Site icon Q8-Press

أوزبكستان تبني مسارات المستقبل مع شركائها الدوليين

من المقرر أن يشارك، رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف، غداً الثلاثاء، في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالدول النامية غير الساحلية (LLDC3)، الذي سيعقد في منطقة أفازا السياحية في تركمانستان.

ويُنظم هذا المؤتمر، الأمانة العامة للأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة تركمانستان، المؤتمر الذي من المتوقع أن يحضره رؤساء دول وحكومات، وأكثر من 100 وفد رفيع المستوى، بما فيهم ممثلين عن 32 دولة نامية غير ساحلية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وسيتضمن المؤتمر فعاليات سياسية ودبلوماسية، وتجارية واقتصادية، وثقافية وإنسانية، بما في ذلك الأيام الوطنية لدول آسيا الوسطى، التي ستُعرض فيها ثقافاتها وفنونها ومأكولاتها الوطنية، كما سيُقام معرض يسلط الضوء على الإنجازات الوطنية، ومشاريع الاستثمار والبنية التحتية، والحلول التكنولوجية لدول المنطقة.

وتضم مجموعة البلدان النامية غير الساحلية 32 دولة عضواً في الأمم المتحدة، ومن بين دول رابطة الدول المستقلة، تضم المجموعة أرمينيا، وأذربيجان، وكازاخستان، وقيرغيزستان، ومولدوفا، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

وتتمثل الأهداف الرئيسية للمجموعة في تعزيز المصالح الاقتصادية الجماعية لأعضائها، والتنفيذ الفعال للأهداف وخطط العمل المتفق عليها عالمياً، وتوحيد موقفهم المشترك بشأن القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية في إطار الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، والمنتديات متعددة الأطراف الأخرى.

ويرى الخبراء، أن مشاركة الرئيس ميرضيائيف في مؤتمر الأمم المتحدة القادم في تركمانستان، تؤكد مرة أخرى التزام أوزبكستان بتعزيز التضامن الدولي والسعي إلى حلول مستدامة للقضايا قيد المناقشة، كما ستسمح للبلاد بتقديم مساهمة بناءة في صياغة أجندة جديدة لدمج البلدان النامية غير الساحلية في العمليات الاقتصادية العالمية.

ويعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبلدان النامية غير الساحلية، المنصة الرئيسية لاتخاذ القرارات بشأن القضايا المتعلقة بالبلدان النامية غير الساحلية، ويعقد مرة كل عشر سنوات.

وكان عُقد المؤتمر الأول يومي 28 و29 أغسطس/آب 2003 في ألماتي (كازاخستان)، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 57/242. وسبقته دورتان للجنة التحضيرية الحكومية الدولية المفتوحة العضوية. نتيجة لذلك، اعتُمد برنامج عمل ألماتي (APA)، الذي يوفر إطاراً عالمياً لإنشاء أنظمة نقل عابر فعّالة، وتحسين الإجراءات الإدارية، وتبسيط إجراءات مراقبة الحدود.

وانعقد المؤتمر الثاني للدول النامية غير الساحلية في الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 في فيينا، وكانت نتيجته الرئيسية برنامج عمل فيينا للفترة 2014-2024، الذي يهدف إلى تلبية الاحتياجات الخاصة للدول النامية غير الساحلية، والقضاء على الفقر، وتنفيذ تدابير أخرى متعلقة بالتنمية.

وتشارك أوزبكستان بنشاط في الجهود الدولية المبذولة بموجب هذه الوثائق، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات الفريدة التي تواجهها الدول النامية غير الساحلية، حيث دأبت أوزبكستان على تنفيذ تدابير لتطوير بنية تحتية مستدامة للنقل والخدمات اللوجستية، وتنويع طرق التجارة، وتعزيز التعاون الإقليمي.

وأصبحت هذه الأولويات محورية في استراتيجية التنمية الوطنية لأوزبكستان، وهي تتماشى بشكل وثيق مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وفي عام 2022، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قراراً خاصاً بشأن تعزيز الربط بين وسط وجنوب آسيا، بمبادرة من أوزبكستان وبرعاية مشتركة من 40 دولة.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت أوزبكستان المبادرة والمشاركة الفاعلة في مشاريع دولية كبرى مثل ممر السكك الحديدية عبر أفغانستان، وتطوير الممر الأوسط، ومبادرات مبادرة الحزام والطريق (BRI)، بالإضافة إلى منصات التعاون بين الصين وآسيا الوسطى.

وتُستكمل هذه الجهود بتحديث البنية التحتية المحلية، وتعمل أوزبكستان على الترويج لأجندتها داخل منظمة الدول التركية، ومنظمة التعاون الاقتصادي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، وغيرها من المنظمات الإقليمية.

وهذا النهج متعدد الاتجاهات يُثمر بالفعل، إذ يتزايد النقل عبر أوزبكستان، ويتوسع دور البلاد كمركز للنقل في أوراسيا. والأهم من ذلك، أن أوزبكستان تُعزز قدرتها على الصمود في وجه المخاطر الخارجية، وتمهد الطريق للاندماج الكامل في الاقتصاد العالمي على الرغم من قيودها الجغرافية.

وعليه، لم يعد وضع أوزبكستان كدولة غير ساحلية يُنظر إليه على أنه تحدٍّ، بل بات يُنظر إليه اليوم كعامل استراتيجي يُشكل الأولويات الدولية للبلاد، ويُحوّلها إلى لاعب فاعل في المشهد اللوجستي الأوراسي الناشئ.

Exit mobile version