Site icon Q8-Press

الجزائريون يتداولون أول عملة باللغة الإنجليزية.. وغضب فرنسي

بدأ الجزائريون، الأربعاء، تداول الورقة النقدية الجديدة من فئة 2000 دينار جزائري التي أصدرها بنك الجزائر (البنك المركزي) بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير، واحتضان البلاد للقمة العربية الحادية والثلاثين.

ولقي استخدام اللغة الإنجليزية عوضا عن الفرنسية في العملة الجزائرية استحسانا من طرف كثير من الجزائريين. وتصاحب الكلمات الإنجليزية العربية على العملة الورقية الجديدة.

أول مرة في التاريخ

تعد هذه المرة الأولى في تاريخ الجزائر الحديث التي يتم فيها استخدام اللغة الإنجليزية في الأوراق النقدية، وذلك ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها الجزائر في الثلاث سنوات الأخيرة للتخلص من الهيمنة اللغوية الفرنسية على العديد من المجالات، سواء في الإدارة والتعليم والثقافة.

بالإضافة إلى إستخدام اللغة الإنجليزية، فقد لمس الشارع الجزائري، جودة في نوعية الورق الذي طبعت عليه الورقة النقدية مقارنة بالأوراق الأخرى، حيث يوجد 3 أشكال لفئة 2000 دينار جزائري، التي تعادل من حيث القيمة حوالي 14 دولارا أميركيا.

تحمل النسخة الجديدة للعملة الجزائرية صورة مسجد الجزائر الأعظم، الذي تم إفتتاحه عام 2020، ويعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة بعد الحرمين الشريفين بالسعودية، بمساحة قدرها 200 ألف متر مربع، ويتسع لـ120 ألف مصل.

تمت إضافة مجموعة من الصور السياحية التي تتمع بها الصحراء الجزائرية، على غرار سلسلة جبال الهقار، وهي مناطق تعتبر متحفا طبيعيا مصنفة من قبل “اليونسكو” ضمن التراث العالمي، لما تحمله من ممرات صخرية متميزة ورسومات ونقوش أثرية رسمها الإنسان الحجري قبل نحو 5000 سنة.

ويرى الباحث الجزائري المتخصص في الشؤون الدينية بوزيد بومدين، أن اختيار صورة مأذنة المسجد الأعظم على صدر العملة الورقية الجديدة، يحمل رمزية تاريخية هامة.

وقال بومدين لموقع سكاي نيوز عربية:”لقد تم تشييد المسجد الأعظم على أنقاض مشروع التبشير الإستعماري الذي جاء به الكاردينال الفرنسي شارل لافيجري، والذي أسس في تلك المنطقة عام 1868 جمعية المُبشرين”.

وعلى الجهة الثانية من الورقة النقدية، فقد تم وضع صورة لمعلم “مقام الشهيد”، الذي يعتبر رمز الجزائر العاصمة، وهو المعلم الذي تم تشيده في عهد الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد سنة 1982.

تعزيز حضور الهوية الوطنية

توسط صورة مقام الشهيد، شعار جامعة الدول العربية.

تمت إضافة خريطة للدول العربية فوقه.

جاءت العلامة المائية الخاصة بالعملة النقدية على شكل الجزائر.

كما تمت إضافة صورة للأمير عبد القادر الجزائري وعلمين للجزائر.

ودفع هذا الأمر برواد مواقع التواصل الاجتماعي للجزائر للتعليق على الورقة الجديدة بقوة، معتبرين أن هذه النسخة الجديدة لفئة 2000 دينار جزائري، جاءت تحمل الكثير من المعاني الوطنية والرسائل المهمة بعد 60 عاما من استقلال الجزائر.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت الحكومة الجزائرية، في تغيير العملات الورقية والنقدية، من خلال إستبدال صور الحيوانات بصور رموز الثورة الجزائرية، حيث طرحت نسخة جديدة من فئة الألفي دينار بمناسبة ستينية الإستقلال شهر يوليو الماضي، تحمل صورة جماعية لمجموعة الستة التاريخيين الذي فجروا ثورة أول نوفمبر 1954 (محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم، ديدوش مراد، رابح بيطاط).

وغضب في فرنسا

سرعان ما تحول الحديث عن جمالية العملة الجديدة لفئة ألفي دينار، إلى نقاش سياسي وقد ألق الأمر، بظلاله على العلاقات الفرنسية الجزائرية.
غرد زعيم اليسار الفرنسي جون لوك ميلينشون على تويتر: “إذا كانت هذه الورقة النقدية الجديدة جزائرية، فإن اللغة المشتركة قد انتهت، إنه الفشل الذريع لماكرون وبورن على جميع الأصعدة”.

قال الصحفي الفرنسي من صحيفة “لوفيغارو” اليمينية الفرنسية جورج مالبورون: “أسابيع قليلة بعد زيارة إليزابيث بورن إلى الجزائر، وأشهر بعد زيارة ماكرون، العملات في الجزائر أصبحت باللغة الأنجليزية”.

ويرى الباحث في التاريخ الجزائري جمال يحياوي أن طرح الجزائر لهذه العملة الجديدة وباللغة الإنجليزية، هو أمر مهم جدا يعزز السيادة الوطنية.

وقال يحياوي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “فرنسا تدرك اليوم أن العديد من الأمور قد تغيرت في الجزائر، والتعامل سيكون وفق المصالح المشتركة وليس وفق الوصاية التي كانت تفرضها طيلة العقود الماضية، وإن كانت باريس ستسعى للحفاظ على مكانتها الثقافية في الجزائر بكل الطرق”.

Exit mobile version