يُعد متحف منغوليا للتاريخ الطبيعي أحد أبرز المعالم الثقافية والعلمية في البلاد، إذ يعود تأسيسه إلى عام 1924، وكان يُعرف حينها باسم “المتحف الوطني”. نُقل إلى موقعه الحالي عام 1930، وتغيّر اسمه لاحقًا إلى “المتحف المركزي للدولة” بين عامي 1956 و1991، قبل أن يعتمد اسمه الحالي منذ عام 1992.
يضم المتحف مجموعة غنية من المعروضات التي توثق تاريخ منغوليا الطبيعي والإنساني، وتشمل مجالات الآثار، والأنثروبولوجيا، والجيولوجيا، وعلم الأحياء، مما يجعله وجهة لا غنى عنها لعشاق التاريخ والعلوم.
عند مدخل المتحف، يستقبل الزائر أسدان حجريان كانا يزينان في السابق فناء قصر بوغد خان الأصفر، وقد نُقلا إلى المتحف عام 1954 بمبادرة من العالم أ. نامناندورجي. وفي عام 2014، قررت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة هدم المبنى القديم لبناء مقر حديث، ما أدى إلى تعليق أنشطة المتحف مؤقتًا.
أبرز القاعات والمعروضات
قاعة الجغرافيا:
تُبرز جغرافية منغوليا عبر خريطة “بطاقة سيموكوف الخضراء”، التي توضح مسارات العلماء الأجانب قبل الثورة. كما تضم القاعة صورًا لتوزيع الثدييات والأسماك، إضافة إلى نيزكي “آج بوغد” و”مانلاي” الحديديين.
قاعة أصل الحياة:
تعرض تسلسل تطور الحياة على الأرض منذ أربعة مليارات عام، مع عينات من الصخور والتربة التي تعود إلى تلك العصور السحيقة.
قاعة علم الفلك:
تُخلّد إنجازات منغوليا في مجال الفضاء والبحوث العلمية، وتضم أدوات استخدمها أول رائد فضاء منغولي ج. غوراغشا، إلى جانب مقتنيات تخص الباحثين ج. تسيرينديليج وج. أوسيبايار، اللذين شاركا في بعثات علمية إلى القطب الجنوبي وتسلق جبل إيفرست عام 2005.
قاعة الجيولوجيا والمعادن:
تعرض ثروة منغوليا المعدنية، من الفلورسبار والجرافيت إلى الأحجار الكريمة مثل العقيق والفيروز واليشم، في مشهد يبرز تنوع الموارد الطبيعية في البلاد.
غرفة الطيور:
تضم أكثر من 469 نوعًا من الطيور، من النسور والصقور إلى الطيور المائية وطيور الغابات، إلى جانب قرون حيوانات مدرجة في الكتاب الأحمر المنغولي مثل غنم الأرغال والوعول.
قاعة الآثار القديمة:
تأخذ الزائر في رحلة إلى عصور الديناصورات، حيث تُعرض هياكل متحجرة وسحالي طائرة وديناصورات لاحمة مثل التاربوصور، إلى جانب عينات نادرة من الأحافير والعظام.
القاعة النباتية:
تقدم لمحة عن النباتات المنغولية الأصيلة، مصنفة وفق المناطق البيئية المختلفة، وتضم عينات من النباتات الطبية والعطرية والصبغية.
غرفة الحشرات:
من أغنى الأقسام، إذ تحتوي على أكثر من 13 ألف نوع من الحشرات المنغولية، من الفراشات والخنافس إلى العناكب والجنادب.
قاعة الأسماك والبرمائيات والزواحف:
تعرض نحو 76 نوعًا من الأسماك وأكثر من 20 نوعًا من الزواحف والبرمائيات، منها سمكة “خوفسغول أومول” وسمك الحفش السيبيري.
معرض الجمال:
يُبرز العلاقة العريقة بين الإنسان المنغولي والإبل، من خلال عروض فنية ومشغولات يدوية وهياكل عظمية، مع إشارة إلى تاريخ تدجين الإبل قبل 5000 عام.
قاعة الحصان البري:تُكرّس لتاريخ الحصان المنغولي ومشروع إعادة توطينه بالتعاون مع هولندا منذ عام 1992، بعد انقراضه في ستينيات القرن الماضي.
غرفة النظرية للطيور والثدييات:توفر بيئة تعليمية للطلاب لدراسة علم الأجنة وتطور الثدييات من خلال نماذج عملية.
قاعة حيوانات غابة التايغا:
تضم مجموعة من الحيوانات المحنطة مثل الدب البني، والموظ، والقندس، والسمور، مما يعكس التنوع البيئي في شمال منغوليا.
غرفة حيوانات منطقة جوبي:
تعرض حيوانات الصحراء المنغولية، من الفهود والوعول إلى القنافذ، إضافة إلى أدوات وهياكل بشرية قديمة.
تحفة المتحف
من أبرز معروضات المتحف التحفة الجلدية “تاربوصور”، المثبتة على الجدار العلوي للدرج الرئيسي. صُنعت عام 2006 من أكثر من 20 جلدة أغنام وماعز وتسع جلود خيول، وتُعد من أضخم الحرف الجلدية في آسيا. يُمثل التاربوصور أحد أكبر الديناصورات البرية، وتُعرض هياكله في متاحف أولان باتور وموسكو ونيويورك.
بهذا التنوع الغني، يُجسد متحف منغوليا للتاريخ الطبيعي موسوعة حيّة تجمع بين العلم والجمال، وتُبرز التراث الطبيعي والبيئي الفريد لهذه البلاد الواسعة.
