الشركات المملوكة للحكومة الصينية تتحرك بنشاط لنشر نماذج “ديب سيك” للذكاء الاصطناعي

مع ظهور نموذج “ديب سيك-آر1″، الذي تم إصداره في يناير الماضي، بدأت العديد من الشركات الصينية المملوكة للدولة في التكامل السريع مع هذا التطبيق الصيني الناجح للذكاء الاصطناعي الذي يجتاح العالم، في خطوة تهدف إلى التطبيق واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة.

وحتى الآن، أكملت شركات الطاقة الكبرى، بما في ذلك الشركة الصينية للبتروكيماويات (سينوبك) والشركة الوطنية الصينية للبترول والشركة الوطنية الصينية للنفط البحري وشركة (سينوكيم) والمجموعة الصينية لاستثمارات الطاقة وشركة شبكة كهرباء جنوبي الصين، عمليات النشر الخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي من “ديب سيك” في نماذج اللغات الكبيرة الخاصة بها.

وتخطط شركة (سينوبك) للاستفادة من قدرات “ديب سيك” عالية الجودة في مجال البرمجة لتحسين معالجة البيانات الزلزالية وتطوير الخزانات وأبحاث المنتجات الكيميائية وخدمة العملاء ودفع صناعة البتروكيماويات نحو التحول الذكي والرقمي.

وعلى نحو مماثل، سلطت شركة (سينوكيم) الضوء على القدرات المتقدمة لشركة “ديب سيك” في معالجة المعلومات المعقدة والتفكير المنطقي وفهم المعرفة في المجال المفتوح، والتي من المتوقع أن تعزز عملياتها التجارية الأساسية في مجموعة أوسع من سيناريوهات التطبيق، حسبما قالت الشركة.

وأتت تحركات شركات الطاقة المملوكة للدولة نحو نشر الذكاء الاصطناعي في أعقاب خطوات مماثلة من قبل قطاع الاتصالات، حيث استخدمت شركات الاتصالات الثلاث الكبرى في الصين، وهي تشاينا موبايل وتشاينا تيليكوم وتشاينا يونيكوم، لأول مرة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بأحدث شركات التكنولوجيا الناشئة في البلاد في خدماتها السحابية.

ومن جانبها، قالت تشو لي شا، باحثة في معهد الشركات المملوكة للدولة التابع لجامعة تسينغهوا، إنه من المتوقع أن يتعاون المزيد من الشركات المملوكة للدولة، إلى جانب شركات الطاقة والاتصالات، مع شركة “ديب سيك” وشركات التكنولوجيا الأخرى، لتطوير قدراتها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات تكنولوجيا الاتصالات والأمن السيبراني وحلول المكاتب الذكية، معربة عن تفاؤلها بالمزيد من فرص التعاون في قطاعات مثل النقل والخدمات اللوجستية والتمويل.

وترى تشو أن ظهور “ديب سيك” أدى إلى تحقيق المساواة في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنه في المستقبل، ستعتمد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي على حجم وجودة البيانات. ومع الموارد الهائلة المتاحة للشركات المملوكة للدولة، سيساعد تكاملها مع “ديب سيك” في تسريع تداول البيانات وتسويقها.

علاوة على ذلك، قطعت قطاعات السيارات والمالية والتكنولوجيا والبناء خطوات نشطة لتطوير النماذج اللغوية الكبيرة، التي تقوم برامج الكمبيوتر بتحليل نصوصها وإنشائها، من خلال المزيد من التكامل.

وعلى سبيل المثال، أدمجت مجموعة هندسة الطاقة الصينية، وهي شركة مملوكة للدولة تعمل في مجال الطاقة والبنية التحتية، بشكل كامل نماذج “ديب سيك” في مساعد الذكاء الاصطناعي الذي طورته الشركة لتمكين الذكاء الاصطناعي الشامل. كما قامت شركة دونغفنغ للسيارات، وهي شركة مملوكة للدولة لتصنيع سيارات، بدمج نماذج “ديب سيك” في علاماتها التجارية المستقلة مثل “فويا” و”منغشي” و”ييباي”.

وفي هذا الصدد، قالت تشو إن البرامج اللغوية الكبيرة المتقدمة في صناعة السيارات يمكن أن تسهل تحليل بيانات الشركات واتخاذ القرارات الذكية وتعزيز قدرات القيادة الذكية والتفاعل داخل السيارة، فضلا عن تحسين بناء البنية التحتية وتخطيط مسار التسليم وإدارة المستودعات الذكية في مجال النقل والخدمات اللوجستية.

وجاءت عمليات نشر تكامل الذكاء الاصطناعي الأخيرة كجزء من “مبادرة الذكاء الاصطناعي +” الأوسع نطاقا التي تقودها هيئات تنظيم الأصول المملوكة للدولة بهدف تسريع التكامل العميق للذكاء الاصطناعي في سيناريوهات الإنتاج المتنوعة في الشركات المملوكة للدولة.

وحثت لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة، خلال اجتماع عقدته الأسبوع الماضي، الشركات المركزية المملوكة للدولة على إعطاء الأولوية لتطوير الذكاء الاصطناعي في فترة الخطة الخمسية الـ15 القادمة (2026-2030) وزيادة التمويل لدعم أعمال البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.

وسلط الاجتماع أيضا الضوء على النافذة الاستراتيجية لتطوير الذكاء الاصطناعي، داعيا الشركات المملوكة للدولة إلى التركيز على إتقان التقنيات الأساسية وتعزيز الابتكارات الأصلية.

وبدوره، قال لي جين، كبير الباحثين في معهد أبحاث الشركات الصينية في بكين، إن التركيز على السيناريوهات عالية القيمة يضع حدودا واضحة لتطوير الذكاء الاصطناعي في الشركات المملوكة للدولة، مما يحد من التخصيص الفوضوي لموارد البحث والتطوير في المصدر.

واستشرافا للمستقبل، فإن التعاون عبر الصناعات والملكية المشتركة بين الشركات المملوكة للدولة سيصبح أحد المحركات الرئيسية لاختراقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات النماذج اللغوية الكبيرة.

(شينخوا)