أكد القائم بالأعمال في السفارة الصربية بالكويت “فيليب كاتيك” على العلاقات المميزة والطويلة الأمد التي تجمع صربيا مع دولة الكويت .
واضاف كاتيك خلال حديث صحفي: صربيا تربطها علاقات ممتازة مع الكويت، وأن هذا العام يصادف مرور 61 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد شهدت العلاقات الودية الطويلة الأمد العديد من مجالات التعاون، بما في ذلك في قطاع البناء، حيث ساعدت شركات من بلغراد في بناء العديد من المباني البارزة، بما في ذلك أبراج الكويت الشهيرة، ومجمع الوزارات، والعديد من القواعد العسكرية، والمستشفيات على مر السنين.
وبيّن كاتيك أن الشركات الصربية أبدت اهتمامها مؤخرًا بالمشاركة في خطة التنمية لرؤية الكويت 2035.
وعن حجم التجارة بين البلدين، أوضح كاتيك إنه على الرغم من تحسن التجارة الثنائية بين صربيا والكويت في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال هناك إمكانات هائلة لزيادة التجارة في مختلف القطاعات في السنوات القادمة.
وأشار بشكل خاص إلى قطاع السياحة، حيث يمكن أن يشهد إعادة فتح الرحلات الجوية المباشرة بين الكويت وبلغراد زيادة كبيرة في عدد السياح من الكويت، حيث لدى صربيا الكثير لتقدمه للزوار، مشيراً إلى أن الجالية الصربية التي يبلغ عددها حوالي 500 شخص في الكويت تضم أطباء ومهندسين وأساتذة ومدربين رياضيين.
وبشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، بيّن كاتيك إلى إنها خطوة حاسمة نحو التقدم الاقتصادي والاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن صربيا تحقق خطوات كبيرة لتلبية المعايير اللازمة. ولا تزال التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار الأجنبي وتحسين البنية التحتية تشكل أولويات قصوى للحكومة الصربية، التي تهدف إلى تأمين الاستقرار والازدهار على المدى الطويل لمواطنيها.
وصرح القائم بالأعمال أنه على الرغم من التزام صربيا القوي بالتكامل الأوروبي وتركيزها على النمو الاقتصادي والاستقرار، فإن القضايا الجارية في كوسوفو وميتوهيا غالبًا ما تبطئ هذه العملية من خلال تحويل الانتباه عن الأولويات الرئيسية للبلاد.
وأكد أن الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة له أهمية حيوية بالنسبة لصربيا. كما أشار إلى أن حل قضية كوسوفو يظل أحد المصالح الوطنية الرئيسية لصربيا، مع ثبات البلاد في دفاعها عن سلامة أراضيها وسيادتها.
واكد كاتيك على أن بلغراد تصر على العودة إلى الوضع الراهن في كوسوفو وميتوهيا، ثم حل القضية وفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1244 واتفاقية بروكسل.
وأكد الدبلوماسي الصربي أيضًا أن بلاده تسعى إلى التنفيذ المستمر لاتفاقية بروكسل، وخاصة فيما يتعلق بتشكيل رابطة البلديات الصربية، وهو أمر بالغ الأهمية لحماية حقوق المجتمع الصربي.
كما تناول التحديات التي يواجهها الصرب في حياتهم اليومية، مثل إغلاق المؤسسات الصربية، وتقييد الوصول إلى الخدمات العامة والموارد الاقتصادية، والتهديدات الأمنية بسبب الإجراءات الأحادية الجانب من جانب بريشتينا. إذ تظل قضايا مثل إغلاق المؤسسات الصربية وتقويض الحياة اليومية للصرب في شمال كوسوفو وميتوهيا محورية للدبلوماسية الصربية.
وفي الوقت نفسه، أكد القائم بالأعمال أن صربيا تفتخر كثيرًا بجهودها لتعزيز اقتصادها وتعاونها الدولي. وأشار إلى أن صربيا تركز حاليًا بشكل رئيسي على الاستعدادات لمعرض إكسبو العالمي 2027، الذي ستستضيفه بلغراد في غضون عامين.
ويمثل هذا الحدث فرصة حاسمة لصربيا من حيث التنمية الاقتصادية والثقافية، حيث يوفر سبلًا إضافية لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز إمكاناتها على الساحة العالمية. يعد تنظيم معرض إكسبو 2027 مصدر فخر كبير لصربيا، بهدف عرض تقدمها وابتكاراتها للعالم.
وأشار كاتيك إلى أن بلاده تأمل أن يصبح معرض إكسبو 2027 رمزًا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. ومن المتوقع أن يجذب عددًا كبيرًا من الوفود التجارية والسياحية من جميع أنحاء العالم، مما يعزز من تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية.
كما كشف عن التخطيط للعديد من مشاريع البنية التحتية المهمة لتعزيز قدرة بلغراد وجودة الخدمة لمعرض إكسبو 2027. ومن بين المشاريع الرئيسية بناء ملعب كرة قدم وطني، ومن المتوقع أن يكتمل بحلول نهاية عام 2026.
بالإضافة إلى ذلك، يتم بناء مجمع معارض مصمم لاستضافة أكثر من 2.5 مليون زائر. وتشمل التطورات المخطط لها الأخرى مركزاً مائياً للرياضات المائية وخط سكة حديد ومترو جديد يربط بين زيمون بولي ومطار نيكولا تيسلا.
علاوة على ذلك، يشمل تحديث مطار نيكولا تيسلا توسيع المحطات وبناء مرافق مواقف جديدة، مما سيحسن البنية التحتية للنقل بشكل كبير.
ومن المقرر أن تكتمل كل هذه المشاريع بحلول بداية المعرض الذي سيقام في الفترة من 15 مايو إلى 15 أغسطس 2027. ومن المتوقع أن يزور بلغراد حوالي سبعة ملايين سائح وممثل من حوالي 100 دولة خلال إكسبو 2027، مما يزيد من أهمية الحدث. وتقدر الإيرادات المتوقعة من الترتيبات السياحية والتجارية بحوالي ستة مليارات يورو.
بالإضافة إلى ذلك، حققت صربيا تصنيف ائتماني BBB-، مما يعكس الاستقرار والآفاق الإيجابية للنمو الاقتصادي في المستقبل. هذا النجاح هو نتيجة للإدارة الاقتصادية المسؤولة، والتي أدت إلى نمو كبير في الناتج المحلي الإجمالي، وخفض الدين العام، وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي. وعلاوة على ذلك، يساهم استقرار النظام المالي والتدفق المستمر للاستثمار الأجنبي المباشر في تعزيز قدرة صربيا الاقتصادية على الصمود في مواجهة الصدمات الخارجية. ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات الإيجابية في تعزيز النمو الاقتصادي في السنوات القادمة، بدعم من مشاريع الاستثمار الجديدة والإصلاحات الهيكلية مع التأكيد أيضاً على الأولويات الدولية الرئيسية لصربيا، مع التركيز الأساسي على التكامل الأوروبي. كما تحدث عن الاستعدادات المتقنة التي تجري قبل معرض إكسبو العالمي 2027، المقرر إقامته في العاصمة الصربية بلغراد.
صحيفة تايمز الكويت