إنشاء مركز دولي متعدد الوظائف للنقل واللوجستيات للمساعدة الإنسانية بمبادرة من رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزاييف
يشهد عالمنا اليوم تزايد واضحا لمخاطر تهدد بحدوث أزمة إنسانية في العديد من مناطق العالم ، ويرتبط ذلك بالعواقب الاقتصادية الوخيمة لوباء فيروس كورونا ، وتعطيل سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية العالمية ، فضلا عن تغير المناخ المدمر.
ويشكل استمرار الحالة الإنسانية الخطيرة في أفغانستان مصدر قلق خاص. حيث يواجه الشعب الأفغاني اليوم مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة ، يعتمد ما يقارب من نصف سكان البلاد ( 18 مليون شخص ) بشكل حيوي على المساعدات الإنسانية، وسيعاني أكثر من نصف الأطفال الأفغان دون سن الخامسة من سوء التغذية في المستقبل القريب.
لفت أنظار المجتمع الدولي إلى هذه المشكلة المهمة ، وقد أكد رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزاييف ، خلال خطابه في الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة على أنه “في هذه الفترة الصعبة ، من المستحيل عزل أفغانستان ، وتركها وشأنها. مع المشاكل الكبيرة القائمة “.
ومن أجل ضمان التسليم المنتظم والمركزي والمستهدف للمساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وبلدان أخرى ، وفقا لمرسوم رئيس جمهورية أوزبكستان ، تم تخصيص المحطة اللوجستية لمركز الشحن في ترميز في منطقة سورخانداري لتصبح مركزًا دوليا للنقل واللوجستيات متعدد الوظائف للمساعدة الإنسانية.
يحتوي المركز الدولي على كل المقومات اللازمة من البنية التحتية، ومنها مطار دولي ، وميناء نهري ، وخط سكة حديد وطرق سريعة تربط مع أفغانستان ، وهناك أيضا محطة لوجستية كبيرة فريدة من نوعها “مركز ترميز للشحن” ، وتقع على مقربة من الحدود الأفغانية ومجهزة بأحدث التقنيات والمعدات.
تدعم قيادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الرائدة الأخرى والعديد من الدول جهود أوزبكستان لتقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان باستخدام الفرص المتاحة في ترميز. كما تقدم أوزبكستان كل مساعدة ممكنة لشعب أفغانستان الشقيق. ففي سبتمبر وديسمبر 2021 ، قامت حكومة الجمهورية بتسليم شحنتين إنسانيتين كبيرتين بحجم إجمالي يزيد عن 5 آلاف طن عبر ترميز. وفي 30 أبريل 2022 ، عشية عيد الأضحى المبارك ، قامت بلادنا بتسليم حوالي 4 آلاف طن من البضائع الإنسانية إلى الشعب الأفغاني. وتألفت كل هذه المساعدات الإنسانية من الغذاء والأدوية والملابس ومنتجات النسيج والقمح والفحم.
كذلك تساعد أوزبكستان ، باستخدام البنية التحتية والنقل والفرص اللوجستية في مدينة ترميز في منطقة سورخانداري ، المنظمات الدولية والبلدان الفردية في تنفيذ أنشطتها الإنسانية في أفغانستان. ففي ديسمبر 2021 ، أرسلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية من ترميز إلى أفغانستان ، والتي تتكون من 40 طنًا من الضروريات الأساسية. وفي فبراير 2022 ، أرسل المكتب 20 طناً من المساعدات الإنسانية مع الضروريات الأساسية من ترميز إلى طاجيكستان كجزء من المساعدة في الاستعداد لتدفق محتمل للاجئين من أفغانستان. كما منحت المفوضية مكتب الإدارة في ترميز حالة المركز الإقليمي للوجستيات الإنسانية مع إمكانية توسيع جغرافية عمليات تسليم البضائع الإنسانية.
يرسل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بانتظام إمدادات إنسانية من ترميز إلى أفغانستان. وبحسب برنامج الأغذية العالمي ، فقد تم إرسال 42 ألف طن من المنتجات الغذائية عبر ترميز إلى أفغانستان في الفترة من نوفمبر 2021 حتى الوقت الحاضر.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن المنظمة الدولية للهجرة ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، والاتحاد الأوروبي وغيرها من الهياكل الدولية والبلدان الأجنبية مهتمة أيضا باستخدام إمكانات العبور في أوزبكستان.
إن إنشاء هذا المركز الدولي يتوافق مع مصالح وجهود المجتمع الدولي في القضية الأفغانية. والأهم هو أن هذا سيجعل من الممكن إيصال السلع الأساسية على وجه السرعة إلى شعب أفغانستان ، وبالتالي ، تقديم مساعدة فعالة للشعب الأفغاني في التغلب على الأزمة الإنسانية، وقد أكد الرئيس ميرزاييف أن أوزبكستان مستعدة للتعاون النشط في هذا الشأن مع جميع الشركاء الدوليين.