Site icon Q8-Press

لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟.. باحثون يحاولون الإجابة

ينهمك العلماء في البحث عن إجابات لسؤال لطالما كان محيراً لهم، ويتعلق بالسر الذي يجعل النساء يعشن أطول من الرجال، ويجعل الرجال يغادرون الحياة مبكراً قبل نسائهم. وقد حاولت دراسة جديدة الوقوف على أسباب هذه الظاهرة والوصول إلى إجابة عن هذا السؤال.

ويقول التقرير الذي استعرض الدراسة ونتائجها في موقع “بي سايكولوجي توداي” الأميركي، إنه في المتوسط وعلى المستوى العالمي يموت الرجال قبل النساء بـ5.4 سنة، ورغم اختلاف عدد السنوات الدقيق بين بلد وآخر، فإن هذه الظاهرة موجودة في جميع أنحاء العالم وفي مختلف الثقافات.

وبحسب التقرير، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تبلغ فجوة الوفيات 5.8 سنة لصالح النساء، وتقول السلطات إن الإصابات غير المتعمدة، وداء السكري، والانتحار، وجرائم القتل، وأمراض القلب من العوامل الرئيسية التي تُسهم في وفاة الرجال في سن مبكرة مقارنة بالنساء.

لكن الدراسة الجديدة حاولت أن تجد منظوراً مختلفاً لفهم سبب وفاة الرجال في سن مبكرة عن النساء.

واستخدمت الدراسة الجديدة التي نُشرت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2025، منظوراً تطورياً لفهم سبب وجود فجوة كبيرة في الوفيات بين الرجال والنساء، حيث ركزت على مسألة ما إذا كان من الممكن أيضاً ملاحظة فجوة عمرية بين الذكور والإناث في الحيوانات. ولهذا الغرض، حلل العلماء بيانات حول متوسط العمر المتوقع للبالغين من 528 نوعاً من الثدييات و648 نوعاً من الطيور التي كانت تُربى في حدائق الحيوان أو تعيش في البرية.

ومثل الذكور من البشر، غالباً ما تموت الثدييات الذكور الأخرى في سن أصغر من إناث الثدييات الأخرى.

وكانت النتائج الخاصة بـ528 نوعاً من الثدييات مماثلة لما لوحظ لدى البشر، ففي 381 نوعاً من أصل 528 نوعاً من الثدييات (72 بالمئة)، ماتت الحيوانات الذكور في سن أصغر من إناث الحيوانات.

وكان لدى 5 بالمئة فقط فجوة في العمر لصالح الذكور، بينما لم تُظهر الأنواع المتبقية اختلافات واضحة بين ذكور وإناث الحيوانات فيما يتعلق بمتوسط العمر المتوقع. وكان لدى ما يقرب من 40 بالمئة من أنواع الثدييات فجوة عمرية كبيرة جداً لصالح الإناث. وبلغت الفجوة العمرية بين ذكور وإناث الثدييات 12 بالمئة من العمر.

وأظهرت الشمبانزي والغوريلا، فجوات مماثلة في أعمار الوفيات لصالح الإناث، تماماً مثل البشر. وبحسب الباحثين فإن هذا يؤكد أن موت الذكور في سن أصغر من الإناث هو القاعدة، وليس الاستثناء. كما يُظهر أن فجوة الوفيات ليست حكراً على البشر.

وكان أحد العوامل التي فسرت بعض النتائج في هذه الدراسة هو اختلافات الحجم بين ذكور وإناث الحيوانات، ففي الأنواع التي كانت فيها ذكور الحيوانات أكبر بكثير من إناثها، كانت فجوة العمر أكبر.

علاوة على ذلك، كانت رعاية الإناث لأطفالها عاملاً مُساهماً في تفاقم الفجوة العمرية، حيث تميل الأمهات عموماً إلى خوض مخاطر أقل، نظراً لمسؤوليتهن عن أطفالهن، مما قد يُفسر سبب زيادة متوسط العمر المتوقع لكونهن أمهات.

 

Exit mobile version