في حدث تاريخي متجدد، أثبتت النيابة العامة ثقتها بالمرأة الكويتية، حيث انبرت ممثلة النائب العام وكيلة نيابة العاصمة وسوق المال أنوار العازمي للترافع أمام محكمة الجنايات، في قضية قاتلة ابنتها في السالمية التي عثر على جثتها متحللة بعد سنوات من وفاتها داخل الشقة.
وقال مصدر مطلع لـ «القبس»، إن هذا الحدث المتمثل في مرافعة وكيلة النائب العام هو سبق في جميع الدول العربية، وهو تكرر بعد اعتلاء وكيلة النائب العام منيرة الوقيان في الترافع بقضية أخرى.
وعودة إلى احداث جلسة المحاكمة، فقد طالبت وكيل النائب العام أنوار العازمي بإيقاع أقصى العقوبات على الأم المتهمة.
وقالت العازمي في مرافعتها: «ما العنف الأسري إلا انحراف عن الفطرة السليمة التي جبل الإنسان عليها، ووقوع في مستنقع خبيث جنباته حقد وغل ودناءة، فيبتدع فرد الاسرة المنحرف عن الطريق القويم أقانين التنكيل معرباً عن دنو نفسه وقباحتها، فيسلك السلوك الدموي المميت أو النفسي المقيت، لا يأبه بتأثير فعله على فرد أسرته».
وأضافت: «وتلك الظاهرة معاناة تفشت لم نجد لأمرها مطلعا لقدم وجودها وتطور أساليبها مع تطور الحضارة الإنسانية ولم نقف في وصفها على حيلة لإمتدادها من مشارق العالم حتى مغاربه وإختلاف مستواها على إختلاف ثقافة وظروف كل أسرة مما يستتبع معه إختلاف أثارها ونتائجها».
واستطردت العازمي: «وما الأم إلا أحد الأعمدة لحسن قيام أي أسرة ولها النصيب الوفير من الدور التربي، فهي أولى حلقات الوصل مع الفرد الناشئ بدءاً من وجود نطفة في أحشائها وصولاً إلى تلبيتها لاحتياجاته بكل ما أوتيت من قوة واستطاعة إلى لحظة استقبال وليدها ومواصلة إشباع حاجاته بشراً سوياً».
وتابعت مرافعتها وتساؤلها: «أما أن يتبدل – سيدي – عطف الأم جسأة، ومناغاتها لابنها زعقاً، ومداعبتها لفلذة كبدها قتلاً، فلعمري ذلك الجرم الأشنع، والخطب الأوجع».
وأكملت العازمي مرافعتها: «جئمناكم اليوم بعد عشر سنين طوال، نرثي أمومة مسها شظف نرثي عواطف تبددت في ليال داجية، مدلهمة، مكفهرة، غشاها السواد فهي دامية».