تمكن فريق من جامعة سيدني من إصلاح تلسكوب جيمس ويب الفضائي المرصد الأغلى في التاريخ “قيمته 10 مليارات دولار” دون الحاجة إلى أي رحلة فضائية أو تدخل مادي، مستخدمين أداة برمجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُدعى AMIGO.
أعادت AMIGO للتلسكوب قدرته الكاملة على التقاط أدق صور الكون، بعدما عانى من تشوهات إلكترونية طفيفة أثّرت على وضوح الصور الملتقطة وفق scitechdaily.
يعود أصل المشكلة إلى أداة مقياس تداخل تغطية الفتحة (AMI)، المكون الأسترالي الوحيد في التلسكوب، والمصممة لدمج الضوء من أجزاء المرآة العملاقة لتكوين صور بالغة الدقة للكواكب والنجوم البعيدة.
وبعد اكتشاف تشوهات في كاشف كاميرا الأشعة تحت الحمراء والتي سببت ضبابية بصرية، طور طالبان من سيدني، لويس ديسدويتس وماكس تشارلز، بالتعاون مع البروفيسور بيتر توثيل، خوارزمية ذكية تحاكي إلكترونيات التلسكوب في الفضاء وتُصحح العيوب عن بُعد.
باستخدام شبكات عصبية ومحاكاة فيزيائية دقيقة، حدد البرنامج ظاهرة تسرب الشحنات بين البكسلات – المعروفة باسم “تأثير السطوع-السماكة” – وأزالها برمجياً، ليُعيد التركيز الحاد لأداة AMI.
وبدلًا من إرسال رواد فضاء كما حدث مع تلسكوب “هابل”، أنجز الباحثون المهمة بالكامل من المختبر على الأرض.
النتائج كانت مذهلة
استطاع التلسكوب بعد إصلاح هذا العيب التقاط صور أوضح من أي وقت مضى، منها تصوير مباشر لكوكب خارجي خافت يدور حول النجم HD 206893 على بعد 133 سنة ضوئية، إلى جانب صور عالية الدقة لسطح قمر المشتري آيو، ونفث ثقب أسود، والرياح الغبارية للنجم WR 137.
قال البروفيسور توثيل: “بدلاً من إرسال مهام إنقاذ باهظة، أصلحنا التلسكوب بالبرمجيات — إنه دليل على قوة الابتكار الأسترالي”.
أما ديسدويتس فأوضح أن رؤية “جيمس ويب” أصبحت “أوضح وأكثر دقة من أي وقت مضى”.
نُشرت نتائج البحث في أكتوبر 2025 على منصة arXiv العلمية، وستصدر قريبًا في منشورات الجمعية الفلكية الأسترالية.
نجح الذكاء الاصطناعي في إعادة الحياة لـ”جيمس ويب” أكثر أدوات البشرية دقةً في استكشاف الكون — دون مغادرة الأرض.