الإستثمار السياحي كنز اقتصادي للشعب الكيني
د كينيا أحد المقاصد السياحية الشهيرة في القارة الإفريقية حيث يقصدها السياح من عشاق السفاري والطبيعة من شتى أنحاء العالم، وذلك لأن الله حباها بأماكن طبيعية وغابات ومنتجعات ومحميات وأنواع مختلفة من الحيوانات التي تعكس تنوعا بيئيا ساحرا وجذابا للسائحين، وهو ما يمكن أن يكون قاطرة مهمة من القاطرات الدافعة للإقتصاد الكيني والذي يتميز بدوره بتحقيق إنجازات كبيرة مقارنة بغيره من الإقتصاديات الإفريقية، ومن ثم زيادة المردود الإقتصادي بمزيد من تطوير المشروعات الاستثمارية في مجال السياحة والطبيعة في كينيا.
تزخر كينيا بالعديد من المعالم السياحية الهامة والمتنوعة والتي تحظى باهتمام عالمي كبير منها على سبيل المثال محمية ماساي مارا البرية والتي يمكن التحليق فوقها بالبالون لمشاهدة هجرة الحيوانات البرية بأعداد كبيرة في مناظر طبيعية أخاذة. وهناك تنتشر الغابات والينابيع المعدنية والبحيرات، وهي منطقة تعد موطنا لأنواع نادرة من الحيوانات، كما يوجد جبل كينيا الشهير الذي يعد من أعلى المرتفعات الإفريقية.
وتشمل المناطق السياحية الشهيرة في كينيا أيضا مدينة لامو القديمة التي تعد من أقدم المناطق الكينية ويقصدها السياح للإستجمام والبعد عن متاعب المدنية وضجيجها حيث تعتبر مكانا بسيطا بدائيا للباحثين عن الهدوء، إضافة إلى متعة الغطس في ماليندي على ساحل المحيط الهندي.
بفضل الموقع الجغرافي في الشرق الإفريقي والإطلال على ساحل المحيط الهندي حيث الشعاب المرجانية والصحاري والجبال الثلجية، والغابات والسهول، تجمع كينيا بين أنماط مختلفة من السياحة جعلتها في مقدمة المقاصد السياحية لعشاق السفاري والحياة البرية في العالم. لذلك يعد الاستثمار السياحي في كينيا من الأنشطة الإقتصادية الجديرة بالإهتمام.
وإذا كان توافر عناصر الاستثمار السياحي من بيئة متنوعة وطبيعة خلابة يسهم في تشجيع ودعم هذا النوع من الإستثمار في كينيا فإن هناك عناصر مشجعة أخرى تتعلق بالمناخ الإستثماري هناك بشكل عام، منها قلة تكاليف تأسيس الشركات وصغر رأس المال المطلوب، والعمل في ظل نظام اقتصادي حر وبدون قيود على الصرف، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية تصل إلى عشر سنوات.
كما تتميز البيئة الاستثمارية في كينيا كجزء من قارة إفريقيا بأنها بيئة خصبة للإستثمار وخالية من مشاكل التنافس عليها. وعندما ترتبط المشروعات الإستثمارية بمجال الصناعة تزداد المزايا الضريبية والجمركية. ولاشك أن الإستثمار السياحي يمكن أن يستفيد كثيرا من تلك المزايا الاستثمارية لكونه أحد عناصر الإستثمار المهمة التي يمكن أن تقود عملية التنمية الإقتصادية خاصة وأن السكان يتحدثون اللغة الإنجليزية ويعيشون في مناخ محتمل في حرارته مقارنة بدول إفريقية أشد حرارة ورطوبة، الأمر الذي يمثل عنصر جذب للسياح الذين يمكن استهدافهم عند إقامة المشروعات السياحية الكبرى، سواء كانت فنادق أو متنزهات أو منتجعات ومشافي طبيعية، وغيرها من المشروعات.
وتزداد فرص الاستثمار بكينيا في ظل وجود عناصر الحياة العصرية ومتطلبات المشروعات الاستثمارية من تكنولوجيا وفنادق ومواصلات واتصالات وغيرها ما يجعلها مركزا للأعمال والتجارة في شرق إفريقيا، لذلك فمن الممكن لمن يفكر بالاستثمار هناك أن يختار مشروعات في مجالات عدة منها الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والتعدين والطاقة الشمسية وتكنولوجيا المعلومات، إلا أن الاستثمار في مجال السياحة والترفيه يظل من الفرص المهمة للباحثين عن الإستثمار الواعد في الإقتصاد الكيني، لخصوصية البيئة ومقدراتها البكر من طبيعة ساحرة وحيوانات نادرة ونباتات وأدغال ومياه وعيون.
ويمثل الإستثمار في السياحة والطبيعة في كينيا رافدا فياضا بالخير للشعب الكيني، إن ما تحتضنه كينيا من مقومات سياحية يؤهلها لتصدر قائمة الدول السياحية في العالم وهي مقومات لايقتصر وجودها على نيروبي عاصمة السفاري في إفريقيا وإنما يمتد لمختلف مدن كينيا ومنها مومباسا ذات الطابع التاريخي والسواحل الجميلة المطلة على المحيط الهندي حيث يستطيع السائحون ممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية بجانب السفاري مثل الصيد والغطس والاستمتاع بالرمال الناعمة والمياه الصافية الدافئة التي تتلألأ فيها الأسماك الملونة وتقبع في أعماقها الشعب المرجانية الملونة رائعة الجمال، وهي لاشك ثروات سياحية تبحث عمن يستغلها الإستغلال الأفضل بما يعود بالنفع على الشعب الكيني.