Site icon Q8-Press

فريدمان: ترامب قالها بوضوح.. الفوز في الانتخابات أو الأزمة

U.S. President Donald Trump and Democratic presidential nominee Joe Biden stand on stage a the end of their first 2020 presidential campaign debate held on the campus of the Cleveland Clinic at Case Western Reserve University in Cleveland, Ohio, U.S., September 29, 2020. REUTERS/Jonathan Ernst

«نيويورك تايمز» أوضح الرئيس ترامب بشكل لا لبس فيه في الأسابيع الأخيرة، وبشكل أكثر وضوحاً في مناظرة الثلاثاء، أن أمام الناخبين في 3 نوفمبر خيارين فقط، ليس أحدهما انتخاب جو بايدن.

أخبرنا الرئيس بطرق كثيرة أنه إما أن يُعاد انتخابه أو سيشكّك في شرعية التصويت، عبر ادعائه أن جميع بطاقات الاقتراع عبر البريد – وهو تقليد عريق أدى إلى وصول الجمهوريين والديموقراطيين إلى مناصبهم واستخدمه ترامب نفسه – باطلة.

التشويش على النتائج لا يمكن أن تكون دوافع ترامب أكثر وضوحاً. إذا لم يفز بأصوات المجمع الانتخابي فسيعمل على التشويش على النتائج، بحيث لا يمكن تقرير النتيجة إلا من قبل المحكمة العليا أو مجلس النواب (حيث يحصل كل وفد ولاية على صوت واحد).

يتمتع ترامب بالأفضلية في كليهما في الوقت الحالي، وهو ما تفاخر به الأسبوع الماضي. لا أستطيع أن أقول هذا بشكل أكثر وضوحاً: ديموقراطيتنا في خطر رهيب، ربما هو الأكبر منذ الحرب الأهلية، وأكبر مما كان عليه بعد معركة بيرل هاربر، أو أزمة الصواريخ الكوبية أو فضيحة «ووترغيت».

بدأت مسيرتي المهنية كمراسل أجنبي يغطي الحرب الأهلية في لبنان، التي تركت أثراً كبيراً عليّ.

لقد رأيت ما يحدث في بلد عندما يصبح كل شيء سياسياً، عندما يضع عدد كبير من السياسيين الحزب قبل البلد، عندما يعتقد المسؤولون، أو المسؤولون ظاهرياً، أنهم قادرون على ثني القواعد أو كسرها والمضي قدماً وأن النظام لن ينكسر.

ولكن عندما يذهب المتطرفون إلى أقصى حد، ويتنحّى المعتدلون جانباً، يمكن للنظام أن ينهار وينكسر. رأيت ذلك يحدث.

آمل ألا يحدث مثل هذا الشيء في أميركا.

أريد أن أقنع نفسي بذلك، لكني قلق للغاية. أشعر بالقلق لأن موقعي «فيسبوك» و«تويتر» أصبحا من الآليات العملاقة لتدمير ركيزتَي ديموقراطيتنا – الحقيقة والثقة.

نعم، لقد أعطى هذان الموقعان صوتاً لمن لا صوت لهم. هذا شيء جيد، ويمكن أن يعزز الشفافية حقاً. لكنهما أصبحا أيضاً من بؤر نشر نظريات المؤامرة، التي يتم تداولها وتصديقها من قبل عدد صادم ومتزايد من الناس. فمثل مواقع التواصل الاجتماعي هذه تعمل على تدمير المناعة المعرفية لأمتنا، المتمثلة في قدرتنا على فرز الحقيقة من الزيف.

الخيار الوحيد نحن بحاجة إلى مرجعية للعمل السياسي تتمثل في القيم والحقائق والمصلحة العامة، يلتزم بها السياسيون. لهذا السبب أصبح الخيار الوحيد في هذه الانتخابات هو بايدن. الديموقراطيون ليسوا أبرياء عندما يتعلق الأمر بألاعيب السياسة، لكن لا مقارنة بينهم وبين الجمهوريين.

لقد درس الديموقراطيون كل مرشحيهم، ورفضوا المرشح الاشتراكي الديموقراطي، وقالوا إنهم يريدون مرشحاً معتدلاً يوحّد الحزب، هو بايدن.

الجمهوريون اختاروا الرئيس الأكثر فساداً وخطورة وإثارة للانقسام. وهم يعرفون ذلك. ومن شأن أربع سنوات أخرى من سياسة «فرّق تسد» التي اعتمدها ترامب تدمير مؤسساتنا وتمزيق بلادنا.

