أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 182 شخص على الأقل والمصابين إلى أكثر من 727 في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان اليوم الإثنين، في حصيلة غير مسبوقة في يوم واحد منذ بدء التصعيد بين حزب الله والعدو الإسرائيلي قبل نحو عام.
وكانت الوزارة قالت في بيان، إن “غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 100 شخص وإصابة أكثر من 400 جريح، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون”، وذلك في يوم كثّفت فيه قوات الاحتلال ضرباتها ودعت السكان للابتعاد عن مواقع الحزب.
وكانت ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية، في وقت سابق من اليوم، ان طيران الاحتلال شن غارات على سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية بدءا من أعالي جرود الهرمل وجنوبا في اتجاه جرود وادي فعرة وبنيت وحربتا وحلبتا وبوداي وشمسطار ووادي ام علي.
واشارت الى ان أكثر من 80 غارة استهدفت بلدات وقرى في منطقة النبطية جنوبا اضافة الى غارات شنت على مجرى نهر الزهراني وغارات على قرى منطقة صور ومجرى نهر الليطاني.
كما شهدت بلدات في منطقة مرجعيون سلسلة غارات شملت “الطيبة وحولا وطلوسة وكفركلا وميس الجبل والخيام وبني حيان
وشملت الغارات بركة الجبور ومحيط الصريرة وجبل الريحان وجبل صافي” في منطقة جزين في عمق الجنوب.
وشن الطيران الحربي للاحتلال غارات في منطقة البقاع الغربي شرق لبنان طاولت “الجبور وتلال ميدون والقطراني”.
وفي منطقة البقاع الشمالي شملت منطقة زبود وجرود الهرمل اضافة الى بلدات شمسطار وبوداي والنبي شيت ومحيط بعلبك.
واشارت الوكالة الى ان اضرارا جسيمة خلفتها هذه الغارات في المنازل والمحال والسيارات والممتلكات في مختلف المناطق المستهدفة.
من جهته، هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن المزيد من الضربات «واسعة النطاق» على سهل البقاع جنوبي لبنان، وطالب سكان منازل في المنطقة «بالإخلاء خلال ساعتين».
وقال ما يسمى “المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي” في بيان إن “رئيس الأركان صادق على مهاجمة أهداف لحزب الله في لبنان”، وأضاف أنه «حتى الآن تم استهداف أكثر من 300 هدف».
وأعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي فتح مدارس ومعاهد كمراكز إيواء لعملية النزوح الكثيفة من الجنوب على خلفية الغارات الإسرائيلية غير المسبوقة على عدة مناطق لبنانية.
كما أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي، عن وقف التدريس غدا بالمدارس والجامعات في جميع أنحاء لبنان.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الإثنين عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي «المتمادي» على لبنان «حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى».
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن ميقاتي القول في كلمة خلال جلسة لمجلس الوزراء اللبناني إن ما يتعرض له لبنان في هذه الأيام هو «حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء».
ودعا ميقاتي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة إلى «الوقوف مع الحق وردع العدوان»، مجددا التزام لبنان بقرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل.
وأكد عمل الحكومة اللبنانية على إيقاف حرب الاحتلال الإسرائيلي «المستجدة» وتجنب «قدر المستطاع الوقوع في المجهول».
ودعا ميقاتي إلى أن يكون موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «حافزا للجميع» عندما أعرب عن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى «غزة ثانية»، وأكد ضرورة أن تنتهي هذه الحرب.
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية في الوقت نفسه على ضرورة ضغط «دول القرار» على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف اعتداءاته المستمرة وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2735 الخاص بإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد أن لبنان يدعم حل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد «حل الدولتين» والسلام «العادل والشامل».