Featuredاخبار محلية

العلاج النفسي في الكويت… أغلى من السفر للخارج؟

فيما خلفت جائحة كورونا وراءها حالة من التكدس في العيادات النفسية، صاحب ذلك قيام بعض العيادات الخاصة بزيادة رسوم الكشف لتصل إلى 100 دينار للساعة الواحدة.

وفي وقت أكد فيه عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ «الراي»، عن ضرورة إخضاع رسوم العيادات النفسية للرقابة والعمل على تقليلها كونها فاقت رسوم السفر، وباتت أكثر كلفة من تذاكر الطيران والإقامة الفندقية، اقترح مختصون في الصحة النفسية أن تقوم العيادات بتخفيض الأسعار الحالية مع تأكيدهم في الوقت ذاته أنه من حق الطبيب تحديد الرسوم التي يراها مناسبة وفقاً لما يبذله من مجهود.

بداية، اقترحت استشارية علاج الإدمان غنيمة حبيب رئيسة فريق أهالي المدمنين أن «تقوم العيادات النفسية الخاصة بتخفيض التكلفة الاستشارية، حتى يستطيع الجميع التمتع بتلك الخدمات»، مطالبة في الوقت ذاته مؤسسات الدولة ذات الصلة بـ «تفعيل دورها بهذا المجال وفتح مراكز الخدمات الاجتماعية والنفسية في كافة المراكز الطبية أو غالبيتها، لخدمة أهالي المنطقة وتعميم الفائدة على الجميع».

وشددت على «أهمية دور المتخصصين والاستشاريين النفسيين والاجتماعيين في هذه المرحلة والفترة المقبلة، للتخفيف من معاناة المرضى النفسيين وكذلك التخفيف من الضغوط التي يمر بها بعض أفراد المجتمع، لتحقيق بيئة آمنة مريحة للجميع».

وقالت حبيب لـ «الراي»، «أظهرت نتائج دراسة نشرتها مجلة (لانسيت) الطبية الدولية وأجريت في 204 دول في عام 2020 أن حالات الاكتئاب والقلق، زادت في أنحاء العالم، بأكثر من الربع على مدى العام 2020، وهو العام الذي شهد تفشي وباء كورونا».

ولفتت إلى دراسة أخرى أعدها باحثون من جامعة (كوينزلاند) في أستراليا، أظهرت نتائجها زيادة كبيرة في حالات اضطرابات الاكتئاب الحاد واضطرابات القلق، بنسبة 28 في المئة، لافتة إلى أن«هناك زيادة خلال العام 2020، بمعدل 76 مليون حالة لاضطرابات القلق، و53 مليون حالة لاضطرابات الاكتئاب الشديد في العالم، وكلها ذات صلة بتفشي وباء كوفيد 19».

وذكرت أن أبرز ما تكشفه الدراسة، هو أن «النساء كن الأكثر تضرراً مقارنة بالرجال، في حين كان الشباب أكثر تضرراً من الفئات الأكبر سناً، موضحة أن الدراسة أكدت أن وباء كورونا أدى إلى تفاقم العديد من أوجه عدم المساواة القائمة، والمحددات الاجتماعية للأمراض العقلية، وللأسف، كانت النساء أكثر عرضة للتأثر بالعواقب الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوباء».

واعتبرت موجهة الخدمة النفسية في وزارة التربية هدى الحداد أن«الرسوم طبيعية وعادية»، لكنها استدركت بالقول«يبدو أن ارتفاع الأسعار راجع إلى ارتفاع عدد الإصابات بالحالات النفسية والضغط النفسي وزيادة الضغط على المعالجين، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار».

وبينت أنه «لا توجد أسعار موحدة من الجهات المسؤولة»، مرجعة زيادة الحالات النفسية إلى «كثرة الأمراض الوبائية، والحجر الصحي لفترات طويلة، والاجراءات الصحية المتشددة، فضلاً عن الأسباب الأخرى النفسية والاجتماعية والوراثية».

ورأت أن «كل طبيب أدرى بالجهود التي يقوم فيها لمعالجة الحالة، وبالتالي فهو الذي يحدد الأتعاب»، مقترحة في الوقت ذاته أن «يتم تحديد رسوم فتح الملف أو الزيارة دون بقية الجلسات».

العلاج عن بعد

بدأت بعض العيادات النفسية في تقديم خدمات العلاج النفسي عن بعد، إما عن طريق جلسات إرشادية مسجلة يستمع لها الشخص الراغب في ذلك، و إما عن طريق التواصل عبر الشاشة مع الطبيب المعالج.

الأمم المتحدة تعالج موظفيها نفسياً

دشنت منظمة الأمم المتحدة خدمات تقديم العلاج النفسي لموظفيها عن بعد عن طريق استشارة طبيب نفسي (طبيب متخصص في الصحة العقلية، عادة ما يكون طبيباً عاماً، مع مؤهلات إضافية بعد الحصول على الدرجة الطبية الأساسية) عبر الإنترنت.

وبينت المنظمة الأممية أن «الصحة البدنية والعقلية لموظفي الأمم المتحدة وأسرهم أولوية، وقد لا يكون الوصول السهل إلى الرعاية الجيدة متاحاً في بعض مراكز العمل، لذا تهدف هذه الخيارات إلى منح الجميع الدعم الذي يحتاجونه».

زر الذهاب إلى الأعلى