Site icon Q8-Press

فريق كويتي يقدم مثالاً ناجحاً في علاج أورام الأطفال

يجري إحدى العمليات الدقيقة رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا د. إسماعيل تقي أعطى فريق طبي جراحي كويتي مثالاً حياً في التميّز والعمل على مدار الساعة لعلاج أمراض أورام الأطفال، ومنها حالات معقدة ودقيقة جداً، أبرزها لطفل بعمر الـ 7 أيام بأداء يضاهي المراكز العالمية في نتائجه، مما شكل عاملاً مهماً في تقليل حالات الابتعاث للعلاج في الخارج.

وانسجاماً مع رؤية «الكويت 2035» بتعزيز القدرات الوطنية الطبية يقدم هذا الفريق نموذجاً متفانياً فريداً لقدرة الكوادر الوطنية الكويتية على إجراء العمليات الجراحية، على الرغم من دقتها وتعقيدها، ومساهمته الكبيرة في إنقاذ الأرواح وعلاج أمراض أورام الأطفال وتعزيز سجل إنجازات وزارة الصحة، إذ أجرى قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا خلال الربع الأول من العام الحالي 15 عملية كبرى لعلاج واستئصال اورام لأطفال كللت جميعها بفضل الله تعالى بالنجاح.

ومن أبرز هذه العمليات، التي أجريت بالتعاون مع الأقسام التخصصية المعنية بتشخيص وعلاج الأورام التابعة لوزارة الصحة، عملية استئصال ورم كبير في الكلية لمريض كويتي يبلغ من العمر أسبوعاً واحداً، إضافة إلى عملية أخرى لاستئصعمرها سنة و8 أشهر تعاني أوراماً في الكبد، وأجريت هذه العملية بالتعاون مع جرّاحي وحدة جراحة الكبد في مستشفى الأميري.

عمليات معقدة

وقال رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا د. إسماعيل تقي : «إن العمليات المعقدة والكبرى التي أجراها فريقنا الطبي تضاهي في نتائجها أفضل المراكز على المستوى العالمي، ويتم التعامل معها وفقاً للبروتوكولات المعمول بها دولياً»، مضيفاً «أننا بكل فخر وبفضل جهود أعضاء الفريق قمنا بتقليل عدد الحالات المرضية التي احتاجت مثيلاتها سابقاً إلى العلاج في الخارج وبشكل ملحوظ، بدلالة نجاح هذه العمليات الدقيقة وتماثل المرضى للشفاء التام».

وأوضح تقي أنه عند تشخيص المرض والتعامل مع أورام الأطفال يتم الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، منها عمر المريض واحتمالية وجود متلازمة جينية، علاوة على تحديد مكان الورم وسرعة نموه وعوامل أخرى من أهمها سرعة التشخيص والعلاج حسب البروتوكولات المتّبعة عالمياً.

نسبة الشفاء

ولفت إلى أن أورام الأطفال تختلف جذرياً عن أورام البالغين من ناحية طبيعة المرض وطريقة التشخيص والعلاج، بالتالي فإن نسبة الشفاء لبعض الأورام بشكل عام تعتبر أفضل مقارنة بأورام البالغين، مبيناً أنه بمجرد الاشتباه بوجود ورم من قبل أطباء الأطفال يتم التواصل مع فريق العمل المتخصص، الذي يشمل أطباء الأورام في مستشفى بنك الكويت الوطني، وأطباء مختبر الأنسجة بمستشفى الصباح، إضافة الى جراحة الأطفال ووحدة أشعة الأطفال في مستشفى ابن سينا، من أجل وضع خطة لتشخيص الحالة وتقييمها.

وتابع أنه بعد ذلك يعقد اجتماع من الأقسام المعنية لتفعيل برتوكولات العلاج حسب ما توصلت إليه الدراسات الطبية المتقدمة عالمياً، وتقديم كل أنواع الدعم لذوي المريض، خصوصاً فيما يتعلق بشرح تفاصيل خطة العلاج، وكل ما هو متوقع خلال رحلة شفاء المريض.

نتائج متميزة

وقال د. تقي: «إننا خلال السنوات الماضية أثبتنا وحققنا نتائج متميزة مقارنة بالأرقام العالمية لمرضى الأورام، وذلك عائد إلى المستوى الفائق للخدمات التي تقدمها جميع الأقسام التخصصية والمساندة لها في تشخيص وعلاج الأورام، مما انعكس إيجاباً على تقليل الاعتماد على العلاج في الخارج لكثير من الحالات».

