مع نمو عالم الأعمال في المملكة العربية السعودية، أصبحت التحولات الرقمية تقدم حلولاً مبتكرة للأعمال التجارية بطريقة ملاءمة لاحتياجات سوق العمل، حيث أطلقت المملكة نموذجاً مبتكراً للتأشيرات، يعطي المنشأة فرصة استقدام عمال مهنيين من دون الحاجة إلى استخراج ورق إقامة أو رخصة عمل لهم، وأطلق عليها تأشيرات العمل المؤقت، التي تعطي الحق لحاملها المكوث في السعودية لمدة ثلاثة أشهر فقط، مع مراعاة التجديد إن تطلب الأمر، علماً بأنه في حال عدم التجديد يتم الترحيل فوراً.
وقامت منصة قوى التابعة لوزارة التنمية البشرية والموارد الاجتماعية السعودية بعمل بعض الشروط الصارمة، حتى تتمكن كل منشأة في أخذ حقها بكل شفافية، حيث إن بعض المنشآت والمؤسسات تدعي حقها في استخدام المنصة واستقدام عمالة، وهي غير أهل لذلك، مما يجعل المنشأة ذات الحق الحقيقي غير قادرة على استقبال عمالة لعدم توافرهم، لهذا طرحت شروطاً موضوعة من منصة قوى.
تقليل التكاليف
يسهم التوظيف المؤقت في توفير الكثير من الأمور:
أولاً: التكاليف التي تتحملها الشركات من أجل تعيين العمالة المؤقتة أقل بكثير من التكاليف التي تتحملها لتعيين العمالة الدائمة، وذلك لأن التوظيف المؤقت يقدّم للموظفين مزايا منخفضة وغير مكلفة، مقارنة بالمزايا التي تقدم للموظفين الدائمين.
ثانياً: نسبة كبيرة من العمالة المؤقتة تمتلك الكثير من الخبرات في مجالات متعددة، حيث سبق لهم العمل في أكثر من مجال من قبل، وبالطبع بعد تعيينهم مؤقتاً تضمن الشركة أن هذه الخبرات سوف تنتقل إليها.
ثالثاً: تسمح تأشيرة العمل المؤقت بتفادي الآثار السلبية الناجمة عن الاختلالات في التركيبة السكانية، والآثار الاقتصادية الناجمة عن الحوالات المالية، التي تحولها العمالة الوافدة إلى بلدانها، فضلاً عن الآثار الاجتماعية والأمنية والبيئية.
لا يعامل معاملة الوافد
من بين المميزات أن التأشيرة لا تعامل صاحبها معاملة المستقدم للعمل، ولكن السعودية تسمح له بمدة عمل محددة، وذلك من دون الحاجة إلى استخراج ورق إقامة أو رخصة عمل، ولا يعامل معاملة الوافد.
قطاع المطاعم.. نموذجاً
يعد قطاع المطاعم من بين أبرز القطاعات المستفيدة من تأشيرات العمل المؤقت، إذ يمكن الاستفادة من ذوي الخبرة من العمالة الوافدة في العديد من الأمور الخاصة بتطوير قطاع المطاعم، وتقديم المشورة والنصح في سبيل تحقيق أهدافه، وبلا شك أن صاحب الخبرة دائماً يكون مر عليه العديد من المشاكل وقدّم الكثير من الحلول.
فمثلاً يمكن استقدام شيف متميّز لفترة الـ3 أشهر، يعمل من خلالها على الإشراف على جميع مراحل إعداد الطعام، من خلال دراسة الوصفات وإعداد القوائم والأطباق المختلفة، وتفويض المهام إلى فريق العمل الخاص بالمطبخ، لضمان إعداد وجبات الطعام في الوقت المناسب، خصوصاً أنه يجب أن يملك دراية بإجراءات إعداد الطعام بشكل صحي، وخبرة في استخدام تقنيات الطهي المتقدمة والمكونات غير التقليدية لتحضير وتقديم قائمة طعام تساعد على كسب رضا وثقة العملاء، حيث يستفيد طاقم المطعم من خبراته خلال هذه الفترة.
القبس
