أظهرت بيانات البنك الدولي للعام 2025 أن بوتسوانا نجحت في تحقيق مستويات دخل مرتفعة نسبيًا مقارنة بجاراتها، رغم التحديات الاقتصادية المزمنة التي تعيشها القارة السمراء، مدفوعة بالتنوع الاقتصادي والاستثمارات المستدامة.
ويعكس وجود بوتسوانا ضمن فئة الدخل المتوسط المرتفع عقودًا من الإدارة الاقتصادية الرشيدة. فقد أسهمت صناعة الألماس، التي تُدار بالشراكة مع شركات عالمية، في توفير إيرادات ثابتة للدولة، إلى جانب ما تتميز به البلاد من انخفاض مستويات الفساد والحوكمة الشفافة، ما يجعلها واحدة من أكثر البيئات جذبًا للاستثمار في أفريقيا.
استقرار مالي ومؤسسات قوية
اعتمدت بوتسوانا على سياسات مالية متوازنة، حيث راكمت احتياطيات مالية وفيرة في فترات الرواج، مما منحها القدرة على مواجهة الأزمات وتقلبات الأسواق العالمية. كما أن استقلالية مؤسساتها المالية والإدارية عززت من ثقة المستثمرين الدوليين، ورسّخت صورتها كواحدة من أكثر الاقتصادات استقرارًا في المنطقة..
نموذج أفريقي مختلف
ما يميز بوتسوانا عن كثير من جاراتها الأفريقيات هو قدرتها على إدارة ثروتها الطبيعية بعقلانية، وتوجيه العوائد نحو التنمية الاجتماعية والتعليم والبنية التحتية. وبذلك، أصبحت بوتسوانا تُقدَّم كنموذج في كيفية الانتقال من اقتصاد ريعي قائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد يسعى تدريجيًا للتنوع، مع الحفاظ على مؤسسات قوية ومناخ أعمال جاذب.
