تتعدد السلوكيات الخاطئة والسلبية التي تشهدها طرقات البلاد من أبرزها تجاوز السرعة المحددة واستخدام الهاتف أثناء القيادة في معاناة يومية للكثيرين ومن شأنها دق ناقوس الخطر والحذر مما لا يحمد عقباه وتوجب ضرورة معالجتها بتعزيز الثقافة المرورية والالتزام بالقوانين واللوائح ذات الصلة تحقيقاً للسلامة العامة.
وبشكل شبه يومي نرى الكثير من الحوادث التي تقع بسبب أخطاء بعض قائدي المركبات ومفاجآت غير محسوبة العواقب مما يسفر عن مخالفات وحوادث أليمة بكل ما تؤدي إليه من ضحايا ومصابين وأضرار مادية وآثار سلبية فادحة على الأفراد والأسر والمجتمع جراء تهور أو مخالفة أو عبث.
في المقابل لا تألو الدولة لاسيما وزارة الداخلية جهداً بل تسعى بكل السبل وتعمل على مواجهة هذه المشكلة من خلال سن قانون مرور صارم وإيجاد تقنيات متطورة هدفها ترسيخ النظام المروري السليم والحد من نسبة الحوادث المرورية وأرقام ضحاياها ومصابيها وأضرارها.
في السياق، أظهرت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية بأن إجمالي عدد مخالفات السرعة فقط المسجلة في البلاد في الفترة بين الأول من يناير حتى نهاية يونيو الماضي في المحافظات الست تجاوز الـ 1.5 مليون مخالفة.
وذكرت الإحصائية الصادرة عن إدارة التخطيط وبحوث المرور بالوزارة وحصلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» على نسخة منها أن أكثر من 93 في المئة من إجمالي حوادث المرور بتلك الفترة سببها عدم الانتباه أثناء القيادة فيما تتوزع الـ7 في المئة المتبقية على أسباب أخرى، مبينة أن مجموع المخالفات خلال النصف الأول من عام 2024 بلغ أكثر من 3.1 مليون مخالفة.
وبهذا الشأن قال مدير إدارة التوعية المرورية في الوزارة العقيد فهد العيسى لـ«كونا» اليوم الخميس إن أحد أهم أسباب عدم الانتباه أثناء القيادة هو استخدام الهاتف النقال، مؤكداً أن أكثر من 30 ألف مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة تم رصدها خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأضاف العقيد العيسى أن السرعة تحتل المرتبة الأولى في عدد المخالفات في وقت تتولى الكاميرات الحديثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي رصد مخالفات ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة بهدف الحد من مخالفات المرور والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين في البلاد وعددها 252 كاميرا موزعة على المحافظات الست.
وشدد على ضرورة ربط حزام الأمان وعدم السرعة أو استخدام الهاتف أثناء القيادة مع وجوب الحرص أيضاً على جلوس الأطفال في المقاعد الخلفية حفاظا على سلامتهم، داعياً قائدي المركبات إلى ترك مسافة أمان لتجنب الاصطدام عند الوقوف المفاجئ.
من جانبه، قال مساعد مدير إدارة التوعية المرورية بالوزارة المقدم عبدالله بوحسن لـ«كونا» إن إدارة التوعية المرورية بقطاع شؤون المرور والعمليات تولت تفعيل دور التوعية المرورية في مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبرامج التواصل الاجتماعي بهذا الشأن.
وذكر المقدم بوحسن أن الكاميرات الحديثة تهدف إلى تعزيز سلامة مستخدمي الطرق من خلال رصد المخالفات بشكل فعال بغية ضمان الالتزام التام بقانون المرور.
وأكد أهمية تعزيز الثقافة المرورية لدى قائدي المركبات وضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور والتقيد باستخدام حزام الأمان وتجنب استخدام الهاتف أثناء القيادة حفاظا على سلامتهم وسلامة مرتادي الطريق.
بدوره قال مدير إدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي لـ«كونا» إن عدد حالات حوادث الطرق المنقولة بسيارات الإسعاف خلال الفترة من 1 يناير حتى 30 سبتمبر الماضي بلغ 7774 حالة.