لا بد من الاعتراف أن بايدن لم يتألق على نحو خاص في المناظرة مع ترامب، للأسف. لكن ليس لدي أدنى شك في أن الأشخاص والقيم والنزاهة التي سيأتي بها إلى الحكومة ستكون ذات جودة تستحقها الأمة. إذا خرجت من أداء ترامب الرهيب في المناظرة بشعور أنه سيحترم نتيجة الانتخابات إذا كانت ضده وأنه سيعيد توحيد البلاد وأنه سيُدخل في إدارته مسؤولين تستحقهم هذه البلاد، فلا بد أنك كنت تشاهد مناظرة أخرى.

لهذا أدعو الناس للتصويت لبايدن، وإما أن يقترعوا مبكراً من خلال البريد، أو – وهو الأفضل – أن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع بأنفسهم، لكي يفوّتوا الفرصة على ترامب، و«فوكس نيوز» لإثارة الشبهات حول العملية الانتخابية.

صوّتوا وحضّوا الناس على التصويت، لأن مستقبل ديموقراطيتنا يعتمد على نتائج هذه الانتخابات.

سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة الغضب الذي أثاره بامتناعه عن التنديد صراحة بمجموعات تنادي بنظرية تفوق العرق الأبيض خلال مناظرته الصاخبة مع جو بايدن الذي اعتبر منافسه في المعركة الانتخابية «عاراً وطنياً».

وقالت لجنة المناظرات الرئاسية إن المناظرة أثبتت أن هناك حاجة لإضافة بعض الإجراءات للطريقة التي تسير فيها المناظرات القادمة لضمان أن تسير على ما يرام.

وأضافت: «ستفكر اللجنة في تغييرات وإجراءات جديدة ستعلن عنها في وقت لاحق».

ونسبت شبكة «سي بي إس نيوز» لمصدر مطلع أن اللجنة ستقضي الساعات الثماني والأربعين المقبلة في وضع إرشادات جديدة وقوانين للجولات القادمة من المناظرات.

ومن أهم الإجراءات المحتملة التحكم في ميكروفونات المرشحين لمنعهما من مقاطعة بعضها لبعض.

واستأنف الغريمان حملتهما الانتخابية بعد يوم على التي احتلت العناوين للفوضى التي اتسمت بها أكثر من جوهرها.

وبعد أدائه الحازم انطلق بايدن في قطار حملته الانتخابية للقيام بجولة على ولايتي أوهايو وبنسلفانيا العماليتين، حيث هاجم بشدة عدم إدانة ترامب صراحة دعاة نظرية تفوق العرق الأبيض، وتحديداً جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بل تملصه من الإجابة، معتبراً أن المشكلة الحقيقية هي «اليسار المتطرف».

وقال بايدن: «رسالتي إلى براود بويز وكل جماعة تنادي بتفوق العرق الأبيض هي توقفوا وكفوا»، مضيفاً: «هذا مناف لمبادئنا كأميركيين».

وفي مسعى منه على ما يبدو لتهدئة الغضب إزاء تصريحاته، دعا ترامب الجماعة إلى «التوقف».

وقال: «لا أعرف من هم براود بويز، لكن بغض النظر عمن يكونون عليهم أن يتوقفوا»، مضيفاً: «توقفوا واتركوا أجهزة تطبيق القانون تقوم بعملها».

وجاء تراجع ترامب بعدما نأى عدد من الجمهوريين بأنفسهم عن تعليقات الرئيس خلال المناظرة.

من جهتها، رأت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن المناظرة كانت كافيةً لدفع الأميركيين إلى التفكير في ما يشبه هجرة جماعية من البلاد إلى حد ما، إذ كشف موقع غوغل عن ارتفاع حاد في عدد عمليات البحث عن «كيفية التقدم للحصول على الجنسية الكندية» في الولايات المتحدة.

وبدا بعض الأشخاص في عجلة من أمرهم للهجرة من البلاد، لدرجة أنهم اندفعوا للبحث قبل حتى أن يحصلوا على الاسم الصحيح للبلد الذي يرغبون في الانتقال إليه، فقد ارتفعت أيضاً عمليات البحث عن «كيفية الانتقال إلى كندا».

المصدر – القبس

Exit mobile version