Site icon Q8-Press

نسبة الشفاء من السرطان في الكويت تخطت 60%

مرت فترات عصيبة على مرضى السرطان، خلال العام الماضي، بسبب عدم توافر بعض الأدوية الخاصة بهم، قبل أن تتمكن وزارة الصحة من التغلّب على تحديات استيرادها من الخارج، لمواصلة تقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية للمرضى المترددين على المراكز التابعة لمركز الكويت لمكافحة السرطان.

خلال جولة لـ القبس على مركز حسين مكي الجمعة للجراحة التخصصية، لرصد أجواء العمل خلال الشهر الفضيل، أكد مراجعون أن مشكلة أزمة الدواء المذكورة «صارت من الماضي، وبات الدواء متوفراً، ولا معاناة بسبب نقصانه حالياً».

وقال استشاري علاج الأورام د. خالد الصالح، لـ القبس، إن نسبة الشفاء من إجمالي الأمراض السرطانية محلياً تصل إلى %60، لافتاً إلى أهمية زيادة غرف الاستشارات counselling، مؤكداً أن من شأن زيادتها التقليل من إرسال الحالات للعلاج بالخارج.

ورصدت القبس خلال جولة على مركز حسين مكي الجمعة للجراحة التخصصية، حرص الطواقم الطبية والتمريضية هناك على تخفيف أوجاع مرضى السرطان، والاهتمام بحالتهم النفسية قبل توفير خدمات الأشعة والبروتوكولات العلاجية المقررة لكل حالة على حدة، فيما لفت المراجعون الى اهمية تقليص المواعيد الزمنية المخصصة للمراجعات الطبية، لاسيما الأشعة، لضمان عدم تطور المرض بالجسم.

وأكدوا لـ القبس أن الادوية المقرر صرفها لهم متوافرة في الصيدليات من دون عوائق، قياساً بالعام الماضي الذي شهد قلة في توافر بعضها، ما ادى الى حدوث أكثر من شكوى ونشرها في الصحف ومواقع التواصل، قبل ان تتدارك الوزارة الموقف، وتعمل على تسريع وتيرة استيراد الادوية من الخارج، ذلك ان السرطان يختلف عن بقية الامراض، فالتهاون في علاجه عواقبه وخيمة على المريض.

ولفتوا الى مشاكل أخرى تتعلق بقلة المواقف المخصصة لركن المواقف خارج المراكز التخصصية لعلاج أمراض السرطان، حيث يضطر المراجع احياناً الى المكوث فترات طويلة جداً خارج المركز، لحين الحصول على موقف لمركبته، موضحين صعوبة الوقوف في مبنى المواقف المقابل لمستشفى ابن سينا، والسير على الأقدام، نظراً لأوضاعهم الصحية، وكبر سن بعض المرضى.

وشدد المراجعون على ضرورة توجه الوزارة نحو تدشين عيادات مخصصة لأمراض السرطان في المراكز الصحية بالمناطق السكنية، لضمان التخفيف من معاناة المريض، وتوفير الجهد والوقت عليه، خاصة اذا ما كانت الطواقم الطبية متوافرة وجاهزة لافتتاحها، لافتين الى ان حصر المراجعات ببعض المراكز في منطقة الصباح التخصصية، يساهم في حدوث زحام مروري ايضا بالمنطقة، وزيادة الضغط على العاملين في تلك المراكز، من أطباء وممرضين وإداريين وغيرهم.

2845 حالة

من جانبه، أشار استشاري علاج الاورام د. خالد الصالح الى ان الربع الاول من العام الجاري شهد انسيابية في توفير العلاجات المقررة لمرضى السرطان في المراكز التخصصية التابعة لمركز الكويت لمكافحة السرطان، قياساً بفترات سابقة شهدت مشاكل في التوريد لأسباب خارجة عن ارادة وزارة الصحة، كالتصنيع والشحن والتوريد الناجمة عن جائحة كورونا.

