Site icon Q8-Press

728 مليون دولار حجم سوق القهوة في الكويت

تواصل القهوة في الكويت تسجيل حضورها كسلعة استهلاكية رئيسية تشهد طلبًا متزايدًا، مدفوعًا بثقافة الكافيهات وتغيّر أنماط الحياة لدى مختلف الفئات العمرية، لا سيما الشباب، ووفقًا لأحدث الإحصائيات الدولية المتوفرة، واستمرارية لموجة التوسّع التي يشهدها القطاع منذ أربع سنوات، تذهب التوقعات إلى أن حجم السوق قد يبلغ 728 مليون دولار مع نهاية العام الجاري، على أن يتجاوز 953 مليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بنمو الطلب على منتجات القهوة المختصة وانتشار المقاهي الجديدة.

وعلى مستوى استهلاك القهوة المحمصة، تُشير بيانات عام 2024 إلى أن الفرد الكويتي يستهلك ما يقارب 3.7 كيلوغرامات من هذا النوع سنويًا، لتأتي الكويت في المركز الثاني خليجيًا بعد سلطنة عمان، ويُقدّر إجمالي استهلاك القهوة في الكويت بنحو 10 آلاف طن خلال عام 2023، مع توقعات بارتفاعه إلى 11 ألف طن بحلول عام 2028، مدفوعًا بزيادة الطلب على القهوة المختصة، وتوسع المقاهي المحلية والعالمية.

وتُظهر هذه الأرقام أن القهوة لم تعد مجرد مشروب يومي في الكويت، بل تحوّلت إلى ثقافة استهلاكية قائمة بذاتها، تشكّل جزءًا من نمط الحياة اليومية، وتوفر فرصًا استثمارية واعدة في قطاع الأغذية والمشروبات.

اقتصاد القهوة

في هذا السياق، بدأت الكافيهات المحلية في الكويت تدرك أن النجاح لا يُقاس فقط بعدد الأكواب المباعة، بل بمدى ترسّخ الاسم في الذاكرة الجماعية، العلامة التجارية لم تعد مجرد شعار، بل باتت تجربة كاملة تبدأ من أول نظرة على الواجهة، وحتى آخر رشفة في فنجان القهوة.

هذا التوجّه أسهم في بروز موجة جديدة من الكافيهات، التي تُتقن تفاصيل «البراند» بكل عناصره: الألوان، الخطوط، الموسيقى، أسلوب الحديث على وسائل التواصل، وحتى طريقة تغليف الطلبات الخارجية، كل عنصر يُوظَّف بعناية ليخدم هوية المقهى ويخلق تجربة متماسكة لا تُنسى.

ما يلفت النظر إلى أن كثيرًا من هذه العلامات المحلية نجحت في تجاوز الطابع التجاري البحت، لتتحوّل إلى رموز ثقافية صغيرة تعبّر عن الذوق الكويتي المعاصر، فكافيه صغير في الزاوية قد يُصبح خلال أشهر منصة مؤثرة، ليس فقط في عالم القهوة، بل في الذوق العام، واللغة، وحتى الموضة.

هذا الارتباط بين القهوة والهوية التجارية يعكس أيضًا تغيّر توقعات المستهلك الكويتي، الذي بات يبحث عن «تجربة» متكاملة، لا عن منتج فقط، وهو ما دفع كثيرًا من المشاريع الناشئة إلى التركيز على بناء قصة واضحة لعلامتها، مستفيدة من منصات التواصل، التي جعلت من كل فنجان فرصة لعرض أسلوب حياة.

ووسط هذا النمو، أصبح واضحًا أن من ينجح في هذا السوق ليس بالضرورة من يمتلك أفضل آلة تحضير، بل من يعرف كيف يُقدّم نفسه، فالتميّز اليوم ليس فقط في النكهة، بل في الرسالة.

قنوات التوزيع

تُعدّ هولندا وسويسرا والمملكة المتحدة من أبرز الدول المورّدة للقهوة إلى السوق الكويتي، حيث تستحوذ هذه الدول مجتمعة على نحو %54 من إجمالي واردات القهوة المحمصة أو منزوعة الكافيين، وفق بيانات موقع IndexBox، وتليها دول مثل إيطاليا، والإمارات، والسعودية، بالإضافة إلى موردين آخرين.

