تعد دلتا أوكافانغو في بوتسوانا واحدة من أجمل مناطق الحياة البرية على وجه الأرض والمدرجة رسميا على قائمة التراث العالمي لليونسكو
دليل إلى دلتا أوكافانغو
وتعد دلتا أوكافانغو في بوتسوانا واحدة من أجمل وأكبر الواحات في إفريقيا والعالم ، حيث تمتلئ أكثر من 122 نوعًا من الثدييات (بما في ذلك الكلاب البرية النادرة) ، وأكثر من 440 نوعاً من الطيور ، و 64 نوعاً من الزواحف و 71 نوعاً من الأسماك، حيث وصفها كل من زارها بانها الجنة لأي شخص يتطلع بالذهاب في رحلات السفاري .
فخلال موسم الفيضان ، تغطي دلتا أكثر من 22000 كيلومتر مربع من صحراء كالاهاري. تتكون دلتا أوكافانغو من الأراضي الرطبة والأراضي الجافة ، مع الممرات المائية المليئة بالنخيل والبردي والتي تؤدي إلى جزر تم إنشاؤها على مدى آلاف السنين.
تقدّم جنة الحياة البرية الغنية في دلتا أوكافانغو في بوتسوانا تجربة فريدة من نوعها ومختلفة تماماً عن رحلات السفاري الأخرى إلى بقية أنحاء قارة إفريقيا، حيث تستضيف المنطقة نظاما بيئياً رائعاً للأراضي الرطبة داخل الأراضي القاحلة في الجنوب الإفريقي، حيث ترتسم أنواع الكائنات الحية بجميع أشكالها وتحتشد جماعاتها في هذا المكان . وتستحق محمية موريمي عن جدارة لقب جوهرة الدلتا، وهذه الواحة هي المكان المناسب في الدلتا لكي تجد مخيمات رحلات السفاري الفاخرة .
لكل مخيم في أوكافانغو حسناته ومميزاته الخاصة، فهناك فرصة ملائمة لرؤية جماعات الجاموس والأسود التي تتغذى عليها في سهول “دوبا بلاينس”، كما تحظى فيها لمشاهدة المعارك بين المفترسات مثل الأسود والضباع وهي تتعارك على الطرائد مثل الغزلان والحمر الوحشية، وهذه الأعمال الدرامية هي من ضمن المشاهد اليومية التي تنتظر جميع من يزورون البرية والمسرح المائي الذي يتمثل في دلتا أوكافانغو ومحيطها .
ونهر أوكافانغو غير عادي تماماً، حيث يولد في جبال أنغولا غربي القارة، ليتدفق على مدى 1000 ميل في عمق شمال بوتسوانا حيث تتبعثر مياهه وهي تحاول في ونى أن تعبر بساتين النخيل ومستنقعات نباتات البردي والأعشاب النهرية الكثيفة حتى تبلغ المحيط الهندي لتستريح من عناء رحلتها الطويلة، إلا أنها تغرق وتتبدد في رمال صحراء كلاهاري؛ ولكن، وقبل أن تدركه النهاية الوشيكة، فإن نهر أوكافانغو يصنع في هذه الدلتا أكبر واحة في إفريقيا .
أفضل الأوقات للقيام بالرحلة
يعتبر موسم الفيضان هو أفضل الأوقات لزيارة دلتا أوكافانغو، حيث تصل الأمطار التي تهطل في الجبال الأنغولية لتغذي النهر حين تكون المنطقة في أمس الحاجة إليها، في منتصف موسم الجفاف في بوتسوانا الذي يكون في أشهر الشتاء، أي بين شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب في هذه المنطقة الواقعة جنوب خط الاستواء .
والفيضانات التي تحدث هنا معتدلة وليست من ذلك النوع الذي يهدد الحياة حيث إن المنطقة مسطحة ومنبسطة تماماً، وتبدو مياه النهر في صفاء الكريستال وهي تمر عبر مسارات إفراس النهر القديمة، بعد أن تتم تنقيتها بالمرور بمستنقعات نباتات البردي، لتجدد البحيرات وتلتف حول السهول العشبية .
ولا تفيد الفيضانات الحيوانات البرية مثل الفيلة وإفراس النهر والقطط الكبيرة والجاموس البري وجميع الحيوانات العاشبة الأخرى فحسب، ولكنها تجعله الزمان الأفضل لاستكشاف دلتا أوكافانغو عبر زوارق “الموكورو” التقليدية التي يقودها ربان يدفعها عبر المستنقعات بعصا طويلة .
وتجربة زوارق “الموكورو”، أو الجندولا الإفريقية تعتبر من التجارب الفريدة من نوعها، حيث تنزلق المركب المزودة بمجداف واحد طويل بلا صوت بين نباتات القصب وزنابق الماء مع البرية البكر التي تعج بالضفادع واليعاسيب وآكلات النحل والرفراف الطائر .
وإذا كنت من هواة الصيد بالقصبة (الصنارة) فلا بد أنك قد سمعت ب “باربل ران” أو مطاردة أسماك الس التي تحدث عندما تبدأ أسراب من أسماك السلّور (سمكة النمر) الشرهة في التحرك بشكل جماعي لمطاردة أسماك الطعم الصغيرة بين نباتات البردي والقصب، ويجري هذا الحدث الكبير في الفترة بين شهور أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وهو يجعل من أوكافانغو مكاناً على مستوى عالمي بالنسبة لرياضة الصيد بالصنارة .
على الرغم من برودة ليالي الشتاء إلا أن أوقات النهار غالباً ما تكون مشمسة وصافية، وتصبح الفترة من شهر سبتمبر/أيلول دافئة أكثر فأكثر لتبلغ مستويات تصل إلى 40 درجة مئوية في أكتوبر/تشرين الأول والذي يبشر ببداية موسم الخريف الأخضر في بوتسوانا؛ وتميل الأمطار التي تهطل هناك حالياً لأن تكون مثل العواصف المسائية المتفرقة التي تتخللها نوبات من سطوع الشمس، الأمر الذي يجعل من الدلتا وجهة سياحية على مدار العام .