مع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، بدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو” في تنفيذ “الخطة ب” عبر “الانتقال من معدات الحقبة السوفيتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة” ما اعتبره محللون “محاولة لوقف تقدم روسيا ومنع فصل شرق أوكرانيا وتكرار تجربة القرم في 2014″.
ولطالما اعتمدت أوكرانيا على المعدات السوفيتية والروسية في بناء جيشها من أسلحة صغيرة ودبابات ومدفعيات هاوتزر وغيرها من الأسلحة ذات المعايير الروسية التي لا يمكن الاستعاضة عنها بتلك التابعة لجيرانها غربا.
ووفق مصادر أميركية فإن هذه المعدات استُنفدت أو دُمّرت في المعارك على مدى ما يقرب من 4 أشهر منذ اندلاع النزاع، واليوم، تستخدم قوات كييف، أو تتعلم كيفية استخدام، أسلحة صنعت في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين المنضوين في حلف شمال الأطلسي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طالب شركاء بلاده الغربيين بالإسراع في إرسال الأسلحة الثقيلة كي تتمكن قواته من صد التقدم الروسي المستمر في جبهات عدة، خاصة في إقليم دونباس، ووصف التأخر في إرسال شحنات الأسلحة بـ”غير المبرر”.
وبحسب نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار فإن بلادها تلقت حوالي 10 بالمئة فقط من الأسلحة التي تحتاج إليها، والذي بدونها لن يكون بإمكانها الانتصار في هذه الحرب التي بدأتها روسيا في 24 فبراير الماضي.
وتترقب أوكرانيا قرارا من الاتحاد الأوروبي بحلول 24 يونيو الجاري بشأن طلبها الحصول على وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد، كما تلقت وعودا من زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا خلال زيارة تاريخية لكييف بدعم واسع عبر أسلحة متطورة.
الخطة “ب”
وتعقيبا على ذلك، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ حول أسباب تأخر الأسلحة هي تبريرات لأخطاء الدول الكبرى منذ بداية الحرب ما أدى إلى تقدم كبير لروسيا شرقا.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الغرب لم يتعامل بجدية مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث كانت هناك مخاوف من سيطرة سريعة لموسكو ومن ثم سقوط الأسلحة بيد الجيش الروسي لذلك تم تزويد أوكرانيا بذات التكنولوجيا السوفيتية وكذلك كان هناك حذر زائد لتوسع الحرب مع حلف الأطلسي.
وأوضح أنه بعد استنفاد كافة الذخيرة وقطع غيار الأسلحة لتلبية احتياجات أوكرانيا من كافة دول الجوار تم الانتقال إلى الخطة “ب” وهي الانتقال إلى الأسلحة الغربية المتطورة وهي بالتأكيد متأخرة وخطيرة حيث إنها تحتاج لتدريب كبير وهو ما لم ولن يحدث بدرجة جيدة في ظل التقدم الروسي الكبير.
وأكد أن الحرب تعيش مرحلة حرجة جدا للغرب ولأوكرانيا حيث لم يعد الجيش لديه ما يكفي من الأسلحة التي تمكنه من توقف تقدم روسيا في ظل مخاوف غربية من فصل الشرق وتكرار سيناريو القرم في 2014.
وهو ما أكدته نائبة وزير الدفاع آنا ماليار قائلة: “لن نتمكّن من الانتصار في هذه الحرب دون مساعدة شركائنا الغربيين، بغض النظر عن الجهود التي تبذلها أوكرانيا واحتراف جيشنا”. واعتبرت أن يجب “تحديد مهل واضحة (لتسليم الأسلحة)” لأن “كل يوم تأخير هو يوم ليس لمصلحة حياة الجنود الأوكرانيين ولا لشعبنا”.
وأضافت: “لا يمكننا الانتظار لفترة طويلة لأن الوضع صعب جدًا” لا سيّما في الشرق في دونباس حيث يتقدّم الروس تدريجيًا منذ عدة أسابيع إلى حد السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك.
ودعت ماليار إلى وضع “جدول زمني دقيق في المستقبل القريب” والحفاظ على “إرادة شركائنا الغربيين” في دعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا.
فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن من الصواب التأكد من أن الجيش الأوكراني تلقى تدريباً كاملاً على استخدام الأسلحة المتطورة مثل المدفعية المتنقلة بانزرهابيتز 2000 قبل تسليمه ذلك العتاد.
لكن شولتز قال إن الأطقم الأوكرانية تتلقى تدريباً حالياً على استخدام “إحدى أكثر المنظومات العسكرية تقدماً في العالم”، وإنه لم يكن من المنطقي تسليمها قبل أن تكون أطقم أوكرانيا في وضع يمكنها من الاستفادة منها.
كما أعلنت واشنطن، الأربعاء، أنها ستقدم مساعدات عسكرية إضافية كبيرة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، وهي أكبر مساعدة عسكرية أميركية لكييف تعطى دفعة واحدة، مشيرة إلى أن هذه المساعدات الجديدة تشمل قطعا مدفعية وقذائف وصواريخ أرض-بحر لدعم العمليات في دونباس.
بينما حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن تزويد الغرب أوكرانيا بالأسلحة يؤدي إلى إطالة الصراع ووقوع مزيد من الضحايا.