مع توقع إعلان فنلندا خلال الساعات المقبلة عن موقفها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على الرغم من التحذيرات الروسية المتكررة على مدى الأسابيع الماضية، جددت موسكو موقفها من هذا الملف، اليوم السبت.
فقد أكد مساعد وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو ، أن دخول فنلندا والسويد إلى حلف الناتو لا يمكن أن يمر دون رد فعل سياسي.
كما شدد على أن ليس لدى بلاده أي نوايا عدائية تجاه ستوكهولم وهلنسكي، لكنه حذر من أن انضمامهما للناتو إذا حصل لا يخدم مصالحهما وسيؤدي لعسكرة الشمال الأوروبي، بحسب ما نقلت وسائل إعلام روسية رسمية.
إلى ذلك، أضاف “ما إن تنضم فنلندا للناتو سيدعو الحلف لنشر المزيد من القوات في الجزء الشمالي من أوروبا، متعللا بتعرض تلك المنطقة للتهديد”.
وتابع: “إذا قام الناتو بنشر القوات النووية بالقرب من الحدود الروسية، فستتخذ موسكو تدابير مماثلة”.
تغير مفاجئ
وكان الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين عبرا يوم الخميس الماضي عن دعمهما فكرة الانضمام، على الرغم من أن فنلندا التي تشارك حدودا يبلغ طولها 1300 كلم مع روسياـ انتهجت لسنوات سياسة عدم الانحياز والحياد على الرغم من تمتعها بجيش قوي.
وقد فاجأ هذا التحول السريع في موقف هلنسكي السويد، المعتادة تقليديا على المناقشات المطوّلة للمسائل المهمة بهدف التوصل إلى توافق عليها.
على أبواب روسيا
إلا أن العملية الروسية في أوكرانيا أحدثت تغيراً مفاجئاً في الرأي العام في كل من البلدين لصالح الانضمام إلى الحلف العسكري الدفاعي وهو أمر لم يكن يحظى بكثير من التأييد في الماضي.
فقد أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة “يلي” Yle الفنلندية للبث يوم الاثنين الماضي أن نسبة قياسية من الفنلنديين (76%) باتت تؤيد الانضمام إلى الناتو، مقارنة بما بين 20 و30% في السنوات الأخيرة.
وسيصبح الحلف بذلك مباشرة على أبواب روسيا، وستضاعف عضوية فنلندا طول الحدود البرية للناتو مع روسيا إلى حوالي 2600 كلم، ما قد يطرح علامات استفهام حول الرد الروسي.