أما من جهة التصدير، فتوجّه الكويت نحو الإمارات %60، وقطر %19، والسعودية %9 من صادراتها من القهوة، مما يعكس سوقاً تصديرياً محدوداً نسبياً رغم تطور الصناعة محلياً.

ويقدر متوسط سعر تصدير الطن الواحد من القهوة الكويتية نحو 10590 دولاراً في عام 2024، مسجلاً ارتفاعًا سنويًا بنسبة %2.5 منذ عام 2012، في حين تراجع متوسط سعر الاستيراد إلى نحو 10373 دولاراً للطن، بانخفاض قدره %1.7 عن العام السابق.

1115 «كافيه» في الكويت

في السنوات الخمس الماضية، تحوّلت القهوة في الكويت من مشروب صباحي إلى أسلوب حياة، الشوارع، المجمعات، وحتى المناطق السكنية باتت تعجّ بالكافيهات من كل نوع ولون، في ظاهرة تعكس شغف الكويتيين بثقافة القهوة واللقاءات السريعة.

ففي مايو عام 2025، وصل عدد الكافيهات في الكويت إلى أكثر من 1115 «كافيه»، بحسب تقارير عالمية، بزيادة تقارب %9، مقارنة بعام 2023، المثير أن أغلبية هذه الكافيهات ليست سلاسل عالمية، كما يظن البعض، بل كافيهات مستقلة، أنشأها شباب وشابات كويتيون برؤية عصرية، تمثل 3 من كل 4 كافيهات تقريباً.

الأغلبية الساحقة من هذه المقاهي تُدار بشكل مستقل بنسبة %73، مقابل %27 تتبع علامات تجارية وسلاسل محلية أو عالمية، وتتصدّر محافظات حولي بـ332 «كافيه» ومقهى، والأحمدي بـ293، والعاصمة بـ234 «كافيه» ومقهى، القائمة من حيث التوزيع الجغرافي، فيما يبلغ متوسط عمر الكافيه نحو 3 سنوات و5 أشهر.

وجهة للقاء والدراسة والاجتماعات

بين قهوة مختصة تُحضّر بالتنقيط، وأخرى عربية على الفحم، وبين كابتشينو مزين بالمارشميلو، أو كولد برو في زجاجات أنيقة، باتت المقاهي اليوم وجهة للقاء الأصدقاء، الدراسة، وحتى الاجتماعات.

كافيهات للحيوانات الأليفة.. وأخرى رقمية

اللافت أن هذا النمو السريع لا يُظهر أي علامات تباطؤ، بل تشير التوقعات إلى استمرار الزيادة، مع دخول مفاهيم جديدة، مثل كافيهات الحيوانات الأليفة والكافيهات الرقمية. في الكويت، القهوة لم تعد مشروباً فقط، إنها مشهد كامل، وموعدٌ يومي له طقوسه.

7 تحديات تواجه الكافيهات في الكويت

في الكويت، لم تعد الكافيهات مجرد محال لتقديم القهوة، بل تحوّلت إلى مساحات يومية للقاء، هذا التحوّل السريع رافقته طفرات في عدد الكافيهات وانتعاش في الطلب، لكنه أيضًا كشف عن مجموعة تحديات تتسلّل بهدوء خلف الواجهات اللامعة. ففي سوق يتّسع ظاهريًا، تضيق فرص التميّز، وتتعقّد معادلة الاستدامة، وسط تغيّر الذوق العام، وتزايد الكلفة والضغوط. وفيما يلي أبرز التحديات التي تقف أمام أصحاب الكافيهات اليوم:

1- تشبّع السوق

ارتفاع عدد الكافيهات خلق منافسة حادة يصعب معها التميز.

2- ارتفاع التكاليف

الإيجارات، والعمالة، وأسعار البن تشكّل عبئًا متزايدًا.

3- تقلّب ذوق المستهلك

سلوك المستهلك سريع التغير ويحتاج إلى مواكبة مستمرة.

4- ضعف الحضور الرقمي

كثير من الكافيهات لا تملك مواقع إلكترونية أو تسويقاً فعّالاً.

5- إجراءات تنظيمية

بعض التراخيص والرقابة قد تُعد عائقًا للانطلاق أو التوسع.

6- غياب التميّز

اعتماد بعض المشاريع على تقليد العلامات دون هوية واضحة.

7- ضغوط الاستدامة

الوعي البيئي المتزايد يتطلب تغييرات لا تملكها جميع الكافيهات.

القبس

Exit mobile version