على أصوات الأجراس والترانيم التي تعانقت مع صوت أذان المساجد، وفي أجواء تعكس روح المحبة والتسامح والتعايش، أقامت كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس لدى البلاد قداس عيد القيامة، بحضور ممثلي مختلف الطوائف والمذاهب وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد كبير من أبناء الكنيسة للتهنئة بالعيد.
وأكد المتحدثون في الحفل أن الكويت موطن المحبة والتعايش والسلام، مشيدين بدورها في العمل الإنساني وتكريس الوفاق في المنطقة.
وفي كلمتها التي ألقتها نيابة عن السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت، أكدت نائبة السفير المصري المستشارة نادين مراد أن العلاقات الكويتية ـ المصرية راسخة ومتجذرة في عمق التاريخ، مشيدة بالاهتمام والرعاية الدائمين لأبناء الجالية المصرية بما يَعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين.
وفيما نقلت نص برقية تهنئة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الى المواطنين المصريين الاقباط بالخارج بمناسبة عيد القيامة المجيد، أشادت بالدور الهام الذي تلعبه الكنيسة المصرية في الكويت باعتبارها شريكاً اساسياً في كل جهد يبذل من اجل مصلحة الوطن ورفعة شأنه.
أبناء الجالية
وعبرت عن اعتزازها بأبناء الجالية المصرية على ارض الكويت الشقيقة لدورهم المتميز في تحقيق التنمية في الكويت في مختلف المجالات، مشيدة بالحس الوطني العالي الذي يتمتعون به وارتباطهم بقضايا وهموم الوطن.
وأشارت إلى تزامن الصوم الكبير مع صيام شهر رمضان المعظم لتعم الاحتفالات بالصوم جميع أبناء الوطن وتحل الأعياد في تواريخ متقاربة فاليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد ثم بعد أيام قليلة بعيد الفطر المبارك وبينهما نحتفل بشم النسيم بالتوازي مع عيد تحرير سيناء في 25 ابريل، فتختلط الأعياد الدينية مع الأعياد الوطنية والقومية في مشهد تلاحمي يبعث على السعادة والأمل.
وبدوره، أعرب راعي كاتدرائية مـــار مرقـــس للأقبـــاط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والسلام، لافتاً إلى أن تزامن الصوم والأعياد يذكرنا بالمشتركات بين الأديان.
وقدم القمص بيجول الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على مشاعره الطيبة وحرصه الدائم على توجيه كلمة للأقباط داخل مصر وخارجها في مناسبات الأعياد، مثنيا على المسيرة التنموية التي تمر بها مصر الغالية وعبر عن إعجابه بالإرادة المصرية وبالإدارة الوطنية التي تمضي نحو بناء عصر جديد من النهضة.
كما أعرب القمص بيجول عن شكره الوافر والكبير لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ووصفه بأنه رجل حكمة وتسامح وسلام وتنمية، كما رفع الشكر والتحية إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مؤكداً أنه رجل دولة من طراز رفيع يتمتع بالجدية والحزم وحسن القيادة.
حفظ القلب من الأحقاد
في عظته التي حملت عنوان «كيف تكون الحياة بعد القيامة؟» قال القمص بيجول: هناك قيامة للإنسان بعد الموت، وهناك حياة بعد هذه القيامة، وأن في هذه الحياة خلوداً للإنسان، وبالتالي فإن حياتنا لا تنتهي بالموت، إنما تبدأ به، لافتاً إلى أن الحياة الخالدة ستكون مكافأة لمن عاش على الأرض حافظا لنفسه من شهوات العالم، وحافظاً لقلبه من الأحقاد، متمسكاً بالله وبالتعاليم الدينية والقيم النبيلة.
مشاعر الود والتآخي
كالعادة لم تغب باقات الورود من قياديي الدولة ومن شخصيات وفعاليات مجتمعية رفيعة، التي تحمل عبارات التهاني ومشاعر الود والتآخي.
ووجه راعي الكاتدرائية المرقسية الشكر إلى كل من أرسل التهاني بهذه المناسبة من الشيوخ وأعضاء مجلس الأمة والوزراء الحاليين والسابقين ورجالات الدولة وكبار المسؤولين، كما شكر رجال الداخلية لدورهم في تأمين الاحتفال بالعيد.
القبس