الأمم المتحدة تحتفي بقيادة الشباب الكويتي في التصدي لجائحة كوفيد-١٩ وتسلط الضوء على قدراتهم الواعدة في بناء مستقبل مستدام
يحتفي العالم باليوم الدولي للشباب الذين بلغ عددهم أكثر من ١.٢ بليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم ما بين ١٥ إلى ٢٤ عامًا، ويتيح يوم الشباب الدولي الفرصة للاحتفاء بالشباب وإيصال أصواتهم وأعمالهم ومبادراته ومشاركاتهم الهادفة وتعميمها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية مشاركتهم الفعالة والمتساوية في القضايا العالمية، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار ” إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي” للتأكيد على جوهرية دور الشباب وأهمية إشراكهم على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي وإثراء المؤسسات المحلية والعالمية، بالإضافة إلى توجيه النداء لضرورة تعزيز تمثيل الشباب ومشاركتهم في المؤسسات الرسمية والسياسية.
يأتي اليوم الدولي للشباب هذا العام تزامنًا مع أزمة غير مسبوقة، مما لا شك فيه أن الانتشار الهائل لجائحة كوفيد-١٩ سيكون له تأثير على مستقبل الأجيال القادمة حول العالم، حيث أن هنالك ما يقدر ب ١.٥ بليون طفل وشاب حول العالم لم يتمكنوا من حضور المدارس، كما أن آثار الجائحة تمتد لتطال الشباب الخريجين حديثًا والذين يشقون طريق حياتهم المهنية.
وقد صرح“ السيد كونراد ليزا – المنسق المقيم لمنظمات الأمم المتحدة لدى دولة الكويت بالإنابة تتطلب الغالبية العظمى من التحديات التي تواجهها الإنسانية حاليا مثل تفشي جائحة كوفيد – 19، وانتشار الحروب والنزاعات، والمجاعات وحالات عدم الاستقرار المدني وظاهرة تغير المناخ عملًا عالميًا متضافرًا ومشاركة شبابية فاعلة وهادفة، كما يضطلع الشباب بدور رئيسي في إدارة هذه الجائحة وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها، ففي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلا من الجائحة، وتدعم مبادرات الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب الشركات الناشئة لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كوفيد – 19. وقد كان لفئة الشباب دور كبير في الحد من الانتشار الهائل لفيروس كوفيد-١٩ من خلال التزامهم بالإرشادات الصحية للهيئات الحكومية وتوجيهات منظمة الصحة العالمية مما يعكس وعي ومسؤولية الشباب التي لا يمكن الاستهانة بها.
“معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب محمد الجبري: الشباب الكويتي أثبت جدارته في جائحة كورونا”
صرح معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف تاريخ 12 أغسطس بـأن جائحة كوفيد 19 التي هزت العالم واختلت من آثارها اقتصاديات الدول وانعكست سلباً على التنمية المستدامة والتجارة الدولية أثبت من خلالها الشباب الكويتي بشكل أذهل العالم بمدى مسئوليته الكبيرة في مساعدة أجهزة الدولة على مواجهة هذه الجائحة ، فقد استشعر الشباب مدى حاجة المجتمع لهم وشاركوا في اسناد العمل التطوعي وكان لهذا المجهود الوطني الخالص دور لا يمكننا الا أن نصفه بالبطولي . حيث ساهم الشباب الكويتي في المستشفيات ونقاط والجمعيات التعاونية ودخلوا في تدريبات تؤهلهم لسد الفراغ الذي كان من المحتمل حدوثه في بعض المؤسسات الحكومية كجهاز البلدية والمطافي وجمعية الهلال الأحمر الكويتي ونحو ذلك مع دورهم الفاعل في توزيع الأغذية بالمناطق المحجورة وتسليم الأدوية ومساعدة كبار السن والفئات الخاصة وأمور أخرى كثيرة، ولا ننسى دورهم في التصدي للمعلومات المغلوطة والمضللة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حيث اجتهدوا على حث الناس باستسقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة لدرايتهم بأن هذا الأمر هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الأمن العام والطمأنينة في نفوس المجتمع ويساهم في منع الهلع والقلق التي كانت تسببه تلك المعلومات والبيانات المغرضة.
وأكد معالي الوزير السيد محمد الجبري بأن حكومة دولة الكويت تولي رعاية خاصة للشباب ودعمهم في شتى المجالات والصعد وتعمل على تحقيق طموحاتهم من خلال تبنيها لعدد من المشاريع ذات الصلة في تنمية الشباب علميا وفكريا ، ولتحقيق ذلك أوضح معاليه بأن مجلس الوزراء قد اعتمد السياسة الوطنية للشباب التي يعمل على تنفيذها مكتب وزير الدولة لشئون الشباب حيث أوضح الوزير بأن مقومات هذه السياسة تكمن في ابراز الجوانب الإبداعية عند كل شاب كويتي حتى يتم العمل على صقلها بأحدث الوسائل
العلمية وتذليل الصعوبات أو العراقيل التي قد تطرأ في هذا السياق وهي عملية في غاية الأهمية سيكون لها الأثر الإيجابي في تحديد مستقبل الشباب.
