لم يعد حلما ، بل إنها الآن حقيقة دامغة ، رمز فخر وعزة لبنغلاديش. إنه رمز لشجاعة فخامة رئيسة وزراء بنغلاديش ، سعادة / الشيخة حسينة ، حيث نجحت في التغلب على العديد من التحديات والعقبات ، بما في ذلك المؤامرات المحلية والدولية. نعم ، جسر بادما هو مثال على الرؤية الجريئة للشيخة حسينة.
لتحويل الحلم إلى حقيقة ، يحتاج المرء إلى العزيمة والتفاني والجرأة. تتمتع الشيخة حسينة بكل هذه الصفات كرجل دولة عظيم ، حيث أن بنغلاديش تمضي قدماً بسرعة لا تقاوم في ظل قيادتها الديناميكية. وعندما يتعلق الأمر بقضية جسر بادما ، لا يسعنا إلا أن نذكر أن والد الأمة بانغاباندو الشيخ مجيب الرحمن ، هو أول من فكر في بناء جسر فوق نهر بادما العظيم.
جسر السكك الحديدية ذو الطابقين والمتعدد الأغراض والمكون من أربعة حارات والذي يبلغ طوله 6.15 كم ، مع جسور منفصلة للسكك الحديدية والطرق في كلا الطرفين ، مع وجود طريق متصل يبلغ طوله 13.6 كم فوق نهر بادما العظيم لربط الجزء الجنوبي الغربي من البلاد بالعاصمة دكا ، إذ يعد جسر بادما الآن أطول جسر من نوعه في منطقة جنوب آسيا.
طول جسر بادما 6.150 كيلو متر وعرضه 18.18 متر. إجمالي الامتداد 41 ويبلغ طول كل امتداد 150 مترًا. وزن كل قطعة 3200 طن. مجموع ركائز الجسر 286 حيث 262 ركيزة مصنوعة من الفولاذ و 24 ركيزة مصنوعة من الخرسانة. طول الركيزة 128 م وقطرها 3 م. كل رصيف يحتوي على 6 ركائز. يوجد طريق سريع مكون من 4 حارات على جانبي جسر بادما بعرض 22 مترًا.
حقق جسر بادما متعدد الأغراض ثلاثة أرقام قياسية عالمية. الرقم القياسي الأول حول دعامات الجسر. تم وضع الركائز الفولاذية على عمق 122 مترًا كحد أقصى تحت أعمدة جسر بادما. يبلغ نصف قطر هذه الركائز ثلاثة أمتار. لم يتطلب أي جسر في العالم حتى الآن مثل هذه الركائز العميقة ولم يتم وضع ركائز سميكة. الرقم القياسي الثاني متعلق بإحداث الزلزال، حيث تبلغ قدرة “محامل البندول الكسرية” على هذا الجسر 10000 طن. حتى الآن لم يتم تجهيز أي جسر بمحامل بهذه السعة. تم بناء جسر بادما لمقاومة زلزال بقوة 9 درجات ريختر. الرقم القياسي الثالث يتعلق بإدارة النهر، إذ تم توقيع عقد بقيمة 1.10 مليار دولار أمريكي مع شركة المقاولات الصينية Sinohydro Corporation لإدارة النهر في عقد واحد. في وقت سابق ، لم يكن هناك مثل هذه المناقصة الكبيرة على التدريب النهري. إلى جانب ذلك ، تم استخدام الأسمنت الناعم جدًا (دقيق جدًا) في الأساسات وبعض أجزاء الأعمدة في جسر بادما. كما تم جلب هذه الأسمنت من أستراليا ، حيث لا يتم استخدام هذا الأسمنت الناعم بشكل شائع لبناء الجسور.
سيعمل جسر بادما ، وهو مشروع أحلام بنغلادش ، على تغيير التجارة والتواصل بشكل كبير ، مما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من التنمية الاقتصادية في البلاد. بغض النظر عن الجوانب الاقتصادية ، فإن تنفيذ مشروع جسر بادما مع صندوق الدولة الخاص قد أثبت أيضًا قدرة بنغلاديش أمام العالم ، إذ سيلعب جسر بادما دورًا محوريًا في تنمية بنغلاديش ، حيث سيصبح التواصل بين الجزء الجنوبي والغربي من البلاد أقوى لتعزيز الأنشطة الاقتصادية. مما لا شك فيه أن التواصل الأقوى هو العامل الرئيسي لأي نوع من التنمية ، وسيحدث جسر بادما تغييرًا كبيرًا في حياة الناس وسبل عيشهم في حوالي 21 منطقة.
سيعمل المشروع الضخم أيضًا على تعزيز الأنشطة القائمة على الزراعة في الجنوب ، إذ سيستفيد المزارعون بشكل كبيرحيث ستصل منتجاتهم القابلة للتلف إلى العاصمة في غضون ساعات ، كما ستزدهر الشركات الصغيرة والمتوسطة في جنوب بنغلاديش حيث سينخفض معدل الفقر ويزيد الطلب الإجمالي مع ارتفاع الدخل. ستحصل صناعة بناء السفن في باريسال ، خولنا و باتواخالي على دفعة كبيرة وبدأت ثقة الأعمال في المنطقة الجنوبية بالفعل في الارتفاع مع اقتراب بناء الجسر من الانتهاء.
من المتوقع أن يساهم جسر بادما بحوالي 1.3 إلى 2 ٪ في نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي ، ويحد من معدل الفقر ويزيد من الأنشطة الاقتصادية لسكان المنطقة الجنوبية الغربية من بنغلاديش، كما سيستفيد منه حوالي ثلاثين مليون شخص في 21 منطقة جنوب غرب بنغلاديش ، حيث سيتم ربط هذه المناطق بمراكز النمو من خلال تواصل أفضل ، ويمكن استخدامها كممرات اقتصادية. سيخلق هذا فرص العمل وزيادة الدخل ، وسيتم تحسين نظام النقل حيث سيتم تنشيط حركة الناس. وسيتم ربط سلاسل التوريد داخل البلد بشكل أفضل ، كما ستنتقل السلع والخدمات بسلاسة من مكان إلى آخر. ومن المتوقع أيضًا أن يتمتع سكان الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد بفرص أفضل للحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأخرى.
تمامًا كما ينص العنوان ، أصبح الجسر الجديد تمامًا فوق نهر بادما العظيم الآن أحد أعظم رموز فخر الأمة. دعونا لا نحسب تكلفة بناء أطول جسر في بنغلاديش من حيث أي عملة حيث لا يمكن لأي مبلغ من المال قياس قيمة هذا الإنجاز التاريخي للبلد.
إنه بالفعل مصدر فخر للأمة – رمز لمرونة بنغلاديش واعتمادها على نفسها وتصميمها. إنه يبين بوضوح أن بنغلاديش لديها القدرة على تنفيذ المشاريع الضخمة بمفردها وإكمالها بنجاح. كان جسر بادما ، الذي يمثل أكبر معلم على طريق التنمية الاقتصادية لبنغلاديش ، أكثر مشاريع البناء تحديًا في تاريخ البلاد.