هناك في الساحل الشرقي لإفريقيا في قلب المحيط الهندي تستلقي جزيرة جميلة تمتزج فيها الألوان بلوحة ربانية مذهلة، فمن زرقة السماء بتدرجاتها الطبيعية الساحرة إلى لازوردية المياه الشفافة امتداداً إلى بياض الرمل الناصع الناعم ثم مروراً بالغطاء الأخضر الذي يكسو معالم الجزيرة و يكمل اللوحة الربانية سحراً و جمالاً.
إنها بمبا الجزيرة الخضراء في أرخبيل زنجبار.
الموقع و المناخ و السكان
تقع جزيرة بمبا على بعد حوالي 50 كيلومتر إلى الشمال من جزيرة أنغوجا الجزيرة الكبرى الرئيسة لزنجبار،
قبالة الساحل الشرقي لتنزانيا المطل على المحيط الهندي.
و هي ذات مناخ استوائي رطب يميل إلى الحرارة و لكنها غزيرة الأمطار مما يجعل أرضها خصبة جداً و محصولاتها وفيرة.
يتجاوز عدد السكان 362 ألف نسمة و هم مزيج من السواحليين و العرب و الشيرازيين ،وكثير من سكانها السواحيليين ذوي أصول عربية ومن عُمان بالذات. أهم المدن في الجزيرة هي مدينة شاكي شاكي و هي عاصمة الجزيرة
السياحة في بمبا
بمبا جزيرة هادئة ونظيفة للغاية و هي مكان جذاب يتمتع بكل المواصفات التي تجعل منها جزيرة جذابة للسياح فهي ذات مناخ لطيف وطبيعة خلابة و مناظر ساحرة وثروة سمكية نادرة تعيش في عمق المياه الصافية و الشعاب المرجانية الزاهية الألوان. يمكن للسياح الوصول إلى بمبا عن طريق القوارب القادمة من زنجبار كما يوجد بها مطار خاص لنقل الركاب.
يمكن للسياح الاسترخاء و الاستجمام على الشاطئ ، كما يمكن ممارسة كافة أنواع الرياضات المائية من السباحة إلى التجديف و أيضاً ممارسة هواية الغوص في مناطق الغطس المناسبة التي تنفرد بها الجزيرة لتنوعها البحري و تشكيلاتها المرجانية الفريدة، وحيواناتها البحرية التي لا حصر لها.
الزراعة في بمبا
تمتاز بمبا بتربة زراعية خصبة ، ومعظم مزارعها حيازات صغيرة وهناك مزارع أوسع من ذلك قليلاً. ومن أهم مايزرع بها أشجار القرنفل والذي تقدر عدد أشجاره بالجزيرة بأكثر من ثلاثة ملايين شجرة. ويعود تاريخ زراعة القرنفل في زنجبار عندما أدخل العرب الزنجباريون إبان حكمهم لأرخبيل زنجبار زراعة القرنفل في جزيرة أنغوجا وبمبا وذلك في بداية القرن التاسع عشر.
تُعد جزيرة بمبا رائدة في إنتاج القرنفل حيث تنتج ما يقارب 70% من مجمل الإنتاج في أرخبيل زنجبار. و تشتهر أشجار القرنفل فيها بأنها طويلة فقد يصل ارتفاعها إلى 12-15 متر، ولها ظل كثيف ولأوراقها وأزهارها رائحة عطرية تنشر عبيرها الشذي في أرجاء الجزيرة.
وبجانب أشجار القرنفل يزرع في جزيرة بمبا الأرز و جوز الهند و الموز والكاسافا والفاصوليا الحمراء و غيرها من المحاصيل .
منتجع مانتا العائم تحت الماء في بمبا
هذا المنتجع الفريد من نوعه يوفر لك تجربة استثنائية ، غريبة و مليئة بالإثارة . هذا المكان الخلاب يتيح لك الإقامة تحت مياه المحيط الهندي و التمتع برؤية أسماك الشعاب المرجانية تسبح أمام عينيك.
يقع هذا الفندق العائم في وسط الحفرة الزرقاء المحاطة بمنطقة الشعاب المرجانية لحوالي 50 مترا (164 قدم) والمنخفضة إلى 12 مترا (39 قدما) ، و يتكون من ثلاثة مستويات رئيسية : الطابق العلوي عبارة عن سطح مكشوف يتوسطه سرير كبير حيث يمكنك النوم تحت أضواء نجوم المحيط مباشرة ، و الطابق الثاني هو صالة جلوس و استرخاء مع خدماتها ، و أما الطابق السفلي وهو الجزء المثير للدهشة فهو عبارة عن غرفة داخل فقاعة فيروزية كبيرة حيث تشاهد أسراب الأسماك تسبح أمام ناظريك في الشعاب المرجانية المذهلة.
هذه بمبا الجزيرة الخضراء الساحرة ، جزيرة تستحق الزيارة و الاستمتاع بمزاياها التي لا تنتهي.
