رحلتي مع عائلتي إلى “شاهداغ وجهة عشاق التزلج” خلال فصل الصيف(فيديو- صور)
بعد قضائنا عدة أيام ممتعة في العاصمة باكو، قررنا أن نخصص بضعة أيام لاستكشاف الطبيعة في منطقة شاهداغ.
استقلينا سيارة من باكو وتوجهنا نحو الشمال باتجاه الجبال، استغرقت الرحلة حوالي 3 ساعات، كانت الرحلة من العاصمة باكو إلى شاهداغ مليئة بالإثارة والمغامرات، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع الأنشطة الترفيهية في جو هادئ بعيدًا عن ضجيج المدينة، وكانت الطريق محاطة بمناظر طبيعية جميلة مع مرورنا بالقرى الأذربيجانية الصغيرة، حيث تعد شاهداغ في الصيف وجهة رائعة للهروب من حرارة الصيف والاستمتاع بالهواء الجبلي المنعش.
وخلال الطريق استمتعنا بالتوقف في بعض القرى الصغيرة على طول الطريق، حيث تعرفنا على الحياة الريفية وتذوقنا بعض الأطعمة المحلية مثل الخبز الطازج والجبن.
خلال الرحلة، شعرنا بتغير تدريجي في الطقس، حيث بدأ الجو يصبح أكثر برودة وانتعاشًا مع اقترابنا من الجبال، وتشتهر شاهداغ بأنها وجهة شتوية لمحبي التزلج، لكننا أردنا استكشاف جمالها خلال فصل الصيف.
عندما وصلنا إلى شاهداغ، شعرنا وكأننا دخلنا عالمًا آخر، فقد كان المنتجع محاطًا بالجبال الشاهقة والوديان الخضراء التي تبدو وكأنها لوحة فنية.
اخترنا الإقامة في منتجع شاهداغ الجبلي، والذي وفر لنا كل وسائل الراحة التي كنا نحتاجها بعد رحلتنا الطويلة، فقد كانت الغرف تطل على مناظر خلابة للجبل والوديان المحيطة، وأصبحنا على يقين بأن هذه الرحلة ستكون مميزة.
وبدت المناظر الطبيعية وكأنها لوحة فنية حية، مما يؤكد ان الفندق الذي اخترناه كان يتمتع بموقع مثالي وسط الجبال، وإطلالة مذهلة على الوادي والسهول الواسعة.
ومنتجع شاهداغ الجبلي عبارة عن منتجع فاخر في قلب الطبيعة، وتمتاز الغرف فيه بانها مريحة وفسيحة، مع شرفات تطل على الجبال، مما جعلنا نشعر بالاندماج الكامل مع الطبيعة.
بعد أخذ قسط من الراحة، بدأنا نتطلع إلى استكشاف الأنشطة التي يمكننا القيام بها في هذه الوجهة الجبلية.
في اليوم الأول، قررنا بدء مغامرتنا بالمشي لمسافات طويلة عبر الممرات الجبلية التي تحيط بشاهداغ، وكانت هناك مسارات متعددة تختلف في الصعوبة، واخترنا مسارًا متوسط الصعوبة يناسب جميع أفراد العائلة، وقضينا ساعات ممتعة نتجول بين الغابات الكثيفة والمروج المزدهرة، وكان المنظر من أعلى الجبال مذهلاً، حيث يمكن رؤية السهول والوديان في الأسفل.
وفي اليوم التالي، قررنا تجربة نشاط مثير آخر وهو ركوب الدراجات الجبلية.، فقد كانت المنطقة مليئة بالمسارات المخصصة لركوب الدراجات، والتي تأخذك عبر مناظر خلابة تتراوح بين الغابات الكثيفة والممرات الجبلية الصخرية. كانت هذه التجربة مليئة بالإثارة والتحدي، واستمتعنا بالتنقل بين المسارات الطبيعية بسرعات متفاوتة، وسط الطبيعة الصامتة والهواء المنعش.
واحدة من أبرز التجارب التي خضناها في شاهداغ كانت الطيران الشراعي، وكانت فريدة من نوعها، حيث تمكنا من التحليق فوق الجبال واستكشاف المنطقة من ارتفاع عالٍ، وكان شعور التحليق في الهواء الطلق فوق المناظر الطبيعية الساحرة يمنحنا إحساسًا بالحرية والانطلاق، الأطفال كانوا متحمسين للغاية لهذه المغامرة، وكانت واحدة من اللحظات التي لن ننساها أبدًا.
وفي اليوم التالي قررنا أن نبدأ يومنا بركوب التلفريك الذي يمتد على طول الجبال الشاهقة، حيث كانت المحطة الرئيسية للتلفريك تقع بالقرب من المنتجع الذي نقيم فيه، وكان من السهل الوصول إليها سيرًا على الأقدام، ووصلنا إلى المحطة ونحن متحمسون لبدء هذه المغامرة.