وأعرب عن تطلّع قسم جراحة الأطفال في مستشفى ابن سينا قدماً إلى الخطط المعدة من قيادات وزارة الصحة، التي تولي اهتماماً بطب وجراحة الأطفال بشكل عام ومرضى الأورام بشكل خاص، وذلك بغية تعزيز المكتسبات الحالية لمواكبة كل جديد على الساحة الطبية العالمية.

حالة غير متوقعة

وأشار تقي إلى أن إحدى أدق العمليات التي تم اجراؤها خلال الفترة المذكورة تتعلق بمولود، وهي حالة غير متوقعة وشكلت صدمة لأسرته، حيث تم تشخيص وجود ورم سرطاني بالكلية في الأسبوع الأول من عمره، علماً بأنه بمراجعة الأشعة الصوتية التي تم إجراؤها بالأسابيع الأخيرة من الحمل بينت أن الكليتين سليمتان، وقد يرجع ذلك نتيجة للانقسام السريع للورم خلال فترة الأسابيع الأخيرة من الحمل.

وأوضح أنه بعد اكتشاف وجود الورم تم التواصل مع فريق العمل، وعليه تم تقييم الحالة العامة للمريض، والاطمئنان على وظائف الكلى، حيث إن التحاليل في الأيام الأولى بعد الولادة تمثّل على الأغلب وظيفة الكلى لدى الأم، ويجب متابعة المريض إكلينيكياً وإجراء فحوصات وظيفة الكلية بشكل دقيق قبل أي إجراء جراحي نقوم به.

وأردف: كما قام الفريق بدراسة فحوص الأشعة التصويرية المناسبة للوصول إلى التشخيص المبدئي، وتم عمل دراسة جينية للمريض للتأكد من عدم وجود أمراض جينية تؤدي إلى الإصابة بأمراض الأورام مستقبلاً.

ألم وأمل

وبيّن د. تقي أنه بتسليط الضوء على الجانب الإنساني لهذه الحالة، التي اختلطت فيها مشاعر الفرح لدى ذوي الطفل باستقبال المولود الجديد مع مشاعر الخوف والقلق على صحة الطفل، إلا أن التواصل المستمر والتعاون البنّاء بين أعضاء الفريق المعالج وذوي المريض زرع الأمل والثقة، حيث تم إجراء العملية الجراحية بنجاح تام وكتب للمريض الشفاء دون الحاجة إلى استخدام العلاج الكيماوي والاكتفاء بالمتابعة في وحدة أورام الأطفال في مستشفى البنك الوطني.

ولفت إلى أن الفريق الطبي المشرف على حالات الأورام يعمل على دراسة كل حالة باهتمام شديد، مستنداً إلى أحدث الطرق العلمية للتشخيص الكامل وإعداد كل ما يلزم لبدء مرحلة العلاج من خلال البروتوكولات العالمية برعاية أطباء أكفاء يحملون شهادات من أرقى الجامعات العالمية يولون المرضى كامل اهتمامهم، حيث يدرسون أدق التفاصيل لكل مريض ويقيّمون مراحل العلاج وتطور المرض مع وبعد كل مرحلة من مراحل التشخيص والعلاج.

أهل المريض جزء من فريق العمل

قال د. إسماعيل تقي إن إشراك ذوي المريض واعتبارهم جزءاً من فريق العمل يبني أواصر الثقة ويساهم في رفع مستوى الثقافة والوعي فيما يخص حالة المريض. وأضاف تقي أن ذلك من الأهمية بمكان، حيث إن الطفل في كثير من الأحيان غير قادر على التواصل مع المحيطين به، لذا فإن الأقدر على إدراك المتغيرات في حالته المرضية سلباً وإيجاباً هو من يلازم الطفل بشكل مستمر، أي الهيئة التمريضية أثناء وجود المريض بالمستشفى.

وتابع أن الهيئة التمريضية تقوم بعمل جبار ومتفانٍ بهذا الخصوص، ومن ثم يأتي ذوو المريض فهُم الأقدر على متابعته بعد الخروج من المستشفى.

الجريدة

Exit mobile version