قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن دولة الكويت تعتبر منارة للمساعدات الإنسانية كما أنها شريك مهم ومميز بالنسبة للأمم المتحدة.
وأكد غوتيرش في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) – بمناسبة زيارته الرسمية إلى البلاد – على التعاون المثالي بين الكويت والأمم المتحدة معربا عن الامتنان العميق تجاه ما تقدمه البلاد ومدها يد العون في مختلف الصعد وأهمية الدور الذي تؤديه من أجل ضمان السلام في المنطقة.
وأوضح أن زيارته هذه تشكل فرصة لتقديم الشكر والامتنان للكويت أميرا وحكومة وشعبا وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي يستكمل مسيرة العطاء والتعاون مع الأمم المتحدة.
وأعرب غوتيريش عن إعجابه الكبير بالدور الذي تؤديه الكويت والذي يعد «جزءا من هدفنا كوسيط نزيه» مستذكرا الدور الكويتي في لم الشمل الخليجي «إذ تولت الكويت قيادة جمع الأخوة وفي كثير من المواقف الأخرى كنت أرى الكويت دائما رمزا للكرم والحكمة ولذلك سعيت إلى زيارتها وأنا في طريقي إلى القمة العربية».
وقال إن للكويت دورا في بناء جسور التعاون في المنطقة «فقد كانت نشيطة جدا في جميع فعاليات وبرامج الأمم المتحدة» مشيدا بما تقوم به البعثة الدبلوماسية الكويتية في نيويورك من نشاط كبير في الإعداد لقمة المستقبل «حيث سنحاول إثبات عدد من التوجهات للإصلاحات الضرورية في جميع الأنظمة المتعددة الأطراف من أجل الاستجابة للتحديات الجديدة» مبينا أن الكويت منخرطة بشكل كبير في جميع أنشطة الأمم المتحدة «ونأمل أن تساهم هذه الزيارة في جعلها أكثر فعالية في المستقبل».
وأشار إلى أن تكريم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه بتسميته قائدا للعمل الإنساني «يوضح مدى تقديرنا لسخاء مساهمات دولة الكويت الإنسانية في الأزمات الأكثر دراماتيكية في العالم».
وذكر غوتيريش أنه قبل أيام أعلنت دولة الكويت مساهمتها بمبلغ 30 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي هي العمود الفقري للدعم الإنساني الدولي لشعب غزة الذي يعاني بشكل كبير.
واستطرد أن (أونروا) «تعرضت لهجوم شديد ورأينا العديد من البلدان مترددة في دعمها ولكن الكويت أظهرت على الفور سخاء هائلا عندما أعلنت عن مساهمة خاصة جدا لـ(أونروا) في هذه الظروف الصعبة جدا وهذا يوضح لكم مدى أهمية الدعم الإنساني الكويتي ومدى تحديثه وفعاليته».
وحول الأحداث في قطاع غزة ووصول الوضع هناك إلى حافة الهاوية بين الدمار الشامل والأوضاع الانسانية الصعبة أفاد غوتيريش بأن الوضع ومستوى الدمار وعدد الضحايا المدنيين في غزة «لم يسبق له مثيل فالحرب الروسية -الأوكرانية التي شهدت قصفا عنيفا وتم استهداف البنية التحتية المدنية وعلى مدى أكثر من عامين كان عدد الضحايا المدنيين في تلك الحرب أقل بكثير من الضحايا المدنيين مقارنة بالخسائر البشرية في أقل من ستة أشهر من الحرب على قطاع غزة».
وأضاف غوتيريش أن مستوى الضحايا المدنيين في قطاع غزة «لم يسبق له مثيل مما يعني أن هناك خطأ ما في الطريقة التي أجريت بها هذه العملية العسكرية وبالتالي فإن وقف إطلاق النار مطلب بالغ الأهمية لإنهاء هذه المذبحة وإيجاد حلول».
وأكد أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يجمع ملايين الفلسطينيين والإسرائيليين ويجعلهم يعيشون في سلام وأمن هو حل الدولتين «أي الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية». وشدد غوتيريش على الاستمرار في الالتزام بالمبادئ وميثاق القانون الإنساني الدولي مؤكدا أن هذه «ليست مسألة خيار سياسي لمصلحة هذه أو تلك بل هي مسألة احترام للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام العالمي».
وأشار إلى أن هناك حركة تدريجية للرأي العام في جميع أنحاء العالم وحتى البلدان التي تدعم «إسرائيل» ترى ضرورة وقف هذه الحرب واحترام وفهم حقوق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته الخاصة.
وعن القضايا التي تواجه الأمم المتحدة مثل الكوارث الطبيعية وقضايا المناخ والصحة والفقر قال غوتيريش إن هناك ثلاثة ملفات تمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للأمم المتحدة وهي تغير المناخ – والهيكل المالي الدولي – وجائحة (كوفيد -19).
وتابع: وحول المناخ «فنحن نشهد فيضانات في مختلف مناطق العالم وكوارث متعددة والعواصف والظواهر الطبيعية بجميع أنواعها التي أصبحت أكثر تكرارا وأكثر تدميرا مع عواقب إنسانية أكثر فظاعة بالإضافة إلى موجات الحر التي يموت الناس بسببها في جميع أنحاء العالم ونشهد ارتفاع مياه البحر مما يشكل تهديدا لجميع المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم لذا فإن تغير المناخ هو بالفعل التهديد الرئيسي لبقاء البشرية».
وتحدث غوتيريش عن الهيكل المالي الدولي واصفا إياه بـ«المختل وغير العادل» مؤكدا أن العالم بحاجة إلى إصلاحات عميقة في الهيكل المالي الدولي كذلك تحتاج البلدان النامية إلى دعم قوي لتصحيح عدم المساواة ذلك ومكافحة الفقر والجوع.
وعن جائحة (كوفيد -19) أشار إلى أن العالم «لم يستجب لها بشكل فعال لذلك نحن بحاجة إلى الاستعداد للأزمة التالية وهذا هو السبب وراء تقديمنا لتحضيرات قمة المستقبل وفكرة نظام منصات الطوارئ المجهزة لظهور حالات عالمية مدمرة مثل جائحة جديدة».
كونا