Site icon Q8-Press

الاحتلال يعمّق الإبادة.. وينسف أبراج غزة

استمراراً لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 23 شهراً على قطاع غزة، بدأ كيان الاحتلال حربه على الأبراج السكنية والبنايات العالية بمدينة غزة، أكبر التجمعات السكانية بالقطاع، وسط خطر وشيك لانقطاع كامل لشبكات الاتصالات والإنترنت، عن الفلسطينيين المتبقين هناك والرافضين للنزوح عنها مجدداً، ولا سيما بعد أن كرر جيش الاحتلال، صباح اليوم (السبت)، أوامره للسكان بسرعة الإخلاء «دون تفتيش» مع إعلانه توسيع «المناورة البرية» بالمدينة ضمن عملية «عربات جدعون 2».

وبعد ساعات من نسفه برج «مشتهى» المكون من 15 طابقاً بضربة مزدوجة صباح أول من أمس (الجمعة)، استهدف الاحتلال مجدداً أمس «برج السوسي» غربي المدينة، بقصف عنيف أدى إلى انهياره، كما وجه «إنذاراً عاجلاً» إلى سكان برج الرؤيا والنازحين في الخيام المجاورة له بالإخلاء فوراً قبل استهدافه.

وحذرت جماعات الإغاثة من أن إخلاء مدينة غزة على نطاق واسع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المزري، ولا سيما أن العديد من السكان ضعفاء للغاية، بحيث لا يستطيعون التحرك، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، في حين بات لسان حال الفلسطينيين يردد السؤال نفسه «وين نروح؟» ممزوجاً بيأس مُتفاقم هذه المرّة، وسط مشاهد الأمهات الحائرات والأطفال المرتجفين، والشّباب المرتبكين.

وفيما يلي التفاصيل:

مع توسيعه «المناورة البرية» بمدينة غزة، ضمن عملية «عربات جدعون 2» لاحتلال المدينة، يعمق كيان الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين مع اطلاقه حرباً لنسف الأبراج السكنية والأبنية الشاهقة في المدينة مع خطر انقطاع كامل لشبكات الاتصالات والإنترنت عن السكان المتبقين فيها والرافضين للنزوح عنها بعد أن كرر جيش الاحتلال، اوامره لهم بسرعة الإخلاء فورا «دون تفتيش» نحو منطقة المواصي في خان يونس، محدداً شارع الرشيد كممر لتهجير السكان من شمالي القطاع.

وضمن أدوات الضغط العسكري التي ينتهجها عبر إيذاء السكان المدنيين، قصف جيش الاحتلال بصواريخ ثقيلة برج «السوسي» المؤلف من 15 طابقا غربي مدينة غزة، بزعم أن عناصر حماس قاموا بزرع متفجرات قرب البرج، واستخدموه نقطة لرصد تحركات الجيش.

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بتدمير برج «السوسي» المقابل لمقر الأمم المتحدة في شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، وهو برج سكني يضم شققا تؤوي عائلات فلسطينية، في حين وجّه جيش الاحتلال «إنذاراً عاجلاً» إلى سكان برج «الرؤيا»، الواقع في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية في المدينة، والنازحين في الخيام المجاورة له بإخلائها فوراً قبل استهدافها. محدداً خريطة المنطقة بالأحمر.

وكان جيش الاحتلال ضرب الجمعة برج مشتهى في مدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير على إعلانه أنه سيستهدف مباني في المدينة اتهم حركة حماس باستخدامها، وخصوصا الأبراج. وقال الجيش في بيان إنه ضرب مبنى شاهقا كانت حماس تستخدمه في منطقة مدينة غزة، متهما الحركة بـ«إنشاء بنية تحتية» استخدمتها للتقدم وتنفيذ هجمات ضد قواته الغازية في المنطقة، زاعماً أنه رصد نشاطا مكثفا لحماس داخل أبراج متعددة الطوابق، حيث جرى دمج كاميرات مراقبة، مواقع قنص، منصات لإطلاق صواريخ مضادة للدروع، إضافة إلى غرف قيادة وسيطرة.

ويأتي هذا التصعيد، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ ادارته منخرطة في مفاوضات «عميقة» تجرى مع حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، مهدداً الحركة بحدوث «أمر سيئ» في حال عدم إطلاقهم جميعاً دفعة واحدة، ومتوقعا في الوقت ذاته أن يكون المزيد من الرهائن قد لقوا حتفهم اخيراً في غزة. وقال ترامب: «نحن في مفاوضات عميقة للغاية مع حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن».

فيديو لرهينتين

وكانت حماس نشرت الجمعة مقطعا مصورا لرهينتين، أحدهما جاي جلبوع دلال، الذي قال إنه محتجز في مدينة غزة ويخشى القتل بسبب هجوم الاحتلال. وظهر جلبوع دلال في جولة بسيارة يتعرف خلالها على مبنى تابع للصليب الأحمر الذي رفضت حماس السماح له برؤية المحتجزين. كما ظهر ألون أوهيل في مقطع الفيديو أيضا.

المأساة.. ورفض التهجير

ووسط المجازر التي لم تتوقف منذ 701 يوم ومشاهد الامهات الحائرات اللاتي يبكين فلذات اكبادهن، والاطفال المرتجفين من الخوف والجوع، تتعالى الاصوات داخل المدينة المنكوبة والمهددة بالدمار: «وين نروح؟ لا مكان آمنا… كل القطاع مستهدف».

وفي هذا السياق، أكد الاردن ومصر ان تهجير الفلسطينيين من غزة خط أحمر، وخط من نار. وخلال مؤتمر صحافي مع المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، في القاهرة أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن تهجير الفلسطينيين من غزة «خط أحمر» لن يتم السماح به تحت أي ظرف، معتبرا ان وصف الحكومة «الإسرائيلية» لتهجير الفلسطينيين بأنه طوعي، «هراء».

ومن جانبه، أكد وزير الاتصال الحكومي الاردني محمد المومني، أن الموقف الأردني «خط من نار في مواجهة التهجير». وقال إن «القانون الدولي يحظر النقل القسري للسكان من الأراضي المحتلة، والتهجير القسري، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية». وأضاف أن «لا الشعب الفلسطيني ولا أي دولة في المنطقة وأولها الأردن تقبل التهجير القسري».

القبس

Exit mobile version