن روسيا لطالما واجهت التحديات الخارجية، من الغزوات المغولية إلى حروب نابليون وهتلر، وخرجت منها أكثر صلابة. واليوم، في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، تواجه روسيا ضغوطًا غربية تهدف إلى فرض الهيمنة، عبر العقوبات والتهديدات السياسية.

وشدد على أن روسيا ترفض هذا النهج، وتعمل مع شركائها على بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية، والمساواة، ورفض الإملاءات والمعايير المزدوجة.

🌍 علاقات تاريخية مع العالم العربي

وختم جيلتوف بالتأكيد على أن روسيا تحرص على بناء علاقات صداقة مع الدول العربية، انطلاقًا من مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو ما يتجلى في العلاقة الخاصة مع دولة الكويت، التي تمثل نموذجًا ناجحًا في الشراكة السياسية والاقتصادية والثقافية.