جليب الشيوخ موعودة بـ«نفضة أمنية»

باتت منطقة جليب الشيوخ على موعد مع «نفضة أمنية غير مسبوقة»، تستهدف تطهيرها من كم الانفلات الأمني والمخالفات والتجاوزات التي تعج بها منذ سنوات عديدة.
النفضة الموعودة سبقتها إشارات تستنهض التحرك العاجل لانتشال المنطقة الموبوءة من مستنقع الرذائل الذي غرقت فيه، بعدما باتت مأوى للمخالفين والمتجاوزين للقوانين في البلاد.
وجاءت الإشارة داخلياً في حديث النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف خلال اجتماعه الأسبوع الماضي مع كبار القيادات الأمنية، عن أعداد العمالة السائبة والمخالفة والجرائم المرتكبة في المنطقة، مطالباً بتحرك لتنظيفها وتطهيرها، فيما جاءت الإشارة الخارجية في تجديد وزارة الخارجية الأميركية تحذيرها لرعاياها من تلك المنطقة التي وصفتها بأنها «عالية الجريمة».
وبحسب ما أكد مسؤول أمني، فإن النفضة الموعودة تستهدف وضع حد لـ«الانفلات» الذي طبع المنطقة بطابعه المخيف، وكساها بمظهر «الخرائب»، بسبب أرصفتها المتكسرة وشوارعها المنهارة وبناياتها المتهالكة وأسواقها العشوائية وانفلاتها الأمني الظاهر للعيان، كما لو كانت «دولة داخل الدولة».
المسؤول الذي أشرف على عشرات الحملات الأمنية الموجهة للمنطقة، كشف أن الأرقام تبيّن أنه يقطنها نحو 30 ألف مخالف للإقامة، ما بين «متغيب» و«هارب» و«سمسار دعارة» و«بائع خمور محلية»، وغير ذلك من المخالفات الجسيمة، وأن انتشار المخدرات «أهم عوامل زيادة معدلات الجريمة في المنطقة».
وأوضح المسؤول أن «النسيج البشري المتناقض، عرقياً وثقافياً ودينياً، حوّل المنطقة إلى بيئة خصبة للجرائم بمختلف أنواعها، حيث تنشط شبكات لممارسة الدعارة، وتصنيع الخمور وبيعها، وترويج المخدرات، والتزوير»، مبيّناً أنه «من اللافت أن الجرائم فيها تأخذ شكلاً تخصصياً بين الجاليات، ومعظم الجرائم تقيد ضد مجهول، بسبب قدرة أولئك المجرمين على التملص والاختباء».
فيما يلي التفاصيل الكاملة
باتت منطقة جليب الشيوخ على موعد مع «نفضة أمنية غير مسبوقة»، تستهدف تطهيرها من كم الانفلات الأمني والمخالفات والتجاوزات التي تعج بها منذ عشرات السنين.
النفضة الموعودة سبقتها إشارات تستنهض التحرك العاجل لانتشال المنطقة الموبوءة من مستنقع الرذائل الذي غرقت فيه، بعدما باتت مأوى للمخالفين والمتجاوزين للقوانين في البلاد.
وجاءت الإشارة داخلياً في حديث النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف خلال اجتماعه الأسبوع الماضي مع كبار القيادات الأمنية، عن أعداد العمالة السائبة والمخالفة والجرائم المرتكبة في المنطقة، مطالباً بتحرك لتنظيفها وتطهيرها، فيما جاءت الإشارة الخارجية في تجديد وزارة الخارجية الأميركية تحذيرها لرعاياها من تلك المنطقة التي وصفتها بأنها «عالية الجريمة».
وشكلت «جليب الشيوخ»، على مدى عقود، هاجساً أمنياً عاليا لدى وزارة الداخلية، بسبب نسيجها الاجتماعي الشديد التعقيد، الذي يسفر دائما عن منغصات أمنية ومخالفات بمختلف المستويات، حتى اشتهرت المنطقة بأنها أعلى مناطق الكويت قاطبة في معدل الجريمة.
واستنادا إلى حديث وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف الأخير، فإن «جليب الشيوخ» موعودة بحراك أمني واسع في المدى القريب المنظور، سعيا إلى وضع حد لـ«الانفلات»، الذي طبع المنطقة بطابعه المخيف، وكساها بمظهر «الخرائب» بسبب أرصفتها المتكسرة وشوارعها المنهارة وبناياتها المتهالكة وأسواقها العشوائية وانفلاتها الأمني الظاهر للعيان، كما لو كانت «دولة داخل الدولة».
