دفعت شركة أمازون في بريطانيا ضريبة الشركات لأول مرة منذ عام 2020 بعد انتهاء الإعفاء الضريبي الذي قدمه رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، وهو الإعفاء الذي جوبه بانتقادات واسعة بسبب أن الشركات العملاقة التي تبيع بالملايين هي التي كانت أكبر المستفيدين منه.
وقالت شركة “أمازون بريطانيا للخدمات” التي توظف أكثر من نصف عمال المجموعة في المملكة المتحدة، إنها دفعت 18.7 مليون جنيه إسترليني كـ”ضريبة حالية” العام الماضي، والتي يُفهم أنها كانت في الغالب ضريبة شركات.
وبحسب تقرير نشرته جريدة “الغارديان” البريطانية، فقد حصلت الشركة على ائتمان ضريبي بقيمة 7.8 مليون جنيه إسترليني في عام 2022 وائتمان بقيمة 1.1 مليون جنيه إسترليني في عام 2021 بعد أن استفادت استثماراتها في البنية التحتية، بما في ذلك المعدات الروبوتية في مستودعاتها، من الإعفاء الضريبي. وقالت إن كياناتها الأخرى في بريطانيا دفعت مبلغاً غير معلن عنه من الضرائب الحالية في عامي 2022 و2023.
وقالت “أمازون”، التي لديها أكثر من 25 مستودعاً في بريطانيا ومكاتب للشركات في ست مدن، إن أعمالها البريطانية حققت مبيعات بقيمة 27 مليار جنيه إسترليني في عام 2023، ارتفاعاً من 24 مليار جنيه إسترليني في عام 2022، وهي الآن تحقق أكثر من ضعف مبيعات بائع التجزئة التقليدي “ماركس آند سبنسر” في بريطانيا، لكنها تدفع أقل من ضعف الضريبة.
وواجهت شركة “أمازون” في السابق انتقادات بشأن مقدار الضريبة التي تدفعها في بريطانيا نسبة إلى حجم عملياتها، حيث ادعت شركات البيع بالتجزئة الكبرى في بريطانيا أن “أمازون” تتمتع بميزة غير عادلة حيث تدفع ضرائب أقل بينما تُنفق تكاليف أقل أيضاً من أجل تشغيل عملياتها.
وقال المحللون إن دفع شركة “أمازون” لضريبة الشركات من المرجح أن يكون مدفوعاً بانخفاض الإنفاق الرأسمالي من قبل الشركة بعد أن قيدت توسع المستودعات، وقالوا إن انخفاض الإعفاءات الضريبية الحكومية وانخفاض الخسائر التاريخية للتعويض عن الضرائب أدى أيضًا إلى زيادة الفاتورة، بحسب ما نقلت “الغارديان”.
وبلغ إجمالي الضريبة على الأرباح التي دفعتها “أمازون بريطانيا” 81.3 مليون جنيه إسترليني في عام 2023، ارتفاعاً من 66.4 مليون جنيه إسترليني في العام السابق، حيث ارتفعت المبيعات بنحو 5% إلى 6.9 مليار جنيه إسترليني وزادت الأرباح قبل الضرائب بنسبة 13% إلى 250.7 مليون جنيه إسترليني.
وفي المجموع، دفعت عمليات أمازون الكاملة في المملكة المتحدة 932 مليون جنيه إسترليني كضرائب العام الماضي، بما في ذلك معدلات الأعمال وضريبة الشركات ومساهمات التأمين الوطني، ارتفاعاُ من 781 مليون جنيه إسترليني في العام السابق.
وقالت “أمازون” إنها أصبحت الآن واحدة من أكبر 10 مساهمين في معدلات الأعمال في بريطانيا واستثمرت 12 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا العام الماضي، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني في البنية التحتية، بانخفاض عن 1.6 مليار جنيه إسترليني قبل عام.
وقال بول موناجان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الضرائب العادلة، إن “أمازون” بحاجة إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن شؤونها الضريبية بالكامل في بريطانيا. وقال إن الجمهور “يريد أن يعرف مقدار ضريبة الشركات التي يدفعونها في المملكة المتحدة. يريدون أن يعرفوا مقدار الربح الذي يحققونه بالفعل في بريطانيا من 27 مليار جنيه إسترليني من الإيرادات التي يجمعونها هنا. لا يمكن للمرء إلا أن يفترض أن الافتقار إلى الشفافية مرتبط بالجزء الكبير من عائدات بريطانيا التي لا تزال تُحول إلى الشركة الفرعية الخاسرة تاريخياً في لوكسمبورج”.
وقال متحدث باسم الشركة: “بينما نستمر في الاستثمار في عملياتنا وقوتنا العاملة في بريطانيا، فإننا نساعد في تمويل الخدمات العامة والبنية التحتية الحيوية، وخلق فرص العمل في جميع أنحاء البلاد”.