وبيّن الصالح ان الكويت من الدول ذات الخبرة الطويلة في علاج السرطان، وبشهادات صحية عالمية في المجال، مؤكدا أن التجهيزات والمستلزمات الطبية والمنظومة الصحية المحلية ساهمت في تخفيف حالات إرسال المرضى للعلاج بالخارج مؤخراً، ومن ثم توفير مبالغ كبيرة على الميزانية العامة، اضافة الى وصول نسب الشفاء في المراحل المبكرة الى %90 لدى بعض الحالات، وذلك في حال زيادة التوعية والكشف المبكر عن السرطان.

وعن معدلات الاصابة بأمراض السرطان سنوياً، ذكر الصالح ان الافضل هو اعتماد الارقام المتعلقة بالاصابات المرضية من الجهات الرسمية، فهناك سجل للسرطان بمركز الكويت لمكافحة السرطان، وهو محل ثقة والأقدم على مستوى المنطقة، حيث كشف أحدث اصدار رسمي للمركز عن اكتشاف 2845 حالة جديدة في عام 2018، بينها 1522 حالة للكويتيين، و1334 حالة لغير الكويتيين، ومن مجمل الحالات فإن سرطان الثدي هو الاعلى بـ648 حالة، يليه سرطان القولون والمستقيم بـ288 حالة، وسرطان الليمفوما بـ226، وسرطان الدم بـ199، وسرطان الغدة الدرقية 192، والرئة 129 حالة.

وتابع: ان مجموع تلك الامراض السرطانية الاكثر وقوعاً يشكل نحو %59 من جميع حالات الاصابة، مشدداً على ضرورة مواصلة جهود التوعية والكشف المبكر في هذه الأنواع بالذات.

وكشف الصالح ان هذه الارقام تشير الى ان الكويت ليست من الدول العالية الوقوع بمرض السرطان، فالنسبة العمرية المعدلة للوقوع في الكويت هي 121 حالة لكل مئة الف نسمة، بينما تبلغ على سبيل المثال في الدنمارك 330، وفي ايرلندا 323، والولايات المتحدة 300 لكل مئة ألف نسمة.

الرعاية النفسية

وذكر الصالح أنه تم تشخيص 112 حالة إصابة بمرض سرطان الأطفال عام 2018، لافتاً إلى أن الإستراتيجية الأكثر فعالية لتقليل عبء سرطان الأطفال وتحسين النتائج الصحية لهم هي التركيز على تشخيصه فوراً وبدقة، مع الاهتمام بتوعية مقدمي الرعاية للأطفال، خصوصاً الأمهات، للانتباه للاعراض المبكرة للامراض السرطانية لدى الطفل، ومن ثم إتاحة علاج ناجح وتقديم رعاية داعمة مصمّمة خصيصاً لهذا الغرض، مضيفا ان تلك الاعداد تكون من اجمالي نحو 2845 حالة سجلت في البلاد خلال 2018، بحسب إحصاءات سجل مركز الكويت لمكافحة السرطان، وهو السجل المعتمد رسمياً.

وبخصوص الوفيات من السرطان، لفت الصالح الى ان السرطان يعتبر ثاني سبب للوفيات في الكويت بعد أمراض القلب والشرايين.

وقال إن نسبة الشفاء من إجمالي الأمراض السرطانية في الكويت تصل الى %60، في حين تأمل دول العالم في زيادة الشفاء من هذه الأمراض بنسبة %70 في عام 2025، مبيّناً ان هناك حالات تستدعي تلقي العلاج في المراكز التخصصية العالمية خارج البلاد، نظرا لصعوبة جلب اجهزة باهظة الثمن تستخدم مع حالات محددة تتراوح بين 5 و10 في العام الواحد، حيث يكون تلقيها العلاج بالخارج أوفر بكثير من توفير استيراد اجهزة تستخدم لفترات قليلة بالسنة، ويتم ركنها طوال العام.

تقليل «العلاج بالخارج»

وعن الاجراءات المطلوب توافرها لتطوير مستوى الرعاية في مراكز السرطان، قال الصالح انه عمل لفترة تصل إلى 40 عاماً داخل اروقة مركز الكويت لمكافحة السرطان، ومن واقع خبرته في التعامل مع المرضى وحتى ذويهم، يؤكد اهمية زيادة عدد غرف الاستشارات «counselling»، حيث لا توجد حاليا سوى غرفتين، كما ان المريض بحاجة الى الرعاية النفسية الداعمة قبيل التعامل مع المرض، ومن خلال شرح تفاصيل دقيقة عن مرضه ومراحل علاجه وطرقه، والإجابة على تساؤلاته، عن طريق جلسة او حتى جلستين استشاريتين في بداية تشخيصه.

وزاد ان هذه الغرف تسهم حتى في تقليل ارسال الحالات للعلاج بالخارج، حيث تكون الصدمة النفسية للمصاب بمرض السرطان في بدايته قوية، ومن ثم يقرر من تلقاء نفسه بحث طرق تلقيه العلاج فورا خارج البلاد، لافتا الى انها تقلل نسباً كبيرة من الحالات التي كانت ترغب في استكمال علاجها بالخارج، وعن طريق شرح الاطباء لآلية العلاج وظروف الغربة، ودور افراد الاسرة القريب من المريض، والرد على كل استفساراته بأريحية تامة، فضلا عن تقليل التكاليف المادية والمعيشية عليه.

وأكد الصالح ان قانون ممارسة المهن الطبية الجديد استخدم مصطلح «الموافقة المستنيرة» للمريض قبل بدء العلاج كشرط، وهذه الموافقة لا تتم الا عبر الجلوس مع المريض في غرفة ذات مواصفات خاصة وهادئة، للاستماع له والاجابة على تساؤلاته ورفع القلق عنه.

مبادرات إنسانية

أشاد المراجعون ببعض المبادرات الإنسانية التي تترك أثرا ايجابيا في نفوسهم خلال تواجدهم في اجنحة مراكز السرطان، من خلال قيام عدد من المتطوعين بزيارة المرضى وتقديم التهنئة لهم قبل أي مناسبة اجتماعية، كقدوم شهر رمضان أو عيد الفطر، وتبادل الحديث معهم، وتقديم مجموعة من الهدايا التي تشمل كتباً تساعد على الدعم النفسي لرفع الروح المعنوية للمرضى، ومشاركتهم هذه الأوقات.

فعاليات وورش في رمضان

لفت المراجعون الى ضرورة أن تعمل وزارة الصحة على تكثيف التوعية الصحية اللازمة عن ضرورة الكشف المبكر عن السرطان، وتسليط الضوء على أهمية اجراء الفحوصات الدورية لمختلف الشرائح العمرية، فضلاً عن اقامة فعاليات متنوعة تشمل تناول مواضيع علمية واجتماعية ورياضية وفنية وترفيهية، وورش عمل متنوعة لفئات المجتمع كافة، لا سيما خلال شهر رمضان.

مشاكل تحيط بمرضى السرطان

• ندرة مواقف السيارات واضطرار المراجع إلى المكوث فترات طويلة لحين الحصول على موقف أو الركن بعيداً، والسير مسافات طويلة على الاقدام.

• الحاجة إلى افتتاح عيادات للمراجعة في المراكز الصحية بالمناطق السكنية للتخفيف من معاناة المرضى وتوفير الجهد والوقت عليهم.

• حصر المراجعات في مراكز بعينها بمنطقة الصباح التخصصية يسهم في زيادة الزحام المروري، والضغط على الأطباء والممرضين والإداريين.

• الحرص على توافر أدوية السرطان وتسريع استيرادها باعتباره مرضاً يختلف عن بقية الأمراض، والتهاون في علاجه يؤذي المريض.

ترتيب الإصابات بالسرطان

• الثدي 648

• القولون 288

• الليمفوما 226

• الدم 199

• الغدة الدرقية 192

• الرئة 129

عدد الإصابات وترتيبها خلال 2018

إجمالي الإصابات 2845

الكويتيون 1522

غير الكويتيين 1334

 

Exit mobile version