صناعة الأواني النحاسية وزخرفتها .. رمز قرية لاهيج في أذربيجان (صور)

عند مرورك بين شوارع قرية لاهيج، ومنازلها الحجرية ذات الأبواب الخشبية، سوف تسمع بالتأكيد صدى المطرقة والسندان، والذي يعتبر دليلاً على أن حرفتهم القديمة في تصنيع النحاس لا زالت حية.

تقع قرية لاهيج في منطقة إسماعيللي شمال أذربيجان. وهي موجودةٌ على ضفة نهر “غيرديمانشاي” على ارتفاع 1,200 متر فوق سطح البحر. ويعيش في هذه القرية مجموعة عرقية تسمى “التات”.

وكالعديد من المناطق الأذربيجانية، لهذه القرية أسطورتها الخاصة. إذ يقال إن قبعة “مونوماخ” التي ارتداها القياصرة الروس لقرونٍ عديدة كانت تصنع في لاهيج.

ولن يعد ذلك أمراً مفاجئاً، حيث تُعرف هذه القرية بوجود حرفيين مهرة يعرفون بصناعاتهم وحرفهم النحاسية اليدوية.

ومن هذه القرية، يمكنك الحصول على قطعٍ يدوية أصيلة، إذ يقوم حرفيو القرية بنقش أعمالهم بتصاميم تعكس قيمهم التقليدية.

وتشتهر لاهيج بالتحديد بتصنيع السكاكين، والأواني النحاسية المزينة بمختلف النقوش والتصاميم. ويأتي الكثير من الأشخاص الأذربيجانيين إلى هذه القرية لشراء الأدوات النحاسية للاستخدامات اليومية.

ويتوارث هذه الحرفة الأبناء عن الآباء والأجداد، وهي تعد جزءاً أساسياً من هوية سكان لاهيج، فهي توفر إحساساً عميقاً بالفخر، وتُعد الأواني النحاسية المزخرفة والمصنوعة محلياً رمزاً لهذه القرية الصغيرة.

فن الحدادة ينتقل عبر الاجيال

تعود ممارسة تشكيل وتزيين الأواني النحاسية إلى آلاف السنين، بعد أن تعلم الناس كيفية استخراج هذا المعدن من الأرض.

لقد تغيرت الأساليب على مر السنين، استمر صانعو النحاس المحليون باستخدام الأدوات التقليدية مثل المطارق الثقيلة والأزاميل.

اليوم، تعرض الأواني النحاسية المصنوعة في لاهيج في بعض المتاحف الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك متحف اللوفر في باريس وتتمتع بقيمة محلية كبيرة أيضاً.

يقول ” كمال علييف، مدير المحمية التاريخية والثقافية : ” تاريخ فن النحاس في لاهيج قديم جداً. نعلم حقيقة أن أدوات المائدة المتقنة صنعت هنا في القرن الحادي عشر.

بالاضافة لذلك، اكتشف علماء الآثار في مناطق مختلفة من أذربيجان عملات نحاسية صُنعت في لاهيج خلال العصور الوسطى، ونعلم أيضاً أنه في عام 1923 كانت هناك أكثر من 200 ورشة نحاس في لاهيج “.

في عام 2015 ، أدرج الفن النحاسي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو.