مع احتفالها بالذكرى الـ75 للجمهورية الشعبية … الصين أكثر ثقة ومثابرة في قضية التحديث
في الوقت الذي يحتفل فيه الناس من شتى مناحي الحياة في جميع أنحاء البلاد بالذكرى الـ75 لتأسيس الصين الجديدة، فإنهم يستشرفون أيضا مستقبلا أكثر إشراقا بفضل التقدم الشامل للتحديث الصيني.
وقد تجلت الثقة القوية والقناعة الراسخة للشعب الصيني بشأن آفاق التنمية الوطنية، في مراسم رفع العلم الوطني في ميدان “تيان آن من” بوسط بكين في الأول من أكتوبر الجاري، وهو اليوم الوطني، حيث شاهد أكثر من 120 ألف شخص من جميع أنحاء البلاد مراسم رفع العلم هنا .
والواقع أن الشعب الصيني لديه كل الأسباب التي تدعوه إلى الشعور بالفخر والثقة. فعلى مدى السنوات الـ75 الماضية، تحولت الصين من دولة فقيرة ومتخلفة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وحققت ازدهارا معتدلا في جميع المجالات. وتحسنت مستويات المعيشة بشكل ملحوظ. وفي إنجاز تاريخي، قضى البلد على الفقر المدقع، بفضل عقود من الجهود المضنية والدؤوبة. وعملت الفوائد الكبيرة من التعليم والضمان الاجتماعي وأنظمة الرعاية الطبية – وكلها الأكبر في العالم – على تعزيز شعور الناس بالرضا والسعادة إلى حد كبير.
وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حققت الصين المعجزتين المزدوجتين المتمثلتين في النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل، ورسمت مسارا جديدا للبشرية نحو التحديث. وفي غضون بضعة عقود فقط، أكملت الصين عملية التصنيع التي استغرقت البلدان المتقدمة قرونا لتحقيقها.
وتمر الأمة الصينية بتحول كبير، من الوقوف على القدمين إلى أن تصبح مزدهرة وقوية. وهذه الإنجازات الرائعة تتحقق مدفوعة بقيادة قوية للحزب الشيوعي الصيني والتحسين والابتكارات في مختلف الأنظمة وتنفيذ وتعميق الإصلاحات وسياسات الانفتاح.
وتعد هذه الإنجازات ثمرة النضالات الشاقة للأجيال وروح التحسين الذاتي للأمة الصينية. وعلى مدى السنوات الـ75 الماضية، تغلبت الصين على العديد من الصعوبات والمصاعب. إن التحديث الصيني يبدد الأسطورة القائلة بأن “التحديث يعني استيعاب ثقافة الغرب” ويفتح قنوات جديدة للبلدان النامية للمضي في مساراتها الخاصة. لقد دحض التطور الديناميكي للصين نظرية “نهاية التاريخ” ورواية “انهيار الصين”. وإن الروايات الغربية المضللة وتحركات الهيمنة التي تستهدف الصين تسلط الضوء فقط على أنه لا توجد صعوبات أو عمليات احتواء يمكن أن تعيق تقدم الشعب الصيني الصامد.
بعد 75 عاما من المساعي المضنية، فتح التحديث الصيني – الذي تعد التنمية الخضراء والسلمية بين سماته الرئيسية – فصلا رائعا وقدم آفاقا واعدة. ومع ذلك ، فإن الطريق أمامنا لن يكون سلسا. وفي مواجهة التحديات، أصبح الشعب الصيني أكثر ثقة من أي وقت مضى في قدرته على تحقيق نجاحات جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال مبادرة الحزام والطريق وغيرها من الجهود، تلتزم الصين بالتعاون مع الدول الأخرى لتعزيز التحديث المشترك.
وحددت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في يوليو من هذا العام خططا للإصلاحات الشاملة واقترحت أكثر من 300 إجراء رئيسي لضخ حيوية جديدة وزخم مستدام في حملة التحديث في البلاد. وهذا يؤكد عزم الحزب الشيوعي الصيني وحكمته بشأن إرساء معالم جديدة على درب التنمية الوطنية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبينما تستمر عجلات التاريخ في الدوران، شرعت الصين في رحلة لا رجعة فيها نحو النهضة العظيمة للأمة الصينية. ومن خلال الالتزام الثابت بفلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب والرؤية حيال مستقبل مشترك للبشرية، تستعد الصين للوصول إلى آفاق جديدة في جهود التحديث وتقديم إسهامات كبيرة للسلام والتنمية العالميين.
(شينخوا)