– أصعب ما في القصف الإجرامي قتل الأطفال الأبرياء
– عدد قتلى أطفال غزة منذ 7 أكتوبر يتجاوز جميع نزاعات العالم منذ 2019
جددت الكويت الدعوة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح المعابر لتيسير دخول المساعدات، رافضة التهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج أرضه، وتوجهت بكلمة للاحتلال الإسرائيلي، بأن خياره الأوحد إنهاء الاحتلال والخروج من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لإنهاء دوامة العنف.
جاء ذلك في كلمة المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، أول من أمس أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائية الطارئة حول فلسطين والتطورات الراهنة في غزة، وما تقوم به قوات الاحتلال «الجبانة» من انتهاك مستمر للمدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وقال البناي «نشهد وعلى مدار يومي انتهاكات لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، علاوة على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية»، مشيراً إلى أن أصعب ما نشهده في هذا القصف الإجرامي هو قتل الأطفال الأبرياء.
وأوضح البناي أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 3257 طفلاً – بحسب منظمة «انقذوا الأطفال» البريطانية – ما يتجاوز العدد السنوي للأطفال الذين قتلوا في جميع أنحاء مناطق النزاع في العالم منذ عام 2019.
وقال إن ما «نشهده من تضليل إعلامي مخزٍ من قبل قوات الاحتلال، استوجب أن نرد عليهم بحقائق لا يمكنهم دحرها، فبدا واضحاً أن علو كلمة الحق تؤلمهم ووقوف شعوب العالم بجانب الحق الفلسطيني يرهبهم»، مؤكداً ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحماية المدنيين.
وشدد البناي على أن الانتهاكات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لا مكان لها في عالمنا اليوم، ولا طريق للأمام إلا بسلام شامل، من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وما تم الاتفاق عليه وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002 وصولاً لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967.
ووجه السفير البناي في الختام كلمة للاحتلال، قائلاً «لم يبق لكم سوى الخيار الأوحد، الذي سيخلصنا من دوامة العنف التي فرضتموها منذ 56 عاماً، وهو إنهاء الاحتلال والخروج من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
دعم «أونروا»
وفي سياق آخر، أكد الملحق الديبلوماسي أحمد الديكان، في كلمة الكويت أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة المعنية بالشؤون (الاجتماعية والإنسانية والثقافية)، أن الكويت تؤكد التزامها بدعم قضايا اللاجئين انسجاماً مع الديبلوماسية الإنسانية التي تنتهجها، معرباً عن تقدير البلاد للجهود التي تقوم بها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في تقديم الحاجات الأساسية من تعليم ورعاية صحية للاجئي فلسطين في دول عدة.
وأضاف الديكان أن الكويت تدعم جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مجدداً الدعوة لضمان سلامة عاملي المفوضية إذ يعمل الكثير منهم في مناطق نزاع أو التي تكثر فيها التغيرات المناخية.
ولفت إلى مساعي الكويت الإنسانية التي طالت أرجاء العالم على إثر تفاقم أزمة اللاجئين والمشردين وذلك بشكل عادل من دون النظر للعرق أو الانتماء، موضحاً أن هذا النهج ساهم بالتأثير الإيجابي على حياة العديد من خلال تبني سياسات ترتكز على التنمية وعدم التمييز عند تقديم يد العون.
سقوط الأقنعة
وفي ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الديكان إن التقاعس الملحوظ في توصيف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني يعد بمثابة منح الضوء الأخضر لاستمرار هذه الممارسات الوحشية التي تطول الشعب الفلسطيني «الصامد الذي يستثنى من مبادئ القانون الدولي الإنساني».
وتابع «من هذا المنبر أكرر دعم بلادي الكويت للشعب الفلسطيني سياسياً وإنسانياً ومعنوياً بعد سقوط الكثير من أقنعة المجتمع الدولي أمام قضية إنسانية عادلة نظراً للانتقائية وعليه ندرك صعوبة توحيد المواقف وتنسيقها إلا أن ذلك يجب ألا يؤثر على التزاماتنا ومسؤولياتنا بموجب القانون الدولي الإنساني».