رسم مسؤول أمني في حديثه لـ القبس، صورة قاتمة عن منطقة جليب الشيوخ، مؤكداً إشرافه على عشرات الحملات الأمنية الموجهة للمنطقة، حيث تبيّن الأرقام أن المنطقة يقطنها نحو 30 ألف مخالف للإقامة، موزعين على «متغيب» و«هارب» و«سمسار دعارة» و«بائع خمور محلية»، وغير ذلك من المخالفات الجسيمة، وأن انتشار المخدرات «أهم عوامل زيادة معدلات الجريمة في المنطقة».
وقال المسؤول إن للجليب «طابعا خاصا تتميز به عن جميع مناطق البلاد، فهي تضم جاليتين رئيسيتين هما العربية (أغلبهم سوريون ومصريون) والآسيوية (أعدادهم متساوية، من هنود وسيلانيين وبنغال وباكستانيين)، مستدركا بأن «وجود الهنود في الجليب يطغى على من سواهم، إذا ما قورنوا بأي جالية غيرهم».
جرائم السمسرة
وأوضح المسؤول الأمني أن «هذا النسيج البشري المتناقض، عرقيا وثقافيا ودينيا، حوّل المنطقة إلى بيئة خصبة للجرائم بمختلف انواعها»، مبينا أن «من اللافت أن الجرائم هناك تأخذ شكلا تخصصيا بين الجاليات، ومعظم الجرائم تقيد ضد مجهول، بسبب قدرة أولئك المجرمين على التملص والاختباء».
وأشار إلى أن الآسيويين غير العرب «عُرف عنهم ارتكاب جرائم بعينها، كأعمال السمسرة التي تمارس بشكل علني أحياناً، وقد كوّن بعضهم سلسلة معقدة من الأشخاص في تشكيل عصابي، حتى لا يقع جميع من يشترك في هذه الأعمال في قبضة رجال الأمن».
تزوير وتصنيع خمور
وكشف المسؤول عن أعمال أخرى عديدة مخالفة للقانون، يتصف بها الآسيويون، على رأسها تصنيع الخمور والتزوير، لافتاً إلى مداهمة رجال المباحث الدائمة للأوكار التي تُصنّع فيها المشروبات الروحية وتزوير الهويات، وأنهم صارمون في التعامل مع مثل هذه القضايا.
المشاجرات
وعن طبيعة الجرائم التي يرتكبها العرب، أكد أنها «تتعلق بشكل مباشر بالمشاجرات بين بعضهم وبين وافدين آخرين، أو مع مواطنين في أحيان أخرى، كما أنهم ينتهكون القانون من خلال الغش التجاري الذي يمارسه بعضهم في المحال التي يعملون فيها، إلى جانب انتهاكهم قوانين الإقامة والعمل».
ولم ينف المصدر توغل بعض الوافدين العرب وبعض المواطنين أيضاً في الأعمال التي يمارسها الآسيويون «لكن كزبائن، لا أصحاب أعمال».
خطف نساء.. وتحرير رهائن!
قال المسؤول الأمني إن «في جليب الشيوخ مسلسلاً طويل الحلقات، يتمثل في خطف الضحايا من النساء في المنطقة، حيث يدار بحرفية، منذ لحظة اصطياد الطريدة بمجرد خروجها من منزل كفيلها، حيث تجد من ينتظرها ليقلها إلى واقعها المدمر المحتوم، وعلى يد سفاح التاكسي الذي يبيعها بسعر يعتمد على جمالها وجنسيتها إلى السمسار، الذي يكون، في الغالب، من جنسية سائق التاكسي الآسيوى ذاتها».
ويضيف المصدر: «اللافت هو قدرة أولئك المجرمين على التملص من مداهمات رجال المباحث في كل مرة، من خلال عيونهم المنتشرة في كل مكان، حيث تنتهي المداهمات بتحرير بعض الرهائن والقبض على مجموعة من طالبي المتعة الحرام، لكن رجال العصابة يسرحون ويمرحون ليديروا أوكارهم من مواقع أخرى».
قصور أمني
أرجع المسؤول الأمني في حديثه لـ القبس الملاحظات التي تشير إلى «قصور أمني» في التعامل مع الفوضى التي تعج بها منطقة جليب الشيوخ إلى ما أسماه «نقص العناصر الأمنية في جهاز الشرطة لمواجهة التزايد الكثيف لسكان المنطقة، ناهيك عن تطور أشكال الجريمة ونوعيتها، لا سيما المستحدثة المتصلة بالشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي».
وقال إن وزارة الداخلية تسعى إلى التغلب على تلك المشكلة، بزيادة استقطاب الشباب الكويتيين وتأهيلهم للعمل في الجهاز الأمني.
تحصينات أوكار الدعارة
أوضح المسؤول الأمني أن عصابات أوكار الدعارة بالجليب تعتمد تحصينات أمنية، من أبواب حديدية متتالية، ما يثير التساؤلات عن آلية تأجير البيوت، وغياب دور الملاك، أو سكوتهم عن التجاوزات.
القبس