تجمع معظم الشبكات الاجتماعية البيانات لتكييف خدماتها بطريقة تجعل المستخدمين يقضون وقتا أطول على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤدي لاحقًا إلى زيادة الأموال من المعلنين. هذا ليس شيئًا مريبا بالضرورة، ولكن هناك خط رفيع بين الإعلان المستهدف والمراقبة عديمة الضمير.
بعد قرار شركة فيسبوك بأنها سوف تدمج جميع خدماتها – Facebook و WhatsApp و Instagram تحت مظلة واحدة، أصبح الآن من الأسهل على الشركة استهداف المزيد من الإعلانات لأنه سيحمل أيضًا البيانات التي سيغذيها مستخدمو WhatsApp في هذا النظام.
وفي هذا التقرير، يستعرض «المصري لايت» أهم البيانات التي يقوم فيسبوك وإنستجرام بتجميعها عنك، وفق ما جاء في موقع bgr.in المتخصص.
البيانات التي يجمعها فيسبوك
يفحص فيسبوك بدقة هوية مستخدميه ويمتد استهدافه إلى ما وراء مجالات استهداف الإعلانات فقط.
مثل «واتساب» الآن، يطلب «فيسبوك» من المستخدمين الموافقة على سياسة البيانات الخاصة به قبل أن يتمكنوا من استخدام النظام الأساسي. تنص السياسة على أن البيانات التي تجمعها «تتضمن معلومات حول مواقع الويب والتطبيقات التي تزورها، واستخدامك لخدماتنا على تلك المواقع والتطبيقات، بالإضافة إلى المعلومات التي يوفرها مطور أو ناشر التطبيق أو موقع الويب لك أو لنا».
لا يقتصر الأمر على الحصول على معلومات أساسية حول عمرك، أصحاب العمل، الحالة الاجتماعية، معرفة البريد الإلكتروني، والموقع، وما إلى ذلك فحسب، بل إنه يتتبع أيضًا ما تتصفحه على مواقع الويب الأخرى.
هناك ثلاث طرق رئيسية يستخدم فيسبوك من خلالها المعلومات التي يحصل عليها من مواقع الويب والتطبيقات الأخرى، بحسب ما جاء في البيان المتعلق بسياسته والذي يتم الموافقه عليه من قبل الأعضاء، وهي «تقديم خدمات إلى هذه المواقع أو التطبيقات؛ تحسين السلامة والأمن على فيسبوك؛ وتعزيز منتجاتنا وخدماتنا»، مشيرا إلى أن «نحن لا نبيع بيانات الأشخاص».
وبحسب موقع bgr.in، ينشر عملاق الشبكات الاجتماعية تقنية تسمى Facebook Pixel وهي رمز غير مرئي يتم إسقاطه على مواقع الويب الأخرى ويسمح لهذا الموقع وفيسبوك بتتبع نشاط المستخدمين. ليس ذلك فحسب، بل يقوم فيسبوك أيضًا بتخزين عنوان IP الخاص بك والمتصفح ومعلومات نظام التشغيل.
تذكر أن فيسبوك لديه أيضًا فرصة الوصول إلى الميكروفون والكاميرا. وبحسب موقع bgr.in، هناك تكهنات بأن الشركة تستمع أيضًا إلى محادثاتك باستخدام الميكروفون، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه النظرية.
يقوم فيسبوك حتى بجمع بيانات موقعك الجغرافي عبر خيار «اعرف موقعك» على تطبيق سطح المكتب لتطبيق الهاتف الذكي. ويستخدم هذا من أجل الإعلانات التي تستهدف محيطك السكني أو العمل وغيرها.
صحيح أن معظم المستخدمين لا يعرفون حتى نوع البيانات التي يجمعها فيسبوك عنهم. لكن الحقيقة هي أنه إذا كنت على فيسبوك، فإن كل ما تفعله على تلك المنصة يتم تتبعه من قبل الشركة.
البيانات التي يجمعها إنستجرام
إنستجرام هو نظام أساسي لمشاركة الصور مملوك لشركة فيسبوك، والذي يحتفظ أيضًا بعلامة تبويب لما يشاركه مستخدموه ويبحثون عنه على التطبيق.
يتم تعقب كل ما تفعله على التطبيق. فهو يعرف مقدار الوقت الذي قضيته في التطبيق والمدة التي لم تسجل الدخول فيها.
بشكل عام، هناك 25 فئة من المعلومات التي يتم جمعها. يقوم بجمع معلومات حول معرف تسجيل الدخول وكلمة المرور لأغراض التحقق. كما أنه يحتفظ بعلامة تبويب لسجل البحث، وجميع الاستطلاعات التي شاركت فيها، وتعليقاتك وردودك، وإذا قمت بتغيير اسم المستخدم والمعلومات الخاصة بك.
يميل بعض المستخدمين أيضًا إلى ربط جهات اتصال هواتفهم الذكية بإنستجرام للمساعدة في التواصل مع الأصدقاء. بهذه الطريقة، يتمكن التطبيق من الوصول إلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بك ويوصي بالاقتراحات في نفس الوقت.
بشكل افتراضي، يتتبع إنستجرام موقعك الجغرافي بحيث يمكنك إضافة موقع إلى منشوراتك وقصصك.
ويتتبع إنستجرام أيضًا سجل التصفح الخاص بك ويعرض الإعلانات لك. ومن أجل تقديم إعلانات أفضل لك، فإنه يستخدم أيضًا البيانات التي يجمعها فيسبوك للمساعدة في استهداف الإعلانات بشكل أفضل.
هل يوجد مهرب من تلك السياسات؟
الحقيقة القاسية هي أنه إذا كنت متصلاً بالإنترنت، فهناك فرصة بنسبة 90٪ ليتم تعقبك. وتعد Google و Facebook و Amazon من أكبر شركات جمع البيانات على هذا الكوكب. وبدون بيانات المستخدم، فإن هذه الشركات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لن تكون على ما هي عليه اليوم.
يمنح كل نظام أساسي مستخدميه درجة من التحكم في كيفية استخدام بياناتهم. مثل فيسبوك الذي يسمح لمستخدميه بالتحكم في فكرة تتبع موقعك الجغرافي على التطبيق، ويقدم إنستجرام أيضًا أدوات معينة تمنع النظام الأساسي من عرض الإعلانات لك.
وعلى الرغم من هذه الأدوات، لا يزال هناك بعض المراقبة والتتبع التي تقوم بها كل هذه الأنظمة الأساسية في الخلفية. إذا سئمت من هذا الغموض حول بيانات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك وتريد أن تتأكد تمامًا من أن هذه الأنظمة الأساسية لا يمكنها تتبعك أو استخدام بياناتك، فابتعد عن الشبكة وقم بحذف هوية الوسائط الاجتماعية الخاصة بك. هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد.