Site icon Q8-Press

مستجدات الأحداث الأخيرة على حدود جمهورية طاجيكستان مع جمهورية قرغيزستان

(18 سبتمبر 2022)

ذكرت مصادر مطلعة، إن جمهورية قرغيزستان بدأت في ممارسة أعمالها العدوانية على وحدة أراضي طاجيكستان وسيادة حدود دولتها منذ فجر 14 سبتمبر 2022م، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الفتاكة الثقيلة.

في تمام الساعة 4:50 صباح يوم 16 سبتمبر 2022م، شرعت قوات حرس الحدود في مخفر “كوكتوش” الحدودي في ولاية “باتكين” في جمهورية قرغيزستان في إطلاق صواريخ هاون وغيرها من الأسلحة الثقيلة على مخفر “دوشنبيه” الحدودي الواقع في مدينة “إسفرة” بجمهورية طاجيكستان، منتهكةً جميع الاتفاقيات المبرمة السابقة بين الدولتين في شأن المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين، وواصل أفراد جيش قرغيزستان هجومهم على منطقة “خوجه أعلى”، و”قمه زور”، و”سورخ سومونيون”، و”كولكند” بمدينة “إسفرة” وقرية “خيستيورز” و”أوتشي قلعة” بمدينة “باباجان غفوروف” الطاجيكية والمتاخمة مع ولاية “باتكين” القرغيزية باستخدام أسلحة ثقيلة، مستهدفين سكان هذه المناطق العزل.

ورغم توصل الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الساعة 6:30 من صباح أمس، إلا أن القوات القرغيزية انتهكت هذا الاتفاق مرة أخرى، وعادت إلى طبيعتها العدوانية واستمرت في قصف واستهداف أراضي طاجيكستان. بناءً على الاستعدادات العسكرية السابقة، بدأ جيش قرغيزستان هجومه المسلح على جميع مخافر جمهورية طاجيكستان الحدودية، واستهدف المنشآت والمرافق العامة والخاصة وحتى بيوت المدنيين العزل في طاجيكستان، مستخدماً جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والأسلحة النارية المتاحة لديه.

ولتفادي المزيد من الخسائر المادية وحفظا على الأرواح من كلا الجانبين، بادر الجانب الطاجيكي بإعلان وقف إطلاق النار من جانبه مرتين، وذلك في الساعة 6:30 و7:30 من يوم 16 سبتمبر وبدء عملية المفاوضات، بيد أن جيش قرغيزستان تجاهل هذه المبادرات الطاجيكية، واستمر في إطلاق نار كثيف نحو المناطق الحدودية وقصفها بصواريخ هاون، ودمر بيوت المدنيين والمنشآت العامة في منطقتي “باغستان” و”لاكون” التابعتين لمدينة “إسفرة” الطاجيكية.

وبالإضافة إلى ذلك، يعمل الجانب القرغيزي بكل ما أتي من وسائل، على تحميل جمهورية طاجيكستان مسؤولية استمرار الصراع عبر شبكات الوسائل الاجتماعية والمواقع الالكترونية الدولية، لتضليل الرأي العام في العالم، رغم أدلة دامغة مصورة ومسجلة تكشف بوضوح الأعمال العدوانية البشعة التي ارتكبتها الوحدات العسكرية الخاصة القرغيزية.

ومن أجل استقرار الوضع في المناطق الحدودية بين جمهورية طاجيكستان وقرغيزستان، عقد اجتماع لوفد طاجيكستان برئاسة الفريق أول يتيموف سيمؤمن ستاروفيتش، رئيس لجنة الدولة للأمن القومي في جمهورية طاجيكستان والفريق تاشييف كامشيبيك كديرشايفيتش، رئيس لجنة الدولة للأمن القومي في جمهورية قرغيزستان في الساعة 14:00 يوم الجمعة الموافق 16 سبتمبر 2022م عند معبر “رافات” الحدودي في مدينة “كانيبادام” الطاجيكية، واتفق الطرفان خلاله على إعلان وقف إطلاق النار الفوري ابتداء من الساعة 14:30 من نفس اليوم، وتأسيس لجنة حكومية مشتركة لكشف أسباب وملابسات اندلاع النزاعات المسلحة على الحدود.

ورغم عقد اجتماعات قيادات سلطات إنفاذ القانون وإعلان وقف إطلاق النار، عاد الجانب القرغيزي بعد ساعة ونصف من إعلان وقف إطلاق النار في عملية إطلاق النار مرة أخرى من أسلحة ومعدات عسكرية متطورة في اتجاه منطقة “أوتشي -قلعة” بمدينة “باباجان غفروروف” ومنطقة “واروخ” وتشوركوه” بمدينة “اسفرة” الطاجيكية.

ولم يكتف الجانب القرغيزي بذلك، بل قام بنقل قوات ومعدات عسكرية إضافية من وسط ولاية “باتكين” القرغيزية إلى المناطق الحدودية، كما أن من المحزن والمقلق أن الجيش القرغيزي استخدم مروحيات عسكرية وطائرات بدون طيار للهجوم على بيوت المواطنين والمنشآت المدنية في طاجيكستان.

وكانت الأوضاع مستقرة نسبياً يوم 17 سبتمبر 2022م في المناطق الحدودية بين جمهورية طاجيكستان مع جمهورية قرغيزستان، ومع ذلك، تم تسجيل حالات انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل الجيش القرغيزي، الذي لطالما واصل عملية إطلاق نار على منطقة “سمرقندك” و”كوكتوشي” الطاجيكية والمتاخمتين لمنطقة “باتكين” القرغيزية، كما يقوم بنشر القوات والمعدات العسكرية الإضافية على طول خط الحدود مع طاجيكستان وتعزيز مواقعه القتالية، مما يشير إلى تأهبه للقتال وزعزعة الأمن الاستقرار.

وخلافاً لاتفاق المبرم بين البلدين في الساعة 11:10 من صباح 18 سبتمبر 2022م، فإن قائد الوحدة العسكرية 707 التابعة لوزارة داخلية جمهورية قرغيزستان المتمركزة في مبنى المدرسة السابقة في قرية “كوكتوش” بولاية “باتكين” القرغيزية، أمر بإطلاق النار على مخفر “دوشنبيه” و”إسفرة” الحدوديين الطاجيكيين من مختلف الأسلحة الثقيلة منتهكا اتفاق وقف إطلاق النار، كما قامت القوات المسلحة القرغيزية في الساعة 11:50 من صباح اليوم، باستهداف مخفر “سرحد تشي” و”لخش” الحدوديين في شرق طاجيكستان بأسلحة نارية ثقيلة.

إن جمهورية طاجيكستان تؤكد من جديد حرصها على إعادة الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية بين البلدين الجارين، وتبذل كل جهودها لإجراء مفاوضات وحل النزاع بالطرق السياسية والدبلوماسية.

Exit mobile version