تشهد شركة عائلة موتهوت الهندية، المتخصصة في قروض الذهب منذ ما يقرب من تسعة عقود، طفرة غير مسبوقة في أعمالها، مع ازدياد إقبال المستهلكين على رهن مجوهراتهم للاستفادة من أسعار الذهب القياسية والحصول على سيولة قصيرة الأجل.
هذه الطفرة دفعت سهم الشركة إلى مستويات قياسية، لترتفع ثروة عائلة موتهوت المالكة إلى أكثر من 13 مليار دولار، وفق مؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات.
ويقول جورج ألكسندر موتهوت، المدير الإداري البالغ من العمر 70 عاماً، إنّ الطلب على الاقتراض مقابل الذهب يشهد ازدهاراً هائلاً، موضحاً أنّ هذا النوع من القروض أصبح شائعاً حتى لدى الأثرياء، ويعكس صعود الشركة توسع دور مؤسسات الإقراض غير المصرفية في الهند، التي تسهم بدورها في تعزيز النمو الاقتصادي.
وبحسب بيانات شركة كريف هاي مارك، ارتفعت قروض الذهب المقدمة من الشركات الهندية بنسبة 35% خلال العام المنتهي في يونيو، لتصل إلى 13.4 تريليون روبية (151 مليار دولار)، في أسرع وتيرة نمو بين جميع القروض الموجهة للمستهلكين.
وتشتد المنافسة في هذا القطاع مع ارتفاع الأسعار، بعد موافقة باين كابيتال على شراء 18% من شركة مانابورام فاينانس مقابل 500 مليون دولار، في حين تجري مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية محادثات لشراء 20% من شركة شريرام فاينانس.
ولا تزال الهند أكبر مستهلك للذهب عالمياً، إذ تمتلك الأسر ما يقرب من 34,600 طن بقيمة تقدّر بنحو 3.8 تريليون دولار وفق تقديرات مورغان ستانلي، وهو مستوى يفوق احتياطيات العديد من البنوك المركزية.
وترتبط المجوهرات الذهبية ارتباطاً وثيقاً بالطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية، خصوصاً خلال مهرجان ديوالي وحفلات الزفاف.
وتعتمد عائلة موتهوت على نموذج بسيط: يفحص الموظفون نقاء الذهب باستخدام حجر “كاسوتي” قبل منح قرض يصل إلى 75% من قيمة القطعة، دون الحاجة إلى سجل ائتماني. وتحتفظ الشركة بنحو 209 أطنان من الذهب لعملائها، بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار، وهو ما يفوق الاحتياطيات الرسمية لسنغافورة.
ورغم هذا التوسع، فإن البنك الحكومي سجّل نموًا سنوياً قوياً بلغ 87%، مقارنة بـ 45% لدى موثوت، وعلى الرغم من أن معظم عملاء الشركة من ذوي الدخل المنخفض، فإن نسبة القروض المتعثرة تبقى عند مستوى منخفض يبلغ 2.3%.

