شهدت خريطة سفر الكويتيين هذا العام تحوّلات لافتة، فرضتها متغيّرات اقتصادية، وتسهيلات متزايدة في منح التأشيرات، فضلاً عن افتتاح خطوط طيران مباشرة إلى وجهات جديدة. كما برز ميل واضح نحو دول تتمتع بمناخ معتدل، وكثافة سياحية أقل، ومستويات أمان أعلى.
وفي هذا السياق، لا تزال سفارات عدد من الدول تشهد ازدحاماً ملحوظاً في استقبال طلبات التأشيرات من المواطنين، في مؤشر يعكس اتساع رقعة الاهتمام بوجهات بديلة وجديدة.
ففي القارة الأوروبية هناك 7 دول من أصل 50 قررت إعفاء الكويتيين من التأشيرة، إضافة إلى ثلاث دول أوروبية قدمت تسهيلات بمنح التأشيرة عبر الموقع الإلكتروني، بينما توجد 11 دولة آسيوية من أصل 32 تعفي الكويتيين من التأشيرة، إضافة إلى 7 دول أخرى في القارة تمنح تأشيرتها عبر المنافذ.
وفيما لا يوجد في القارة الأفريقية سوى 3 دول تقدم إعفاءً للكويتيين من التأشيرة، من أصل 47 دولة إضافة إلى 15 دولة منها تمنحها في المطار، أعفت 14 دولة من أصل 37 من دول الأميركيتين الكويتيين من التأشيرة.
وجه آسيا الجديد
«الراي» استقصت عن توجهات الكويتيين للسفر هذا العام، من خلال شركات السفر، فالتقت مسؤولاً في إحدى الشركات السياحية، حيث أكد أن «الطلب هذا الصيف اتجه بقوة نحو آسيا الوسطى، وتحديداً إلى دول مثل جورجيا وأذربيجان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وموسكو وأوزبكستان».
وأوضح أن «توافر رحلات مباشرة لهذه الدول من الكويت دون الحاجة إلى الترانزيت، ساهم بشكل كبير في ازدياد الإقبال عليها، خصوصاً من قبل المسافرين الباحثين عن رحلات قصيرة».
كما توقّع ارتفاع الطلب على هنغاريا وأرمينيا، بعد استحداث خط طيران مباشر إليها هذا الصيف، إلى جانب مدينة سوتشي الروسية، التي باتت خياراً مرتقباً للمسافرين الباحثين عن الطبيعة والهدوء، بعيداً عن الزحام الأوروبي التقليدي.
ورغم تعدد الخيارات لدى المسافرين، إلا أن الوجهات العربية المفضلة بقيت على حالها، حيث لا تزال مصر والمغرب ولبنان ودبي تتصدر قائمة أكثر الوجهات طلباً من قبل محبي السفر للدول العربية، فيما لا تزال تركيا وتايلند تتربعان على عرش الوجهات الأكثر طلبا للكويتيين بشكل عام.
وجهات أوروبية
وتوقع المسؤول في الشركة السياحية، ارتفاع أعداد السياح الكويتيين للقارة الأوروبية هذا العام، نظراً لأعداد الحاصلين على تأشيرات مدتها 5 سنوات من العام الماضي.
من جانبها، أوضحت ناجدة عبدالله، من شركة «ITL World» للسفر، أن أحد أبرز العوامل التي أعادت تشكيل توجهات السفر في 2025 هو «سهولة التأشيرات أو الإعفاء منها بالكامل».
وقالت ناجدة، لـ«الراي»، إن «المسافرين الكويتيين باتوا يفضّلون الوجهات التي تتيح الدخول دون تعقيدات، خصوصاً للعائلات والشباب، ومن أبرز هذه الوجهات، كازاخستان، قيرغيزستان، ماليزيا، موريشيوس، الجبل الأسود، المغرب، الفلبين، سنغافورة، كوريا الجنوبية، تايلند وأوزبكستان».
وأضافت أن «هذه الدول لا توفر سهولة الدخول فحسب، بل تجمع بين الطقس الجميل، والأسعار المعقولة، والتنوع الثقافي، وهو ما جعلها وجهات واعدة بقوة في خارطة سفر 2025».
وذكرت ناجدة أن وكالات السفر لاتزال تحتفظ بثقة الأغلبية، في ظل التحول الرقمي، حيث مازال 75 في المئة من الحجوزات تتم عبر وكالات السفر، خصوصاً للرحلات العائلية أو الفاخرة، فيما يتجه نحو 25 في المئة من الشباب إلى استخدام المنصات الإلكترونية للرحلات القصيرة والعفوية.
السفر الفاخر… حاضر بقوة
رغم التحول نحو وجهات اقتصادية، إلا أن السفر الفاخر لم يتراجع، بحسب ناجدة عبدالله، التي أكدت أن وجهات مثل لندن، نيويورك، واليونان، والنمسا، وسويسرا، ما زالت تتصدر اختيارات أصحاب الدخل المرتفع.
الراي