Featuredأخبار دولية

زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد بعد أعلى نسبة إقبال انتخابي منذ عقود

فاز زهران ممداني، العضو البالغ من العمر 34 عامًا في المجلس التشريعي لولاية نيويورك، بمنصب عمدة المدينة رقم 111، في انتخابات شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1969، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس».

يمثل فوز ممداني تحولًا سياسيًا لافتًا في تاريخ المدينة، إذ تمكن من حصد التأييد من أحياء بروكلين الراقية وصولًا إلى مناطق المهاجرين من الطبقة العاملة في كوينز، ليضع بذلك اشتراكيًا ديمقراطيًا في مقر البلدية للمرة الأولى.

تفوق ممداني على الحاكم السابق أندرو كومو في جولة الإعادة للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو الماضي، في هزيمة ثانية لكومو خلال خمسة أشهر. وجاء الجمهوري كورتيس سليوا في المركز الثالث بفارق كبير، معترفًا بخسارته مبكرًا مساء يوم الاقتراع.

بدأ ممداني حملته قبل عام كمرشح احتجاجي محدود الموارد وغير معروف على مستوى المدينة، لكنه استطاع عبر خطابه الداعي للعدالة الاجتماعية وخفض تكاليف المعيشة، واستخدامه الذكي لوسائل التواصل الاجتماعي، أن يحشد دعمًا واسعًا بين الناخبين الشباب والمهاجرين.

وبفوزه، يسجل ممداني التاريخ كونه أصغر عمدة لنيويورك منذ القرن التاسع عشر، وأول مسلم وأول أمريكي من أصل جنوب آسيوي يتولى هذا المنصب. وُلد في أوغندا لأسرة هندية مهاجرة، ويُعد أيضًا أول عمدة مُجنّس منذ أبراهام بيم في سبعينيات القرن الماضي.

قاد ممداني حملته بوصفه متمردًا على المؤسسة السياسية التقليدية في المدينة، داعيًا إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، وتوفير مواصلات ورعاية أطفال مجانية، وتجميد الإيجارات، وإصلاح جهاز الشرطة.

ومع ذلك، سيواجه تحديات كبيرة عند توليه المنصب في الأول من يناير المقبل، إذ تسيطر الحاكمة كاثي هوشول والمشرعون في ألباني على الميزانية اللازمة لتمويل برامجه. كما أن علاقته المتوترة مع بعض قادة الجالية اليهودية ودوائر الأعمال قد تعقّد مشواره في إدارة المدينة.

على الصعيد الوطني، هاجمه الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصفه ساخرًا بـ«العمدة الشيوعي الصغير»، مهددًا بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة أو نشر الحرس الوطني إذا تبنّى سياسات لا ترضيه.

تأتي هذه التطورات بعد عام سياسي مضطرب شهد اتهامات فساد ضد العمدة السابق إريك آدامز، الذي انسحب من سباق الانتخابات ولم ينجح دعمه المتأخر لكومو في تغيير مسار النتائج.

واتسمت الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية بتصاعد حدة الخطاب بين المرشحين، حيث تبادل الطرفان اتهامات بالفساد والتطرف، وظهرت نبرات معادية للإسلام والأجانب في بعض الحملات الدعائية.

وفي خطاب الاعتراف بالهزيمة، قال كومو لأنصاره في مانهاتن: “كانت هذه الحملة المعركة الصحيحة… الليلة هي ليلتهم.”.

كما شهدت الانتخابات منافسات أخرى على مناصب رئيسية، منها مراقب الحسابات والمحامي العام، وفاز ألفين براغ بإعادة انتخابه مدعيًا عامًا لمقاطعة مانهاتن.

أما على صعيد السياسات العامة، فقد وافق الناخبون على ثلاثة مقترحات مثيرة للجدل لتسهيل مشاريع الإسكان عبر تقليص القيود البيروقراطية والسياسية المفروضة على تطويرها.

زر الذهاب إلى الأعلى