Site icon Q8-Press

خبراء سعوديون: التعاون السعودي-الصيني يخطو نحو مرحلة أكثر نضجا

أكد عدد من الخبراء السعوديين خلال ندوة أكاديمية أُقيمت مؤخرا في العاصمة السعودية الرياض، أن العلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية شهدت في السنوات الأخيرة تقدما مطردا في مجالات متعددة، منها الاقتصاد والطاقة والتعليم والثقافة، مشيرين إلى أن الشراكة بين البلدين دخلت مرحلة أكثر نضجا، وتضخ زخما جديدا باستمرار في طريق التحديث لدى البلدين.

ونُظمت فعالية “ندوة الحوار والتبادل حول التحديث بين السعودية والصين” يوم الأحد في الرياض، برعاية مشتركة من مركز البحوث والتواصل المعرفي في السعودية ودار إنتركونتننتال الصينية للنشر.

وجاءت الندوة تحت شعار “بناء طريق التحديث سويا: الاستكشاف والممارسات من السعودية والصين”، حيث ناقش المشاركون من البلدين موضوعات تشمل التبادل الثقافي والإنساني وتطوير الطاقة الخضراء.

وقال صالح الصقري، الملحق الثقافي السعودي السابق في الصين، إن العلاقات السعودية-الصينية، منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1990، شهدت تطورا كبيرا من حيث الكيف والكمـ، ومضت المملكة في علاقاتها مع الصين إلى أبعد مدى وبأسرع وتيرة في مجالات متعددة.

وأضاف أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين لا يسهم فقط في تحقيق التوازن الدبلوماسي للمملكة، بل يعكس أيضا رؤية مشتركة لنشر السلام وتعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب.

ويصادف عام 2025 “العام الثقافي الصيني-السعودي” والذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي هذا السياق، قال هيثم محمود السيد، مدير وحدة الدراسات الصينية بمركز البحوث والتواصل المعرفي، إن التبادل الثقافي والإنساني يمثل أحد الركائز الأساسية لتعميق أواصر الصداقة وتعزيز جسور التفاهم المتبادل بين البلدين.

وأضاف أنه “مع إعلان عام 2025 عاما ثقافيا سعوديا – صينيا، ندخل مرحلة جديدة تعكس نضج العلاقة الثنائية وتوجهها نحو شراكة حضارية مستدامة”.

وأكد هيثم السيد أن التعاون بين البلدين في مجالات مثل المعارض والفعاليات الثقافية المشتركة، وتبادل البعثات الطلابية والأكاديمية، ومشاريع الترجمة والنشر، حقق نتائج مثمرة، مشيرا إلى أن هذه المبادرات لم تقتصر على تعزيز المعرفة، وفتحت أيضا المجال لتعميق العلاقات الإنسانية بين الأجيال الجديدة من الشعبين.

كما أشار إلى أن “رؤية السعودية 2030” ومبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين تتوافقان في مجالات الانفتاح والتواصل الحضاري، ما يفتح آفاقا واسعة للتعاون في مجالات التعليم والبحث والابتكار.

وأضاف “أن الثقافة والإنسان هما الأساس الحقيقي لأي مشروع تحديث، وأن التعاون السعودي – الصيني في هذا المجال يشكل رافعة لبناء مستقبل أكثر انفتاحا وتوازنا، قائم على قيم التفاهم والاحترام المتبادل”.

وفي السنوات الأخيرة، شهد التعاون بين الصين والسعودية في مجال الطاقة النظيفة تطورا متزايدا، وفي هذا الصدد، أوضح عبد الرحمن مرشود، باحث بمركز البحوث والتواصل المعرفي، أن التعاون السعودي – الصيني في الطاقة النظيفة يمثل تحولا استراتيجيا عميقا في العلاقة بين الجانبين، حيث تجاوزت الشراكة نمطها التقليدي القائم على النفط والتجارة، لتتجه نحو نموذج قائم على التنويع، والابتكار، والاستدامة.

وأشار مرشود إلى أن “رؤية السعودية 2030” تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد، في حين تركز مبادرة “الحزام والطريق” على تعزيز الترابط الاقتصادي وتطوير البنية التحتية، وتتوافقان بشكل كبير، مما أسس قاعدة صلبة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة النظيفة.

وقال إن “السعودية تسعى إلى أن تنتج 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030، والصين بدورها تقدم خبراتها وتقنياتها المتقدمة في مجال الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، وتخزين الطاقة”.

وأكد مرشود أن علاقة الطاقة بين السعودية والصين انتقلت إلى شراكة استراتيجية تركز على الطاقة النظيفة، مع إبراز خصائص التكامل، والاستثمار المشترك، والتوجه نحو المستقبل، وهذا التحول لا يعزز التنمية المستدامة للبلدين فحسب، بل يساهم أيضا في صياغة ملامح نظام طاقي عالمي جديد متعدد الأقطاب.

من الجانب الصيني، قدم الخبراء الصينيون، بمن فيهم لوه لين، عميد معهد الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة بكين للغات والثقافة، ووانغ يي وي، مدير معهد الشؤون الدولية بجامعة رنمين الصينية، خلال الندوة، عروضا من زوايا مختلفة حول فلسفة التنمية وخبرات النجاح في التحديث صيني النمط.

واتفق المشاركون من الجانبين على أن الصين والسعودية تواجهان قضايا مشتركة خلال طريقيهما نحو التحديث، وأن آفاق التعاون بينهما واسعة.

وأكدوا أن الجانبين سيواصلان توسيع مجالات التعاون وابتكار آليات التنسيق، بما يعزز التنمية المستدامة للبلدين ويقوي التواصل بين الشعبين.

شينخوا

Exit mobile version