Site icon Q8-Press

بالصور.. فتاة مصرية تقتحم عالم ميكانيك السيارات بورشتها الخاصة

في منطقة الحرفيين بمدينة السلام في القاهرة، تستقر مئات الورش الخاصة بصيانة السيارات والميكانيكا، وهي المنطقة الأشهر في الصيانة والتي يرتادها أصحاب السيارات منذ عشرات السنوات للحصول على خدمة صيانة جيدة ورخيصة مقارنة بتوكيلات السيارات العالمية.

وبين عشرات الورش، استطاعت “مي سلامة” فتاة مصرية، خريجة كلية الهندسة، أن تصبح الأولى والوحيدة التي تملك ورشة صيانة ميكانيكا سيارات بالمنطقة.

تقول “مي” لـ “سبوتنيك” إن لخوضها غمار المجال قصة طويلة تخللتها صعوبات تعلقت بكونها فتاة.

وتضيف: “حتى إن كنت مؤهلة للعمل فقد كان شيئاً مستحيلا أن يتقبل أي مالك ورشة أن أعمل معه”.

طموح ومخاطرة

وقالت: “لم يقتصر طموحي على العمل في المجال فقد كنت أحلم بأن أكون مديرة لشركة ميكانيكا سيارات، أو أن أعمل بشكل حر كمالكة ورشة ميكانيكا”.

كانت “مخاطرة كبيرة” من “مي” أن تقرر اقتحام مجال ظل حكرا على الرجال، وأن تضحي بوظيفتها كمهندسة مكيانيكا، “لم أكن سعيدة بالوظيفة، من أجل تحقيق حلمي وافتتاح ورشتي الخاصة”، تقول “الباشمهندسة” كما يقلبها زبائنها.

بداية المشوار

وحول كيفية اختيار قسم الميكانيكا بالجامعة وشغفها به تقول “مي”: “لم أكن أحلم أنني سأكون مهندسة ميكانيكا، فقد كنت أخطط لأن أكون مهندسة كومبيوتر أو مهندسة كهرباء، ولم أكن أحب السيارات بأي شكل من الأِشكال، ولكن بسبب أستاذ بكليتي أصبحت أحب تخصص الميكانيكا، وأثناء دراستي وجدت إعلان لورشة ميكانيكا تطلب تشغيل طلاب بكلية هندسة، فذهبت اليه بكل ثقة”.

تتابع “مي”: “في باديء الأمر تم رفضي لأنني فتاة لكني تحدثت مع مالك الورشة وأخبرته أنه لم يحدد في الإعلان أنه يريد رجلا فقط، وطلبت منه أن أعمل لديه دون راتب حتى التخرج، وكان هدفي من ذلك هو أن أعرف جيدًا إذا ماكنت أحب حقًا مجال الميكانيكا أم لا”.

اكتسبت “مي” الكثير من الخبرة خلال فترة عملها بينما لا تزال طالبة، الأمر الذي مهد الطريق لها نحو خطوات جديدة نحو الاستقلال، استكلمتها بعد التخرج.

الورشة الخاصة

تقول “الباشمهندسة”: “بعد التخرج عملتُ ولمدة 12 عاما في توكيلات سيارات عالمية وداخل الورش، والحقيقة كنت أشعر بملل شديد، كنت أحصل على الراتب وأنفقه على الذهاب للعمل، وكذلك فإن شخصيتي ترفض تماما الروتين”.

والحقيقة أن مشروع “مي الميكانيكية” بدأ كخدمة لأشخاص لديهم مشكلات في مكانيكا السيارة الخاصة بهم وبشكل مجاني، ومن ثم بدأت في العمل في ورشتها الخاصة.

و”مي” ليست الوحيدة من الجنس الناعم التي تقرر دخول مجال الميكانيكا حيث أكدت أن هناك الكثير من الفتيات يعملن بالفعل في ورش ميكانيكا، لكن لا يوجد بينهن من تملك ورشة خاصة أو تستورد قطع غيار السيارات من الخارج كما تفعل هي.

أما عن أحلامها في المستقبل، فتقول مي: “أحلم بأن يلتحق كل المهندسين الخرجين بالعمل، وتحديدا الفتيات لأنهن لا يوجد لديهن مجال كافي لدخول عالم العمل في ميكانيكا السيارات”.

مجالات شاقة

وخلال السنوات الأخيرة الماضية، اقتحمت المرأة المصرية العديد من المجالات الشاقة التي كانت حكرا على الرجال مثل ميكانيكا السيارات وقيادة سيارات الأجرة (التاكسي)، وحتى الجزارة، رغم المعوقات الإجتماعية.

وبحسب آخر تقرير للبنك الدولي، لا تتعدَّى مشاركة النساء نسبة 15.4% في القوى العاملة في مصر مقارنة بنسبة 67.1% للرجال.

وتسببت جائحة كورونا في صدمة لديناميات سوق العمل، خاصةً للنساء، إذ أجبرت البعض على الخروج تماماً من سوق العمل، وفق التقرير.

ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، هناك نحو 12 مليون امرأة معيلة (تقوم على رئاسة الأسرة لأي سبب) من إجمالي عدد السكان الذي بلغ في مطلع أبريل/نيسان الماضي 104.77 ملايين نسمة.

 

Exit mobile version