بهدف التأكد من أعداد الفيلة وممرات الحيوانات والمستوطنات البشرية حول مناطق الحماية في دول القارة السمراء، تنفذ بوتسوانا برنامج المسح الجوي الذي يعتبر الأول من نوعه في أفريقيا والذي يغطي مساحة ضخمة أكبر من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويعيش فيها أكثر من نصف الفيلة الإفريقية في العالم.
وقال نيامبي من كاساني في شمال بوتسوانا: “في غياب البيانات، يكون الأمر أشبه بالصيد في الظلام. أنت بحاجة إلى بيانات ومعلومات عن توزيع الفيلة وأعدادها وأنماط هجرتها، لنتمكن من إدارتها أفضل”.
وتبلغ كلفة البرنامج 3 ملايين دولار ويستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتوفير البيانات للمساعدة في التأكد من أعداد الفيلة وممرات الحيوانات والمستوطنات البشرية حول مناطق الحماية في دول القارة السمراء .
وتعد منطقة محمية كافانغو زامبيزي العابرة للحدود هي الأكبر بمساحة 520.000 كيلومتر مربع وتحمل ما يقدر بـ 250.000 فيل على الرغم من التقلبات بين الحدود المليئة بالثغرات لكل دولة مجاورة.
ويعتبر المسح هو أول مسح كبير للمناظر الطبيعية يتم إجراؤه في هذا الجزء من العالم، اذ يوفر أولاً وقبل كل شيء ، تقديرًا أكثر موثوقية لعدد الفيلة الموجودة في بوتسوانا ولكن الأهم من ذلك أيضًا توزعهم ومكان تواجدهم ضمن المحميات البرية.
كما يساعد البحث في معرفة أنماط الاستيطان البشرية وحيث قد تكون هناك فرص لإنشاء ممرات للسماح للفيلة بالتحرك وبالتالي محاولة التخفيف من حدة الاحتكاك مع البشر إلى أقصى حد ممكن.
وعملت المؤسسات الحكومية في بوتسوانا على أقامة ورشة عمل تدريبية للخبراء لتكثيف واختيار المراقبين الذين سيكونون جزءاً من أول مسح جوي واسع النطاق لـ Kavango Zambezi Transfrontier Conservation Area-KAZA ، Elephant Wide Aerial في مدينة كاساني في بوتسوانا.
ووفق الدراسات والتقارير الصادرة، فإنه من خلال هذا المسح الجوي يمكن استخدام تقنية جديدة لتحل محل العين البشرية بالاضافة الى الحصول على بيانات جيدة جداً، وخاصة أن الكاميرات المستخدمة في عملية المسح الجوي تتمتع بدقة عالية تجعلها قادرة على رؤية ليس فقط الفيلة وإنما الحيوانات ذات الأحجام الصغيرة.