Site icon Q8-Press

تأزم العلاقات بين المغرب وتونس بسبب البوليساريو

استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي ومحادثتهما في القاعة الرئاسية بالمطار، لايزال يثير عاصفة من النقاشات والجدل في الشارع والفضاء الإلكتروني، وخصوصاً لدى المغاربيين.

في هذا السياق، اعتبرت الرباط أن استقبال غالي للمشاركة في القمة الإفريقية اليابانية، على غرار رؤساء دول وحكومات آخرين حضروا قمة “تيكاد” في تونس العاصمة، “عمل خطير وغير مسبوق يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي”، الأمر الذي أدى إلى استدعاء السفير ومقاطعة التجمع الدولي في تونس لتقرر الأخيرة استدعاء سفيرها في الرباط رداً على خطوة المغرب.

تعليقا على هذا الموضوع، قال النائب البرلماني المغربي يوسف غرابي عن حزب العدالة والتنمية لإذاعة مونت كارلو الدولية إن استقبال الرئيس التونسي لرئيس جبهة البوليساريو كان مفاجئا للمغاربة، علما أن تونس كانت تتخذ دائما موقفا حياديا في قضية الصحراء وذلك بسبب الجوار مع الجزائر، مما يجعل موقف الحياد هذا مفهوما إلى حد ما.

ويرى غرابي أن موقف تونس خاطئ ولا يدعم موقف منظمة الأمم المتحدة التي تعترف في تقاريرها دائما أن المقترح المغربي للحكم الذاتي في سنة 2007 هو مقترح واقعي وعملي، يستجيب لدينامية سياسية يمكن أن تؤدي إلى حل ينهي هذا الإشكال.

صوت البرلماني المغربي يوسف غرابي عن حزب العدالة والتنمية

رواد التواصل الاجتماعي دخلوا على الخط واختلفت آرائهم بخصوص هذا الموضوع، إذ يقول متتبع: “تونس دخلت النفق المظلم منذ حل البرلمان واستيلاء سعيد قيس على كل السلط والضحية الشعب التونسي للأسف … تونس على حافة الإفلاس”

بينما يرى “قنيطري” أنه لا داعي لهذا التهويل الضخم للقرار التونسي فأمريكا اعترفت بمغربية الصحراء وكفى، الاهتمام بالغلاء الذي يرهق الشعب المغربي والبطالة والتعليم والمجال الصحي أولى.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس-المغرب- إسماعيل حمودي يعتقد أن البرود يلفّ العلاقات التونسية المغربية منذ وصول قيس سعيّد إلى السلطة. فبعد انتخابه تلقى سعيّد دعوة من الملك محمد السادس لزيارة المغرب ولكنه لم يستجب ولم يجر أي لقاء حكومي بين المغرب وتونس خلال ولايته.

أوضح حمودي لمونت كارلو الدولية أن موقف تونس من تداول مجلس الأمن الدولي قضية الصحراء المغربية في أكتوبر 2021 فاجأ المغاربة، إذ امتنعت آنذاك عن التصويت إلى جانب روسيا، مما أثار امتعاضا قويا لدى المغرب، وظلت الأمور على ما هي عليه إلى حين تفجر الموقف الحالي.

في نفس السياق أضاف حمودي أن قيس سعيّد هو أول رئيس تونسي يخرق الحياد في قضية الصحراء في الوقت الذي تتجه فيه دول وازنة الى دعم الموقف المغربي من خلال تشجيع مبادرة الحكم الذاتي وطيّ النزاع.

موقف تونس، بحسب إسماعيل حمودي، من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات قد تخلّ بالتوازنات في شمال أفريقيا منذ عقود.

أما بالنسبة للمحلل السياسي التونسي باسل الترجمان، فهو يرى أن الازمة لا فائدة منها ولا تخدم مصالح الشعبين، وما حدث ليس لتونس مسؤولية مباشرة فيه حيث أن الاتحاد الإفريقي بتنسيق مع اليابان هو مَن يوجه دعوات المشاركة.

وبحسب الترجمان، إن الإشكال الوحيد هو الاستقبال في المطار، غير أن استقبال الوفود يعتبر مسألة تقنية وليست سياسية. فالمغرب يعلم أن الجمهورية الصحراوية هي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 35 عاما وأن الأخيرة شاركت في قمم “تيكاد” وغيرها بحضور المغرب. بالتالي القضية ليست قضية اعتراف وإنما التزام تونسي بتنظيم قمة واستقبال كل الضيوف المشاركين.

المحلل السياسي التونسي باسل الترجمان

على خلفية هذه الأزمة السياسية، يُعتقد أن العلاقات بين تونس والمغرب قد تصل إلى طريق مسدود مما يطرح عدة تساؤلات حول أسباب هذا التصعيد وفي هذا الوقت الراهن بالذات.

 

Exit mobile version