بقلم: عبد الحميد حميد الكبي
تقع سورخانداريا في أقصى جنوب أوزبكستان، محاطة بجبال هيسار الشامخة ونهر آمو داريا، لتكون مهد الحضارات القديمة ووجهة سياحية تجمع بين الطبيعة الساحرة والتراث العريق.
وتتميز سورخانداريا بتضاريسها المذهلة، من كهوف عميقة مثل بوي بولوك، الأعمق في آسيا بـ1415 مترًا، إلى وادي كيزيل الأحمر الذي يتحول في الربيع إلى لوحة خضراء مزينة بالأعشاب الطبية النادرة. عشاق المغامرة سيجدون متعتهم في استكشاف متاهات الجبال والوديان، بينما يقدم شلال سنجارداك، المغذى بمياه الكارست، تجربة بصرية وعلاجية فريدة.
سورخانداريا تحتضن آثارًا تعود إلى العصر اليوناني البختري، مثل دالفرزينتيبي التي كشفت عن كنوز ذهبية وأقدم قطع الشطرنج في العالم. قلعة كيرك كيز، المرتبطة بأسطورة الأميرة جوليم، تضيف لمسة أسطورية، بينما تروي كامبيرتيبا، التي يُعتقد أنها إسكندرية أوكسيانا، قصص طريق الحرير.
كذلك تضم معالم دينية متنوع، كضريح الحاكم الترمذي، رمز الفكر الإسلامي، وستوبا زورمالا البوذية ومجمع كاراتيبا، تجمع المنطقة تراثًا دينيًا يمتد من الزرادشتية إلى البوذية والإسلام. مئذنة جاركورجان بزخارفها الطوبية الفريدة تضيف سحرًا معماريًا يعود للقرن الثاني عشر.
وتتألق سورخانداريا بتراثها الثقافي المدرج في قائمة اليونسكو، مثل موسيقى شاشمقام. مهرجان بويسون باهوري السنوي يعكس تقاليد المنطقة النابضة بالحياة، حيث يمكنك الانغماس في الرقصات والأزياء التقليدية.
نكهات المطبخ الأوزبكي الأصيل
مطبخ سورخانداريا فريد بتنوعه العرقي، حيث يبرز طبق تندور غوشت بلحم الضأن المشوي في التنور، وتشوبونتشا، وجبة الرعاة الشهية. كل قضمة تحكي قصة المنطقة وثقافتها.
إضافات تجذب الزائر
آثار الديناصورات في جوماتاك تأخذك إلى ملايين السنين مضت، مع آثار أقدام محفوظة في الحجر الجيري.
مضيق بانجوب يقدم مناظر خلابة مع شلالات وأقواس قزح تتشكل تحت أشعة الشمس.
محمية سورخان الطبيعية موطن لأكثر من 130 نوعًا من الطيور و27 زاحفًا، مثالية لعشاق الحياة البرية.
مصحة أومونخونا توفر علاجات بالمياه الحرارية للاسترخاء وتجديد النشاط.
سورخانداريا ليست مجرد وجهة، بل تجربة تجمع بين الماضي العريق والطبيعة الساحرة. سواء كنت تبحث عن مغامرة جبلية، غوص في التاريخ، أو تذوق نكهات فريدة، هذه المنطقة تنتظرك لتكتشف أسرارها بنفسك.