Site icon Q8-Press

سكانها “أحفاد نوح”..جبال كينالوج الشامخة في أذربيجان تسحر الزائرين

إذا كنت في محافظة قوبا في شمال أذربيجان، فلا تفوت عليك فرصة زيارة إحدى أعلى المناطق السكنية في العالم، القرية القديمة خيناليق، الذي يُشار إلى سكانها بـ”أحفاد نوح”.

وتُعتبر قرية خيناليق من أكثر القرى عزلةً في منطقة القوقاز وأوروبا، إذ تقع وسط جبال القوقاز الكبرى على ارتفاع 2360 متراً فوق سطح البحر. ويعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام!

وتربط أسطورةٌ محلية سكان القرية بقصة سفينة نوح، حيث يُقال إن خيناليق هو المكان الذي رست فيه سفينته.

وما يميز خيناليق عن باقي القرى الأذربيجانية هي قدرتها على الحفاظ على تراثها الفريد، فضلاً عن ارتفاعها وصعوبة الوصول إليها.

ويترّتب على ذلك تحدث سكان القرية بلغةٍ فريدة من نوعها، بالإضافة إلى وجود مجموعةٍ من العادات والتقاليد الخاصة بهم والتي تختلف عن باقي سكان أذربيجان. ويتميز سكانها أيضاً بالشعر الكستنائي، والعيون الزرقاء، والقامة القصيرة.

والقرية بمثابة “متحفٍ في الهواء الطلق”، إذ يمكنك فيها استكشاف الحياة التقليدية على أصولها، حيث يعمل الكثير من سكان القرية في رعي الأغنام والحياكة.

ولا تزال العديد من مباني القرية تحتفظ بجوهرها المعماري القديم، حيث يتراوح عمر منازلها بين مئتي وثلاثمئة عام على الأقل.

تعتبر معظم قرية خيناليق نائية ومعزولة في أذربيجان وهى الأعلى مكان في منطقة القوقاز.

يبلغ عدد سكان قرية خيناليق Khinalug حوالي 2000 نسمة. أما عن التغيرات المناخية فهى تختلف بشكل كبير خلال الصيف والشتاء، تتراوح درجات الحرارة بين 20 درجة مئوية إلى 18 درجة مئوية.

اللغة الرسمية في قرية خيناليق

قليل من الناس من سكان القرية يتحدثون اللغة Khinalug، وهم من الذين ينتمون إلى عائلة اللغات القوقازية فى الشمال الشرقي من البلد،بينما تجد الكثيرين يتحدثون اللغة الأذربيجانية أيضاً.

نبذة تاريخية

تُعد Khinalug من بين أكثر الأماكن القديمة والمأهولة في العالم.لديها تاريخ من أكثر من 5000 سنة؛ بسبب علو مرتفعها وبُعدها تمكنت Khinalug فى الحفاظ على نفسها من الإندثار بالرغم من مواجهاتها للعديد من الغزوات.

يوجد بعض الأماكن التاريخية التى تضمها القرية مثل عدد من المساجد التى يرجع تاريخها الى القرنين الـ12 و15، هذا الى جانب العديد من المقابر القديمة الواقعة بين الجبال.

هناك أيضا العديد من الكهوف المقدسة القديمة.

أدرج اسم Khinalug على قائمة الصندوق العالمي للآثار المراقبة لعام 2008 من بين 100 أسم تشمل معظم المواقع المهددة بالانقراض بسبب القلق إزاء بناء الطريق بين Khinalug وقباء.

الهندسة المعمارية

شييدت المنازل فى قرية  Khinalug من الحصى وتمتد أعلى التل، تشبه المباني ذات الطوابق المتعددة. وقد تم تعيين Khinalug بإعتبارها محمية طبيعية، وبالتالي يحظر البناء في المنطقة.

حاليا، تضم القرية 380 منزلاً. تتميز بشكل موحد للأسقف وقد بنيت على مستوى مرتفع،و هى ملتصقة جنباً الى جنب؛ وذلك لأن التلال شديدة الإنحدار،كما يتم  بناء حدائق صغيرة داخل باحات المنازل.

يرجع عُمر تلك البيوت الى ما بين 200 الى 300 سنة،هذا الى جانب وجود العديد من أنقاض المباني القديمة في القرية.

تشتم من المنازل رائحة القرى الريفية الأصيلة، كما تكتشف تزينها بالسجاد المطرز والملون فوق الأرض وعلى الجدران وهى الصناعة رقم 1 التى تشتهر بها آذربيجان .

العادات والثقافة

لقد حافظ سكان قرية كينالوج على طريقتهم التقليدية في الحياة. حيث تقام حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات بما يتفق تماما مع الطقوس الموروثة من جيل إلى آخر.

زراعة الآراضى هناك ترتبط بهطول المطر،مع تربية الحيوانات كالأغنام .

تشتهر القرية ايضاً بنسيج الصوف. من أهم منتجاتها حياكة الشالات التى تُفيد فى التدفئة شتاءاً، كما ان الشال اشتهر هناك بأنه كان الزى الوطني لأكثر الأشخاص ثراء فى تلك القُرى الفقيرة.

هذا الى جانب الجوارب الصوف المشغولة والمصبوغة بالعديد من الألوان الخلابة التى تتشابه مع ألوان السجاد المنسوج.

هناك أيضاً واحدة من الأنشطة الرئيسية لأهالى القرية تنفذ من قبل السكان المحليين ألا وهى جمع وتحضير الاعشاب كعلاج من الأمراض. كما يتم جمعها وتجفيفها لاستخدامها لاحقاً في صُنع المواد الغذائية وبيعها للسياح.

مع بداية شهر أغسطس يبدأ موسم العسل في القرية. وهى تشتهر بالعسل المحلي الذي لا يختلف على جمال مذاقه ورائحته اثنان. كما يؤكد السكان المحليين أن العسل هو علاج  لـ سبعين نوع من الأمراض.

أما في فصل الخريف، يحتفل الأهالي بموسم لحوم الماعز الذي يختلف طعمه أيضاً عن أى طعم أخر فى أى مكان بسبب مذاقه الخاص به.

بينما يمكنك ان تلاحظ  كزائر كومة من مكعبات الطوب التى يطلق عليها tezek في أذربيجان مصنوعة من السماد.كان هذا الطوب في الماضي بمثابة نوع من الوقود الحيوي كان يستخدم على نطاق واسع في أذربيجان.

يتم تجفيف الطوب المختلط بالقش وتقطيعه فى صورة مكعبات ويترك ليجف في الشمس؛ ليستخدم ،بعد ذلك، فى بناء أسوار عالية.

وحالياً هذا الطوب هو الوقود الرئيسي المستخدم من قبل سكان القرية ؛ لانه مصنوع من مواد ذات جودة عالية ولا تتحمل أي تكاليف إضافية.

حاليا، هناك ما يقرب من عشرة مساجد في قرية خيناليق. ويذكر أن  بداية دخول الإسلام إلى القرية كان فى القرن الـ12.

في أقدم جزء من القرية تقع آثار الديانة الزرادشتية ممثلة فى برج الحرم، الذي بني في القرن السابع، و لا يتم زيارته إلا خلال الاحتفالات الدينية الإسلامية.

Exit mobile version