كان للجائحة تأثير كبير على الصحة النفسية والعقلية لفئة الشباب، حيث تعرض البعض لزيادة في مستويات القلق والحزن والشعور بالوحدة أثناء الجائحة، كما تشير بعض الدلالات إلى ازدياد التوترات في العلاقات العائلية، ما سبق ذكره يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للشباب مما قد ينعكس سلبًا على العلاقات الاجتماعية، والتعليم، والفرص الوظيفية وجوانب حياتية أخرى.
كان لجهود الجهات الحكومية في دولة الكويت عظيم الأثر على استمرار العملية التعليمية للأطفال والشباب من خلال الحلول الرقمية المبدعة والحملات التوعوية التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية والعقلية التي تم إطلاقها أثناء فترة الانقطاع عن الدراسة. استثمر الشباب فترة الانقطاع عن الدراسة أثناء انتشار الجائحة بتنمية قدراتهم ومهاراتهم التكنولوجية للاستجابة الفعالة ضد انتشار الفيروس، حيث ساهم الشباب من خلال المجتمعات المدنية لنشر الوعي والحد من انتشار المعلومات المغلوطة وتقديم الدعم لأقرانهم المتطوعين في منظمات النفع المدني والجهات الخيرية.
وأوضح سيد الطيب آدم – ممثل منظمة اليونيسف لدى دول مجلس التعاون الخليجي: “يشكل الشباب في دولة الكويت نسبة ٧٢٪ من مجموع التعداد السكاني، حيث تعكس هذه النسبة مدى أهمية دور الشباب في تطوير وتقدم مستقبل دولة الكويت، ففي أعقاب انتشار فيروس كوفيد-١٩ كان المتطوعون الشباب في مقدمة الصفوف الأولية دعمًا للجهود الحكومية في التخفيف من انتشار الفيروس والاستجابة للطوارئ، حيث تطوع الشباب في المستشفيات والمؤسسات الخيرية وغير الحكومية والجمعيات التعاونية والمراكز الأخرى التي تقدم الخدمات الأساسية لتمكين الدولة من تقديم الدعم والاستجابة اللازمة، كما بلغ عدد المتطوعين المسجلين في الهيئة العامة للشباب في الأيام الأولى عقب إعلان فيروس كوفيد-١٩ كجائحة عالمية ٣٠٠٠ آلاف متطوع ومتطوعة، واستمر هذا العدد بازدياد إبان إعلان الشباب عن العديد من المجموعات والمبادرات التطوعية على المستويات الفردية.”.
كما أعرب السيد الطيب آدم – عن أمله الكبير بالشباب الكويتي مصرحًا ” تصدى الشباب الكويتي لانتشار جائحة كوفيد-١٩ وقدم كل ما بوسعه للاستجابة، نحن نشهد اليوم على القدرة الهائلة والطاقات الابداعية للشباب في إيجاد الحلول الفعالة في وجه مختلف التحديات، كما يمتلك شباب اليوم مهارات تقنية مميزة يحتاجها العالم لخلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة”
وعلى صعيد آخر ظهرت تخوفات ونظرات يأس من الشباب نحو فرص العمل المستقبلية، حيث أدى تدهور الاقتصاد إلى اضمحلال فرص العمل مما انعكس على فئة الشباب بشكل كبير، وأدى إلى خلق نظرة سلبية من الشباب حول المستقبل وأثر على حماسهم وتطورهم.
وأضاف السيد كونراد ليزا أن “الجائحة تقدم فرصة للاستثمار بشكل أكبر في الشباب، إن تأثر الجائحة في بضعة أشهر أثر على سنوات من التقدم في المجالات الرقمية والثقافية، مما يستلزم منا الالتفات إلى العنصر الشبابي وتمكينه من استغلال كافة قدراته في ايجاد الحلول.”
وبين الوزير الجبري بأن وزارة الدولة لشئون الشباب وهي تحتفل باليوم العالمي للشباب تؤكد بأنها على تعاون وتواصل مستمر ووثيق الصلة مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة بشئون الشباب ومنها مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت لتبادل الخبرات والآراء والوسائل التي من شأنها دعم الشباب وتأهيلهم في شتى المجالات.
كما تحثنا هذه الجائحة على الاستمرار وزيادة الاستثمار في المجال التعليمي، لما للتعليم من أهمية قصوى على جيل المستقبل الذي يجب أن يستمر في التعلم والتقدم واكتساب المهارات الجديدة، يمكن النظر لهذه الأزمة على أنها فرصة لتقوية وتحسين النظام التعليمي وزيادة فرص الشباب لتحقيق أقصى قدراتهم.
في عام 1999، أقرت الجمعية العامة التوصية التي قدمها In 1999, المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (عقد في لشبونه، في الفترة 8 – 12 آب/أغسطس 1998)، وأعلنت بناء على تلك التوصية يوم 12 آب/أغسطس من كل عام بوصفه يوم الشباب الدولي.