Site icon Q8-Press

أول مطار محوري خاص للشحن في آسيا والرابع من نوعه في العالم..الصين تختبر “هواهو” وسط البلاد

نجح مطار هواهو في مدينة أتشو بمقاطعة هوبي في وسط الصين مؤخراً، في إكمال أول اختبار طيران باستخدام طائرة شحن جوي للبلاد، ما يمثل خطوة هامة لتسريع تطور الشحن الجوي المحلي المتمثل في رفع المستوى المهني لنقل البضائع، وبناء مركز شحن جوي ذي تنافسية دولية، فضلاً عن تخفيف عدم التوازن في نقل البضائع والركاب.

ويعدّ مطار هواهو، أول مطار محوري خاص للشحن في آسيا، ورابعاً من نوعه في العالم، بعد مطاري ممفيس ولويسفيل بالولايات المتحدة، ومطار لايبزيغ بألمانيا، حيث سيكون المطار، المجهّز بنظامين لمدرج وممرات الطائرة، ومركز نقل بضائع يمتد إلى ما يقرب من 700 ألف متر مربع، مطاراً محورياً للشحن، ومطاراً فرعياً لنقل الركاب.

وباستثمار إجمالي قدره نحو 5.04 مليار دولار أمريكي وفرته شركة “إس إف” الصينية القابضة، بالاشتراك مع حكومة مقاطعة هوبي، بدأت أعمال بناء المطار الجديد منذ عام 2017، حيث من المخطط أن يبلغ حجم نقله المصمم للركاب والبضائع مليون راكب، و2.45 مليون طن، في عام 2025، على التوالي.

ومن المتوقع أن يدخل مطار هواهو حيز الاستخدام في نهاية يونيو من العام الجاري 2022، فيما ستفتح شركة “إس إف” 46 خطاً جوياً مباشراً محلياً من مدينة أتشو، لتغطي ما يقرب من 300 مدينة صينية ضمن يومين، علاوة على 9 خطوط جوية مباشرة دولية، لترتبط مع بعض الدول في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

وأظهرت نتائج بيانات صادرة عن اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، أنه وحتى عام 2020، كان لدى الصين 10 شركات طيران محدودة للشحن الجوي، مع إجمالي 173 طائرة شحن فقط، بما فيها شركة طيران بريد الصين المحدودة، وشركة طيران “إس إف” المحدودة، وهو عدد أقل بكثير مقارنة بالرقم المسجل عند أكثر من 550 طائرة شحن في الولايات المتحدة في نفس الفترة.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الهيئة الوطنية الصينية للطيران المدني، إلى أن الشحن الجوي في الصين لا يزال في المرحلة الأولى من التطور، حيث تواجهه العديد من المشاكل مثل التطور غير المتوازن لنقل البضائع والركاب، وعدم وجود مطار محوري خاص للشحن من بين 248 مطار نقل معتمد، إلى جانب نقص المواهب المهنية في مجال لوجستيات الطيران، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على خدمة الشحن الجوي وكفاءته التشغيلية، ويُعيق سرعة تطوره.

وفي السياق ذاته؛ وتأثراً برقمنة الاقتصاد العالمي وتكامله، وأوضاع تفشي وباء كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، يتزايد الطلب على كفاءة الخدمات اللوجستية محلياً ودولياً في الوقت الراهن، ولا سيما في مجال الشحن الجوي.

وأكملت مطارات النقل المدني في الصين نقل 17.828 مليون طن من البضائع والبريد خلال العام الماضي 2021، بزيادة نسبتها 10.9 بالمائة عن العام الأسبق، وعادت إلى نسبة 104.3 بالمائة مقارنة بالعام 2019، من بينها 9.794 مليون طن على الخطوط المحلية، و8.034 مليون طن على الخطوط الدولية، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن الهيئة الوطنية الصينية للطيران المدني.

وأضافت الهيئة الوطنية الصينية للبريد نقلاً عن نتائج بيانات أصدرتها المنظمة الدولية للنقل الجوي، أن الطلب على الشحن الجوي خلال العام الماضي 2021، ازداد بنسبة 6.9 بالمائة و18.7 بالمائة مقارنة بعام 2019 وعام 2020، على الترتيب، بينما انخفضت سعة النقل للشحن الجوي في عام 2021 بمقدار 10.9 بالمائة عن عام 2019.

وفي ظل هذا الوضع، أولت الصين أهمية كبيرة لتطوير مرافق الشحن الجوي بالبلاد، منذ فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة (2016-2020)، حيث أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، والهيئة الوطنية للطيران المدني، سياسات داعمة ذات صلة عدة مرات، بما فيها خطة خاصة لتطوير لوجستيات الطيران خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، وهي أول خطة من نوعها في الصين.

وأشارت الخطة الخاصة بتطوير لوجستيات الطيران، التي صدرت في شهر فبراير من العام الجاري، أشارت إلى أن الصين تخطط لبناء نظام لوجستي جوي “آمن وذكي وفعال وأخضر” على نحو أولي بحلول عام 2025.

وأوضحت الخطة أنه وبحلول ذلك الوقت، سيتم تخفيض تكاليف اللوجستيات الجوية بشكل ملحوظ، وتحسين الخدمات اللوجستية الجوية للتصنيع الراقي، وتوصيل البريد السريع، والتجارة الإلكترونية عبر الحدود بشكل متواصل، مؤكدة على الاهتمام المتساوي لنقل البضائع والركاب.

وحققت الصين تقدماً مطرداً في مجال تطوير اللوجستيات الجوية خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت خدمات النقل الجوي في البلاد متاحة في 237 مدينة محلية، و62 دولة ومنطقة حتى نهاية عام 2020.

ووفقاً للخطة المذكورة، سيكون لدى الصين أكثر من 270 مطاراً للنقل المدني، قادرة على التعامل مع 9.5 مليون طن من البضائع والطرود سنوياً بحلول عام 2025، فيما سيتجاوز عدد الدول والمناطق المرتبطة بالصين عبر مسارات الطيران 70 دولة ومنطقة، منها أكثر من 50 دولة ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

شينخوا

Exit mobile version