كان التلفريك عبارة عن عربات زجاجية واسعة تستوعب حوالي 4 إلى 6 أشخاص، وهو مصمم بشكل يتيح للركاب الاستمتاع بالمناظر المحيطة بوضوح تام من جميع الزوايا.
بمجرد صعودنا إلى التلفريك وبدء الحركة، شعرنا بالإثارة والحماس، ببطء، بدأ التلفريك يصعد بنا فوق الوديان والمساحات الخضراء، وكلما ارتفعنا، أصبح المنظر أكثر جمالًا وسحرًا. كنا نرى الجبال المحيطة والتلال الخضراء، إلى جانب المناظر الطبيعية المتنوعة التي تشمل الغابات الكثيفة والبحيرات الصغيرة.
أحد أجمل جوانب ركوب التلفريك هو القدرة على رؤية المنطقة من زاوية علوية، فقد كانت المشاهد بانورامية تأخذ الأنفاس، حيث يمكننا رؤية القرى الريفية الصغيرة المحيطة بشاهداغ، والوديان العميقة، والمراعي الخضراء التي كانت تبرز في تناغم تام مع الطبيعة.
ومع استمرار التلفريك في الصعود، شعرنا بالهدوء والاسترخاء، فالهواء البارد والمنعش كان يتدفق عبر العربات، مما جعل الرحلة تجربة هادئة تبعث على الراحة.
وكان الصوت الوحيد الذي يمكن سماعه هو صوت التلفريك الهادئ أثناء تحركه على الكابلات، ما جعلنا نستمتع بتأمل الطبيعة الصامتة من حولنا.
بعد حوالي 15 دقيقة من الصعود بالتلفريك، وصلنا إلى القمة، حيث توجد محطة أخرى على ارتفاع عالٍ توفر للزوار مناظر أوسع وأكثر جمالًا، وكان هناك منصة عرض توفر إطلالة بانورامية على كامل المنطقة الجبلية، حيث توقفنا لالتقاط بعض الصور التذكارية. من هذا الارتفاع، وكانت المشاهد الطبيعية تحيط بنا من كل جانب، مما جعلنا نشعر كأننا في عالم آخر.
في القمة، لم يكن الأمر مقتصرًا على الاستمتاع بالمناظر فقط، بل كان هناك العديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها، فهناك مسارات للمشي لعشاق الرحلات الجبلية، حيث يمكن للزوار التجول بين الغابات والوديان، كما كانت هناك مطاعم صغيرة تقدم وجبات محلية خفيفة، حيث تناولنا بعض المشروبات الساخنة للاستمتاع بالجو البارد في الأعلى.
بعد قضاء بعض الوقت في القمة، حان وقت العودة إلى الأسفل، فتجربة النزول بالتلفريك كانت مختلفة بعض الشيء عن الصعود، حيث كنا نستمتع بمشاهدة المنطقة من زاوية جديدة، فقد كانت المناظر التي رأيناها أثناء النزول تبدو أكثر اتساعًا، حيث كنا نرى كل شيء يتراجع تدريجيًا أثناء نزولنا من القمة العالية إلى المحطة السفلية.
وبعد يومين مليئين بالمغامرات، قررنا الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة بنا. أمضينا بعض الوقت في الحديقة التابعة للفندق، حيث كانت هناك مقاعد مخصصة تطل على الوديان والجبال. جلسنا هناك لفترة طويلة نتحدث ونتأمل في جمال الطبيعة، بينما استمتع الأطفال باللعب في المناطق المخصصة لهم.
بعد أيام ممتعة ومليئة بالمغامرات، حان الوقت للعودة إلى باكو، وكانت الرحلة بالسيارة من شاهداغ إلى باكو هادئة، حيث تبادلنا الحديث عن تجاربنا الممتعة والذكريات التي ستبقى في أذهاننا لفترة طويلة، وفي الطريق قررنا الذهاب في جولة صغيرة إلى بعض القرى المحيطة بشاهداغ، واستمتعنا بمشاهدة الحياة الريفية البسيطة، وتعرفنا على الثقافة المحلية من خلال زيارة المنازل الريفية التقليدية، وكانت تجربة رائعة لمعرفة كيف يعيش سكان هذه المناطق الجبلية.
كانت رحلتنا من باكو إلى شاهداغ تجربة مميزة جمعت بين المغامرة والاسترخاء في أحضان الطبيعة، فشاهداغ ليست فقط وجهة شتوية، بل إنها تحتضن جمالًا خاصًا خلال فصل الصيف، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بالأنشطة الرياضية والمغامرات في الهواء الطلق، بجانب الراحة والاستجمام، وهذه الرحلة كانت مليئة بالذكريات الجميلة التي ستظل محفورة في أذهاننا لفترة طويلة، ونتطلع بالتأكيد إلى العودة يومًا ما لاستكشاف المزيد من هذه المنطقة الرائعة، فقد وعدنا أنفسنا بالعودة إلى شاهداغ في المستقبل، خلال فصل الشتاء لنعيش تجربة التزلج على الجليد التي تشتهر بها هذه المنطقة.
شاهداغ خلال فصل الشتاء