شارك رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف في القمة العالمية لمكافحة تغير المناخ، في دورتها الـ29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي استضافتها مدينة باكو من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري، بمشاركة وفود مما يقرب من 200 دولة على مستوى رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والخبراء والدوائر العلمية والاجتماعية.
ويعد هذا الحدث جزءا من المؤتمر الـ29 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-29)، والتي تم اعتمادها في عام 1992، وتغطي جميع الدول تقريبا، بعد أن أضيف إليها بروتوكول كيوتو واتفاقية باريس.
وانضمت أوزبكستان إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في 20 يونيو 1993، وصادقت على بروتوكول كيوتو في عام 1999 واتفاقية باريس في 2017، متحملة عددا من الالتزامات، بما في ذلك التزام رئيسي بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 35 في المئة من مستوى عام 2010 بحلول 2030.
وبصفتها طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، تعد أوزبكستان وتقدم إلى أمانة الاتفاقية تقارير مناخية منتظمة وتقارير ثنائية السنوات حول خططها الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية ومساهماتها في مكافحتها على المستوى الوطني.
وفي حديثه في الجزء الرفيع المستوى من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي استضافته دبي في 1 ديسمبر 2023، قدم الرئيس ميرضيائيف موقف أوزبكستان بشأن تغير المناخ، والتدابير التي اتخذتها لإزالة الكربون، والتكيف مع تغير المناخ، والتعاون في الحفاظ على النظم الإيكولوجية واستعادة النظام الإيكولوجي لبحر الآرال.
وتشارك أوزبكستان بنشاط في المبادرات البيئية الدولية الرامية إلى مكافحة تغير المناخ وحماية النظم الإيكولوجية في آسيا الوسطى، وخصوصا في بحر الآرال، الذي تضرر نظامه الإيكولوجي بشكل كبير.
وبادرت أوزبكستان إلى إنشاء صندوق ائتماني متعدد الشركاء برعاية الأمم المتحدة لمنطقة بحر الآرال، والذي يهدف إلى تحويل هذه المنطقة إلى منطقة مقاومة للتغيرات المناخية.
كما تسعى أوزبكستان إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتطوير الطاقة المتجددة، والتعاون مع برنامج التعليم الأخضر التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لتعزيز التعليم البيئي.
وفي مؤتمر «كوب 28» وغيره من الاجتماعات، قدمت أوزبكستان استراتيجية «منطقة واحدة… صوت واحد»، التي تجمع بلدان المنطقة لمعالجة التحديات البيئية بشكل مشترك وإنشاء معايير مشتركة للحفاظ على البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، التزمت أوزبكستان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة من خلال تطوير الطاقة «الخضراء»، والحد من الانبعاثات وتحسين إدارة المياه، ويشمل ذلك مشاريع لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للحد من الاعتماد على الهيدروكربونات.
وفي عام 2022، افتُتح في العاصمة طشقند مكتب المعهد العالمي للنمو الأخضر (GGGI)، وهو أول مكتب تمثيلي لهذه المنظمة في رابطة الدول المستقلة وآسيا الوسطى، وتأسست هذه المنظمة الدولية لدعم البلدان في الانتقال إلى نمو اقتصادي مستدام من خلال تطوير الاقتصاد «الأخضر» ومبادرات المناخ.
ويعمل المعهد في أوزبكستان على تعزيز التنمية المستدامة وإعادة التأهيل البيئي للمنطقة، وخاصة في سياق تغير المناخ، وكان أحد المشاريع المهمة هو إعادة التأهيل الأخضر لمنطقة بحر الآرال، بتمويل من وكالة التعاون الدولي الكورية (KOICA)، ويهدف هذا المشروع إلى التغلب على عواقب الأزمة البيئية المرتبطة بضحالة بحر الآرال وتحسين الظروف المعيشية في قره باغستان، من خلال التقنيات «الخضراء» وممارسات الزراعة المستدامة.
كما يتم الترويج بنشاط لأجندة المناخ في إطار صيغ دولية أخرى، وعلى وجه الخصوص، في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، حيث أكد رئيس أوزبكستان على الحاجة إلى تعزيز التنسيق والتعاون العملي في مجال إزالة الكربون وإدخال التقنيات «النظيفة»، وتطوير الزراعة «الذكية» والحفاظ على المياه.
وفي قمة منظمة الدول الناطقة بالتركية التي عقدت في بيشكيك يومي 5 و6 نوفمبر، اقترح رئيس أوزبكستان تسريع إنشاء المجلس البيئي للدول الناطقة بالتركية على المستوى الوزاري لإيجاد حلول للمشاكل البيئية الحادّة المتعلقة بتغير المناخ.
وتعكس كل هذه المبادرات تطلعات أوزبكستان للمساهمة في الجهود الدولية في مجال البيئة وضمان مستقبل أكثر استدامة للبلد والمنطقة والكوكب كله، فيما تؤكد مشاركة الرئيس ميرضيائيف في «كوب 29» بباكو مرة أخرى التزام أوزبكستان بالنمو والتنمية «الأخضرين»، واستعدادها لتعزيز الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ والوفاء بالتزاماتها لتحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس.