في ليلة كروية لا تُنسى، كتب نادي تشيلسي الإنجليزي فصلًا جديدًا في تاريخه، بعدما توج بلقب كأس العالم للأندية 2025، إثر فوزه المستحق على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف دون رد، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب “ميتلايف” بمدينة إيست راذرفورد، بولاية نيوجيرسي الأمريكية، مساء الأحد.
ورغم أن معظم التوقعات سبقت اللقاء بترجيح كفة بطل أوروبا، الذي دخل المباراة بثقة المنتشي بأربعة ألقاب هذا الموسم، فإن تشيلسي فاجأ الجميع بأداء حاسم وسيطرة مبكرة حسم بها النتيجة قبل نهاية الشوط الأول. سجل كول بالمر هدفين في الدقيقتين 22 و30، وأضاف جواو بيدرو الهدف الثالث في الدقيقة 43، ليتحول ما كان يُعتقد أنه نهائي متوازن إلى عرض كروي من طرف واحد.
المباراة لم تخلُ من مشاهد مثيرة، كان أبرزها طرد لاعب باريس سان جيرمان جواو نيفيز في الدقيقة 86، بعد تدخل غريب وغير مبرر تمثل في جذب شعر لاعب تشيلسي مارك كوكوريلا، وهي اللقطة التي لم تمر على حكم المباراة دون مراجعة لتقنية الفيديو، ليغادر اللاعب البرتغالي الميدان مطرودًا وسط ذهول زملائه.
بهذا الفوز، يحصد تشيلسي ثاني ألقابه في مونديال الأندية، بعد تتويجه الأول عام 2021، لكنه الأول له في النسخة الموسعة من البطولة التي شهدت مشاركة 32 فريقًا للمرة الأولى، على أن تُقام كل أربع سنوات بدءًا من هذه النسخة.
مشوار الفريق اللندني نحو اللقب لم يكن سهلًا. فقد تلقى هزيمة في دور المجموعات أمام فلامنجو البرازيلي (1-3)، قبل أن يستعيد توازنه بالفوز على لوس أنجلوس والترجي، ثم يواصل تفوقه في الأدوار الإقصائية على حساب بنفيكا، وبالميراس، وفلومينينسي، ليشق طريقه نحو النهائي بثقة وتصاعد في الأداء.
في المقابل، قدم باريس سان جيرمان مشوارًا لافتًا بدوره، حيث تجاوز أتلتيكو مدريد برباعية، وضمن تأهله بعد تخطي سياتل الأمريكي، قبل أن يتوهج في الأدوار الإقصائية بإقصاء إنتر ميامي، وبايرن ميونخ، ثم ريال مدريد، في عرض هجومي مبهر جعل منه المرشح الأول للتتويج، غير أن الحسم في النهائيات لا يعرف التوقعات، وهو ما أكده تشيلسي على أرض الملعب.
خسارة باريس، الذي كان يسعى لرفع رصيده هذا الموسم إلى خمسة ألقاب، ستظل عالقة في الذاكرة، ليس فقط لأن الفريق لم يقدّم ما يشفع له أمام تشيلسي، بل لأن الهزيمة جاءت في لحظة كان يراها الكثيرون ذروة مشروع رياضي استغرق سنوات من البناء. أما تشيلسي، فقد أثبت مرة أخرى أن الكبرياء الأوروبي لا يُقاس بعدد التعاقدات أو الأسماء، بل بقدرة الفريق على الظهور وقت الحسم.
وهكذا، أسدل الستار على أول نسخة من كأس العالم للأندية بحلتها الجديدة.