دراسة ألمانية: حقن التستوستيرون.. بديل لجراحة السمنة

توصّلت دراسة ألمانية إلى أن حقن التستوستيرون يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير على المدى الطويل لدى الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وشهد الرجال، الذين يبلغ متوسط وزنهم 114 كلغ، انخفاضاً في وزنهم بمقدار 27 كلغ على مدار عقد من الزمان أثناء تلقّيهم لقاحات كل ثلاثة أشهر كجزء من الدراسة، حيث انتقل مؤشر كتلة الجسم BMI من فئة «السمنة المفرطة» إلى «الوزن الزائد».

وبالمقارنة، فإن الرجال الذين لم يتلقوا علاج التستوستيرون شهدوا زيادة وزنهم بنحو 6 كلغ لكل منهم. ك

ما كانوا أكثر عرضة للوفاة بأربع مرات خلال فترة المتابعة، خصوصاً بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وكانوا جميعا تقريباً مصابين بالسكري من النوع الثاني، وفق ما نشرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، وتم تقديم البحث بقيادة استشاري طب الذكورة الدكتور فريد سعد في برلين، في المؤتمر الأوروبي والدولي للسمنة ECOICO لهذا العام.

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تساعد في دفع حقن التستوستيرون كبديل لجراحة إنقاص الوزن.

ويتم وصف العلاج ببدائل التستوستيرون، والتي تختصر بـ TRT للرجال الذين يعانون من انخفاض غير طبيعي في هرمون التستوستيرون، الذي يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة والمزاج والدافع الجنسي.

غياب النساء

لم يتم تضمين النساء في الدراسة، كما أنه ليس من الواضح كيف ستستجيب أجسامهن، مع الأخذ في الاعتبار أن المستويات المرتفعة بشكل طبيعي من هرمون التستوستيرون لدى الإناث مرتبطة بزيادة الوزن وحب الشباب ونمو الشعر الزائد ومشاكل الخصوبة.

هذه هي أعراض حالات مثل متلازمة تكيّس المبايض، حيث توجد زيادة في إنتاج هرمون التستوستيرون واضطرابات الولادة.

هرمون الذكورة

قال الدكتور سعد: «العلاج الطويل الأمد بهرمون التستوستيرون لدى الرجال الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون أدى إلى فقدان الوزن بشكل عميق ومستمر، ما قد يكون قد ساهم في خفض الوفيات والأمراض القلبية الوعائية.

ازداد وزن الرجال غير المعالجين الذين يعانون من قصور الغدد التناسلية.

وأضاف: «نعتقد أنه تجب مناقشة علاج التستوستيرون مع المرضى كبديل للجراحة، ويجب أخذه في الاعتبار للمرضى الذكور الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية جراحية»، وحيث إن التستوستيرون هو هرمون الذكورة الأساسي، تتمثل إحدى وظائفه الرئيسية في زيادة نمو كتلة العضلات، كما أنه يجبر الجسم على حرق الدهون في هذه العملية، ما يساعد الناس على إنقاص الوزن.

ومع ذلك، في بعض الأحيان يتم إعطاء النساء أدوية التستوستيرون للمساعدة في علاج انقطاع الطمث، عندما ينخفض هرمون التستوستيرون والهرمونات الأخرى بشكل طبيعي.

لذلك، فإن الرجال الذين يعانون من نقص في الهرمون قد يكتسبون الوزن بسهولة أكبر بسبب اختلال التوازن بين اكتساب العضلات وفقدان الدهون.

إنتاج التستوستيرون

وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة مانشستر أن الرجال الذين يعانون من السمنة في المتوسط لديهم مستويات هرمون تستوستيرون أقل بنسبة %30 من الرجال ذوي الوزن الطبيعي. ينتج التستوستيرون عن طريق الخصيتين، عندما تتلقى مناطق معينة من الدماغ – الوطاء والغدة النخامية – إشارات من الجسم تفيد بالحاجة إلى مزيد من الهرمون.

عند النساء، يتم إنتاج هرمون التستوستيرون في المبايض والغدد الكظرية، ولكن بمستويات أقل بكثير، ويساعد في المحافظة على العضلات وتنظيم الحالة المزاجية وصحة القلب.

يمكن أن تؤدي السمنة إلى التخلّص من هذا المسار وإضعاف الإشارات اللازمة للمحافظة على متوسط مستويات هرمون التستوستيرون.

التستوستيرون،

الذي يعطي أيضاً خصائص الذكورة مثل الصوت العميق ونمو الشعر، ينخفض بشكل طبيعي مع تقدم الرجل في العمر.

لكن بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى مستوى منخفض بشكل غير طبيعي، وفي بعض الأحيان لا سبب معروفاً لانخفاض المستويات.

نتائج الدراسة

شملت الدراسة نحو 471، ثلثاهم (%61) كانوا يعانون السمنة، وتلقى 276 منهم علاجا بهرمون التستوستيرون.

وكان جميع الرجال في هذه الدراسة يعانون من قصور الغدد التناسلية الوظيفي، أي انخفاض هرمون التستوستيرون من دون وجود سبب عضوي معروف، مثل العجز في قدرة الجسم على إنتاج الهرمون، إما من الدماغ وإما من الخصيتين.

وحلّل الباحثون كيف تغيرت قياساتهم بمرور الوقت، بما في ذلك الوزن ومحيط الخصر وضغط الدم وغير ذلك. وشهد الرجال في العلاج ببدائل التستوستيرون انخفاضاً في وزنهم بمعدل 27 كغم بعد الحقن، من 114 كغم إلى 87 كغم.

لكن الرجال الذين اختاروا عدم العلاج شهدوا زيادة طفيفة في وزنهم بنحو 6 كغم، وزاد مؤشر كتلة الجسم لديهم، وكانت لديهم دهون أكثر من أولئك الذين تلقوا لقاحات التستوستيرون، التي تسمى الدهون الحشوية، التي تؤدي إلى المزيد من المشكلات الصحية.

بإشراف طبي

ليس من الواضح ما إذا كان هذا العلاج ستكون له فائدة للرجال، الذين يتمتعون بوزن صحي أو بمستويات هرمون تستوستيرون طبيعية، ولم تجر دراسة هذا من قبل.

يتم وصف علاج بدائل التستوستيرون وإعطاؤه بإشراف الطبيب، لذلك من غير المحتمل أن يتم إعطاؤه لأي شيء بخلاف حالات انخفاض هرمون التستوستيرون في هذه المرحلة.

لكن الباحثين يريدون أن يروا أن ذلك قد تغير، ويقترحون أن علاج TRT، يمكن أن يكون بديلاً فعالاً لجراحة السمنة.

وتعتبر جراحة السمنة خيارا أخيرا للأشخاص الذين لا يستطيعون إنقاص الوزن على الرغم من المحاولة. إنها عملية تُحدث تغييرات في الجهاز الهضمي، مثل تقلّص المعدة حتى يشعر الشخص بالشبع بسرعة. وعلى الرغم من أنه يبدو كحل سحري، فإنه لا يزال يتطلب تغييراً في النظام الغذائي وله العديد من المخاطر، بما في ذلك حصوات المرارة والفتق وسوء التغذية والقرحة، ومثل أي عملية جراحية، فإن خطر الإصابة بالعدوى قائم.

فيديو يشرح ويوضح نتائج TRT قبل وبعد للرجال – إيجابيات وسلبيات العلاج ببدائل التستوستيرون للرجال